مرکز الهدف للدراسات
Hadaf Center For Studies

Hadaf Center For Studies
الأمركة
إن مفهوم الأمركة هو محاولة لصبغ أي مجتمع أو فرد بالصبغة الأمريكية وإشاعة نمط الحياة الأمريكية، وهذا المصطلح قريب منه للغاية مصطلحات أخرى مثل (الكوكلة). والكوكاكولا هي رمز نمط الحياة الأمريكية وانتشارها وتدويلها. وهي تعبير آخر عن الاستعمار في عصر الاستهلاكية العالمية، استعمار لا يلجأ للقسر وإنما للإغواء.
والأمركة في أبسط معانيها تعني سيطرة الولايات المتحدة الأمريكية وهيمنتها وتلاعبها بالسياسة والاقتصاد والإعلام وشتى مجالات الحياة في شتى بقاع العالم. وفي كتابه (توازن الغد) يرى روبرت شتراوس أن المهمة الأساسية لأمريكا تتمثل في توحيد الكرة الارضية تحت قيادتها، واستمرار هيمنة الثقافة الغربية، وهذه المهمة لابد من إنجازها بسرعة في مواجهة آسيا وأي قوى أخرى لا تنتمي للحضارة الغربية.
وتحاول الولايات المتحدة الأمريكية بشتى السبل أمركة العالم قسراً بوصفها تمثل نموذجاً لا بديل له، وعلى جميع دول العالم الالتزام به دون استثناء؛ لأنه نجح في صنع أمريكا وحقق تفوقها المطلق، اقتصادياً وسياسياً وعسكرياً، فمفهوم الأمركة هو وجه لنفس العملة لمفهوم العولمة، والولايات المتحدة الأمريكية تسعى لأمركة العالم من خلال تعميم أنماط معينة من السلوك والأخلاق والآداب وأساليب العيش المشترك. والأمر برمته لا يعدو إلا أن يكون احتلالاً للعقل وللتفكير وتسييرهما وفق أهداف ومصالح الولايات المتحدة الأمريكية. إذن فالعولمة أو الأمركة تعمل على جعل بقية دول وشعوب العالم شبيهة بأمريكا سواء كان خيراً أو شراً، ومن هنا تسعى أمريكا من خلال مفهوم الأمركة إلى إلغاء النسيج الحضاري والاجتماعي للشعوب، وهذا يعني القضاء على الهوية الثقافية والقومية وعلى تراث الأمم والشعوب الفكرية والحضارية.
وبتعبير آخر، فأن المجال الدلالي لكلمة “أمركة” يتداخل مع كلمة “علمنة” باعتبار أن العلمنة الشاملة ليست مجرد فصل الدين عن الدولة وبعض مجالات الحياة العامة، وإنما هي عملية فصل لكل القيم والثوابت والمطلقات (باعتبارها شكلاً من أشكال الميتافيزيقا) عن العالم والطبيعة وحياة الإنسان العامة ثم الخاصة، إذ يتحول العالم بأسره إلى مادة استعمالية لا قداسة لها ولا خصوصية ولا مرجعية لها سوى المرجعية الكامنة في المادة، أي ما يسمى بقوانين الحركة (آليات السوق- المنفعة المادية- شهوة السلطة- الجنس- علاقات الإنتاج).
ويرجع انتشار ظاهرة الأمركة في العالم إلى تزايد الهيمنة العسكرية والحضارية الأميركية. ولعله كان من أكبر آليات العلمنة والأمركة في العالم السينما الأمريكية؛ لهذا يمكننا القول بأن الأمركة، في واقع الأمر، مترادفة مع “العولمة” التي تزيل الحواجز بين الإنسان والإنسان، وبين الإنسان والأشياء، ليظهر الإنسان الطبيعي الذي لا خصوصية له ولا هوية.
وهو ميدان دراسة البعد الاجتماعي لعلم السياسة، ولا سيما من خلال النتائج السياسية للروابط الاجتماعية كالقبيلة والطبقة والدين والعنصر.إن الخلفية العامة للعلاقة هي منهجية وتشمل تداخل العلوم الاجتماعية والسلوكية فيما بينها. وبالتحديد فإن دراسات ماكس فيبر حول أنماط السلطة التقليدية والكاريزمية والقانونية - العقلانية، ودراسة س. رايث ميلز (النخبة ...
شاهد جميع المصطلحات
تعليقات الزوار