Notice: date_default_timezone_set(): Timezone ID '' is invalid in /home/hadafc/domains/hadafcenter.com/vendor/laravel/framework/src/Illuminate/Foundation/Bootstrap/LoadConfiguration.php on line 49
مركز الهدف للدراسات - السيد آية الله محمد سعيد الحبوبي

مرکز الهدف للدراسات

Hadaf Center For Studies

04 September 2018

السيد آية الله محمد سعيد الحبوبي

نسبه ونشأته:

هو السيّد محمد سعيد بن السيّد محمود الحسني الشهير بالحبوبي فقيه أديب ومجاهد، ولد في النجف عام 1849، وأقام الحبوبي في صباه بنجد وأحبها. كما أحب بغداد وقصورها وانفتاحها ومدحها في عدة قصائد. ونشأ محبا لعمل الخير، ومثالاً للخلق الرفيع والهمة العالية، وحب العلم والأدب. 

حفظ القرآن الكريم وهو في صغره، واتجه منذ شبابه نحو المجتمع فكان ولوعاً بتكوين الحلقات الأدبية التي تصقل المواهب وتثيرها، ويميل لكتابة الشعر ويشارك في المحافل والأندية الادبية حتى استطاع أن يتملك زمام إمارة الشعر، ويترأس الأندية التي ضمت النوابغ والفحول من أرباب الأدب.

وطبع ديوانه الأول عام 1912م في بيروت المطبعة الأهلية وفيه مقدمة للجواهري مدحه قائلا:  لم يبق بيت أو قافية لم يعثر عليها.

ودرس القرآن والعربية والأدب والفقه والأصول. كما صاحب المجدد جمال الدين الأفغاني لأربع سنوات في دراساته وكانا زميلين لدرس واحد وكان بينهما تأثر وتأثير ولقاء في المبادئ العامة الإصلاحية.

ويعتبر السيد الحبوبي اول من بادر وافتى بوجوب تأسيس المدارس ودعا الى نشر التعليم لجميع أبناء المجتمع.

جهاده:

كثيرا ما كان السيد الحبوبي يقول لطلبة العلم في معاهد النجف : (من لا وطن له لا دين له). وجعل الاجتهاد والجهاد مدرسة الحياة.

ويعتبر السيد محمد سعيد الحبوبي (قدس سره) اول مرجع في العراق يصدر فتوى بإدانة الغزو الايطالي لليبيا، ودعا الناس الى التظاهرات وتضامن معه بعض العلماء وخرجت المظاهرات في مختلف مدن العراق احتجاجاً على احتلال القوات الايطالية لمدينة طرابلس. 

وبعد احتلال الفاو من قبل القوات الانكليزية في 6 تشرين الثاني 1914 بعث القادة الاتراك الى علماء الدين برقية يطلبون منهم النصرة. وقرأت هذه البرقية في المدن العراقية الرئيسية في المساجد والجوامع والتجمعات والاسواق فأضطرب الناس وعطلت الاسواق. 

وبعد ذلك عقد في النجف اجتماع كبير في المسجد الهندي المجاور للصحن الحيدري الشريف وبحضور وفد أرسلته الحكومة التركية، وفي ذلك الاجتماع الحاشد من كبار الوجهاء والعلماء خطب كل من السيد محمد سعيد الحبوبي والشيخ عبد الكريم الجزائري والشيخ جواد الجواهري، وأكدوا جميعهم على وجوب الدفاع عن بلاد الاسلام.

وعلى اثر ذلك تحرك السيد محمد سعيد الحبوبي من النجف متوجها للجبهة قبل أسبوع من احتلال القوات الانكليزية البصرة ومعه  أولى كتائب المجاهدين عصر يوم 25 من شهر ذي الحجة الحرام من العام 1332 هجرية الموافق ليوم 15/10/1915 م ترافقه كوكبة من العلماء كالشيخ الشبيبي والشيخ على الشرقي وتلميذه السيد محسن الحكيم، وكان الحكيم في ذلك الوقت شابا لا يتجاوز عمره 26 عاما.

وكان يردد السيد الحبوبي في ذلك الوقت : جاءت (بريطانيا) لتحمينا على زعمها ولندن ليس بها حامية، يا غيرة الله لأعدائه كوني عليهم ضربة قاضية.

 وخرج الحبوبي متقلدا سيفه وممتطياً حصانه وطبول الحرب تقرع أمامه في شوارع النجف وأزقتها في موكب مهيب ترافقه زغاريد النساء وقد أنطلق موكبه الجهادي بواسطة السفن من الكوفة عبر الشامية وغماس والشنافية والسماوة والخضر، ثم حط رحاله في الناصرية، وبعد حثه لأبناء العشائر والمدن التي مر بها على الالتحاق به للجهاد تبعه الالوف، ثم انطلق من سوق الشيوخ في 4 ربيع الثاني 1333 هـ الموافق ليوم 19/2/1915 م في موكب كبير قُدر عدده بنحو ثلاثين ألف راجل وعشرة آلاف فارس نحو الشعيبة.

وكان خلال سيره بالجموع ينفق عليهم من ماله الخاص، وقدمت له الحكومة العثمانية خمسة آلاف ليرة ذهباً كمساعدة له على مواصلة جهاده ولكنه أبى قائلاً: ((ما زلت أملك المال فلا حاجة لي به، وإذا ما نفذ فشأني شأن الناس آكل مما يأكلون وأشرب مما يشربون)).

وفي 12 نيسان 1915م، وقعت معركة الشعيبة بين البريطانيين من جهة وبين القوات العثمانية وقوات المجاهدين الشيعة من جهة اخرى.

ورابط السيد الحبوبي ومعه العلماء والمجاهدون في الشعيبة، ولكن قوة الجيش البريطاني وضعف الادارة التركية، وكثرة جواسيس الانكليز المنتشرين بين المجاهدين الذين جندتهم المخابرات البريطانية أدت الى الانسحاب الفجائي للقوات العثمانية مما ادى الى انكسار جيش المجاهدين وإلحاق الهزيمة بهم وتقديم التضحيات الكبيرة.

وفاته:

بعد الانكسار في جبهة الشعبية وعودته مع المجاهدين إلى مناطقهم، أخذت صحته بالتدهور إلا أنه لم يهتم بتدهور صحته بل أستمر يدعو العشائر ويحثهم على ضرورة التصدي للقوات البريطانية، لكن المرض لم يمهله إذ سرعان سرعان ما تردّت صحته ليتوفى السيد الحبوبي قرب مدينة الناصرية في منطقة سُميت (دار الجهاد) وذلك في الثاني من شعبان 1333هـ الموافق 1915م، وقد بلغ من العمر السابعة والستين عاماً.

وبوفاته حدثت انتكاسة كبيرة لروحية المجاهدين وحماسهم، وقد أحتل الانكليز الناصرية بعد أقل من شهر من وفاته. وقيل ان المخابرات البريطانية دست له السم ومات إثر ذلك. 

لقد عاش الحبوبي حياته طالبا متعلما ثم شاعرا مبدعا ثم فقيها مجددا، ثم ختمها بجهاده ضد الاستعمار الإنكليزي. وقد وصفه العثمانيون في وثائقهم بانه المجاهد الكبير. وكذلك الانكليز بالمجتهد المجاهد العنيف.

تعليقات الزوار

أفلام وثائقية
صور نادرة
مصطلحات

أحكام عرفية

لوائح استثنائية تلجأ إليها السلطة التنفيذية تحت ظروف حالة الطوارئ ، تسمح لها بتعطيل بعض أحكام الدستور ، حتى تستطيع تلافي بعض الأخطار التي تتعرض لها البلاد ، كنشوب ثورة داخلية أو وقوع غزو خارجي ، وفي هذه الحالة تطبق السلطة التنفيذية ما يعرف بقانون الطوارئ الذي يخولها سلطات واسعة و استثنائية . ...

شاهد جميع المصطلحات
Error
Whoops, looks like something went wrong.