مرکز الهدف للدراسات

Hadaf Center For Studies

27 April 2019

بين الهيمنة الأميركية والتصدي لها

يبدو لنا أحياناً أن امريكا خرجت في مكان ما عن السكة، وعادت إلى قبيل زمن الحرب الأهلية أو بعدها بقليل. وبدلاً من المضي قدماً والتطور على طول الخط الذي بدأت منه البلاد، تحولت إلى شيء بشع – وفاسق- متآكلة في قلب سلطتها بالثراء السهل والرشوة والامتيازات الخاصة ...، والأسوأ هو الغش الفكري الذي تغذى منه كل هذا الفساد وهي تحاول أن تخدع بها الرأي العام في الولايات المتحدة بشكل خاص والرأي العام العالمي بشكل عام لتبرر ما تقوم به من سياسات همجية للهيمنة على العالم، في خريف العام 2001، كان فريق تشيني – بوش واثقاً من قدرته على استخدام أحداث أيلول/ سبتمبر لإعادة تقسيم العالم وتقييمه. وأوجز أميرال البنتاغون سيبروفسكي، الرابط بين الرأسمالية والحرب: المخاطر التي يجب تعبئة القوات الأمريكية ضدها، تنبثق تحديداً من بلدان ومناطق((منقطعة)) عن اتجاهات العولمة السائدة. 

واما من ناحية التحدي  فلا تزال روسيا ،  تشكل تحدياً سياسياً مستقبلياً، وكذلك الصين تشكل تحدياً اقتصادياً وسياسياً في المستقبل للولايات المتحدة الامريكية.

واما من ناحية القيود، فإن السيطرة الأمريكية على الشرق الأوسط وخاصة مواردها الطبيعية تضاعفت وضعف الموقف العربي للتصدي للهيمنة الأمريكية وباتت الدول العربية تخضع كاملة للهيمنة الأمريكية .الا القليل من قاوم ضد هذه الهيمنة كسوريا ولبنان ، ومع تدخل ناجح لروسيا في الأحداث التي شهدتها المنطقة في السنوات الأخيرة والتي شهدتها بعض الدول كسوريا التي كانت مسرح للتدخل السافر من قبل امريكا ودول العدوان المساندة للسياسة الإمبريالية الأمريكية  ، وفي العراق ألحقت المقاومة سلسلة مستمرة من الضربات الموجعة للإحتلال الأمريكي وأفشلت مشروعه الداعشي.

واما في امريكا اللاتينية لم تخف الولايات المتحدة تدخلها في دول امريكا اللاتينية، فصرح الرئيس الامريكي السابق آنذاك في فترة حكمه، بأن بلاده ، وبعد التورط في دعم الانقلاب العسكري في الارجنتين عام 1976،"تعلمت درسا من أخطاء الماضي"، محاولا خلال زيارته للأرجنتين طمأنة دول أمريكا اللاتينية ، بأن الولايات المتحدة الأمريكية، لم تعد تلك الدولة التي دبرت انقلابات بالجملة في دول مختلفة بالقارة. بعد شهر واحد من هذه الطمأنة، كشف النقاب عن دور الولايات المتحدة الأمريكية في دعم عزل رئيسة البرازيل ديلما روسيف، لتتضح حقيقة تدخل الولايات المتحدة في شؤون القارة الجارة الجنوبية. وهناك انقلابات كثيرة قامت بها الولايات المتحدة الامريكية للإطاحة بالحكومات المنتخبة لا يسعنا ذكرها هنا. 

اما في ونزويلا في العام 1998، تمكن الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز، من الوصول الى الحكم، بحصوله على أغلبية ساحقة من الأصوات الانتخابية، ومباشرة بعد توليه السلطة ، بدأ اليساري- تشافيز في العمل على إحداث تغييرات جذرية في فنزويلا، ابرزها إستعادة السيطرة على شركة النفط الوطنية وفرض ضرائب مضاعفة على شركات النفط الأجنبية في فنزويلا، والتي كانت في غالبيتها شركات امريكية ؛ لتصبح فنزويلا في المرتبة الثالثة من حيث اعتماد الولايات المتحدة عليها في استيراد النفط عام2002.و سياسياً هاجم تشافيز الولايات المتحدة الأمريكية ،ووصف سياستها بـ"الامبريالية الفاضحة" وتحاول الولايات المتحدة ان تستعمر فنزويلا  اما بواسطة الانقلاب العسكري أو بطرق اخرى، و الشعب الفنزويلي تصدى لهذه المؤامرات وفشلت ، وبعد موت شافيز انتخب الرئيس الجديد لفنزويلا مادورا واتخذ سياسة شافيز للتصدي للهيمنة الأمريكية وكل هذه المدة ولحد الأن تحاول الولايات المتحدة تغيير النظام في هذا البلد، وكذلك الأمر في كوبا ، وبلدان اخرى ،فالهيمنة الأمريكية لا تقتصر على زمان معين ولا على مكان، فهي تحاول وبكل الطرق ان تفرض هيمنتها الهمجية على العالم.

اعداد: طالب معلان

تعليقات الزوار

أفلام وثائقية
صور نادرة
مصطلحات

نظام رئاسي

نظام انتخابي مباشر في اختيار رئيس الدولة أي رئيس الهيئة التنفيذية للحكومة في ظل مبدأ الفصل بين السلطات . ولما كان الرئيس منتخباً النتخابا مباشرا من قبل الشعب فان الحكومة التي يعينها لا تكون مسؤولة امام البرلمان كما هو الحال في النظم البرلمانية دون ان يكون للحكومة حق في حل المجلس النيابي.وفي هذا النظام يجمع الرئيس بين رئاسة الدولة ورئاسة ا ...

شاهد جميع المصطلحات