السعودية والدخول الى العراق من بوابة الاقتصاد

منذ نشوء الدين الوهابي في صحراء نجد والى اليوم كانت السمة الغالبة على التدخل العسكري لآل سعود في العراق هو التخريب والتدمير، فلقد شكل عاملان اساسيان طبيعة هذه العلاقة ووسمها بسمته المميزة. وهما الطبيعة البدوية لآل سعود واتباعهم، وعقيدة التكفير التي انشأها محمد بن عبد الوهاب (1703-1791) والتي يدين بها آل سعود ونظامهم. فكان هذا المزيج المتفجر الذي الحقت شظاياه الجراح الغائرة في تاريخ الدم العراقي.

ان نظام الغزو البدوي قد وجد ضالته (الشرعية) في فتاوى ابن عبد الوهاب التكفيرية، فكان سلب مال وروح الخصم وهدم كل ما يقدس جزء من عملية تشفي وانتقام لا تفارق الروح البدوية القاسية، فاذا امتزجت بدعوات لاهوتية ووعود بجنان مخلدة اصبحت سيلا جارفاً من العنف والقسوة والدم. لقد كانت اوائل الجراح العراقية قد بدأت عندما غزا الوهابيون كربلاء 21أبريل 1802(1216هجري) فقد اقدموا على مهاجمة كربلاء وبعد حصار طويلا فتحت المدينة وتساقط القتلى من جميع الاعمار في الشوارع....ونتيجة هذه الكارثة الدموية هلك اكثر من 4000شخص...ونقل الوهابيون ما نهبوه على اكثر من 4000جمل   وبعد النهب والقتل دمروا أيضاً ضريح الإمام الحسين وحولوه الى كومة من الدماء. وحطموا خصيصاً المنائر والقباب.  وبعدها ترك الوهابيون كربلاء وتوجهوا نحو النجف الاشرف لهدم ضريح الإمام علي ع ولكنهم لم يتمكنوا من ذلك لمناعة سورها الخارجي فرجعوا الى الدرعية. وفي أواخر رجب 1218قتل (عبد العزيز بن سعود) على يد (عثمان الكربلائي) الذي نذر نفسه للدفاع عن الإسلام وعزم أن يقتل رئيس الوهابيين، بعد ان قيل انه كان فيها اثناء غزو الوهابيين وشهد بأم عينيه ذبح زوجته واطفاله. فذهب الى ( الدرعيه )وقتل الطاغية، فرد الوهابيون بالهجوم على البادية العراقية وعلى البصرة فهدم الجانب الجنوبي وقتل كثير من اهلها.

لقد كان لآل سعود في المصائب الاخرى التي حلت على العراق النصيب الاوفى، فقد مولت تلك العصابة نظام المقبور المجرم صدام لثمان سنوات، وبعد الغزو الامريكي للعراق احتضنت كل صنوف التكفيريين والقتلة ودفعتهم للعراق فلقد صدرت عشرات الفتاوى من مشايخ الوهابية في السعودية تحرض الشباب على التطوع لقتل العراقيين بحجة مقاتلة المحتل وإسقاط النظام الصفوي في العراق. ان تاريخ العلاقة مع السعودية مبني بالدم والاستباحة وما لم يتغير هذا النظام الفاسد الدموي فلن يجد العراق منه الا السيف والسبي. والآن بعد كل هذه المصائب السعودية تفتح يديها للعراق ولكن ماذا تريد؟! وما هو هدف ال سعود من هذا الانفتاح؟!!حسب التصريحات السعودية ان الانفتاح السعودي يشمل جميع الاتجاهات الاقتصادية والسياسية، في حين اعلن عن بدء مرحلة جديدة من العلاقات بين الرياض وبغداد. اكد أنه تم الانتقال من ثوب التخطيط الى ثوب التنفيذ لوجود القرار السياسي بالذهاب الى التنفيذ. فالانفتاح السعودي على العراق السياسي والاقتصادي والثقافي والرياضي ظاهره جيد وباطنه شر، فكل من يراهن على مملكة الشر فليراجع حساباته، والانفتاح السعودي على العراق دونه غايات مخفية وخبيثة وغير معلنة، فانتصارات محور المقاومة على المشروع التكفيري قلبت كل الحسابات الأمريكية وبعثرتها وذرتها في الهواء لذلك انتقلوا الى مرحلة جديدة من مراحل التآمر وهي مرحلة ((الاحتواء))، فمهما كان حجم الإنفتاح السعودي فآل سعود سيبقون في نظرنا ثلة قذرة مجرمة طاغية وأداة من أدوات الصهيونية لتدمير الإسلام والتشيع الحق.

اعداد: طالب معلان