الجولان السوري المحتل والمباركة الأمريكية

في حرب حزيران 1967اعلن الرئيس ايزنهاور رئيس الولايات المتحدة الامريكية آنذاك، مبدأه الخاص بالشرق الأوسط بحجة إبعاد الخطر الدائم الكامن في هذا البرميل من البارود . وينص هذا المبدأ على أن أمريكا ستحارب كل رغبة للشيوعية في مهاجمة أي بلد في الشرق الأدنى .ومن الطبيعي أن الدول العربية لا يظل خافياً عليها أن مبدأ الشرق الأوسط لا يفيد في حماية الدول العربية وإنما أعلن لمصلحة إسرائيل، وبعبارة اوضح ليس هذا المبدأ شيئاً آخر سوى تصريح أمريكي بضمان البقاء لإسرائيل حتى لو كان هذا الامر بتدمير كامل المنطقة، المهم في السياسة الأمريكية المتعاقبة هي ضمان بقاء اسرائيل، و هناك سعي وارادة امريكية لضم كافة المناطق التي تسيطر عليها اسرائيل أو ضم مناطق اخرى للسيادة الاسرائيلية ولكن في الوقت المناسب، فالسياسة التوسعية الصهيونية هي سياسة متفق عليها من قبل الولايات المتحدة والدول الأوربية التي لها اليد الطولي في انشاء الدولة الصهيونية فحتى لوكان هناك تنديد من قبل هذه الدول على السياسة الاسرائيلية لم ننخدع بهذه التصريحات لأنها مجرد كلام عابر، الهدف منه التغطية على ما تفعله اسرائيل على امر الواقع، فلم تمضي سنة من اعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني جاء اعتراف اخر للولايات المتحدة بأن هضبة الجولان السوري التي احتلتها اسرائيل في حزيران67هي جزء من اسرائيل ، فهناك ردود افعال حول الاعتراف الامريكي ولكن لا يغير شيء من المعادلة مالم تكن هناك خطوات جدية وعملية وهذه التنديدات ليست بالمستوى المطلوب وحقيقية.

 من جانبه اعتبر نتانياهو الذي حظر الاعتراف الامريكي : أن ترامب يقدم على فعل ما لم يفعله أي رئيس أمريكي آخر بعد الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة اليها. فأثارت هذه الاعترافات ، مخاوف من خطوة جديدة باتجاه مباركة ضم اسرائيل أجزاء من الضفة الغربية ، خاصة المنطقة "ج"، وانهاء ما تبقى من حلم الدولة الفلسطينية. حيث تم تقسيم الضفة الغربية وفق اتفاقات أوسلوا عامي 1993و1995، الى ثلاث مناطق وهي : المنطقة "أ" تبلغ مساحتها نحو 18 بالمئة من مساحة  الضفة وتخضع لسيطرة فلسطينية كاملة، ومنطقة "ب" وتبلغ مساحتها 21بالمئة من مساحة الضفة وتخضع لسيطرة مدنية فلسطينية وأمنية اسرائيلية، وأما منطقة "ج" وهي المعنية، وهي منطقة تبلغ مساحتها 60 بالمئة من مساحة الضفة وتم تخصيص غالبية اراضيها لصالح المستوطنات الإسرائيلية أو الجيش الإسرائيلي ، على حساب التجمعات الفلسطينية. ولولا السكوت العربي على الاعتراف الامريكي بالقدس  لما تجرأ ترامب على الحاق الجولان السوري بالكيان الصهيوني وهذا ما صرح به امين عام حزب الله حسن نصر الله، فاعتبر أن الموقف العربي بشأن الجولان المحتل كان يحتاج لشجاعة ورجولة، مشيراً الى ان ترامب وجه ضربة قاضية لما يسمى عملية السلام في المنطقة. فهذه خطوة الولايات المتحدة تعد تحدي ومؤامرة لخطوات اخرى تكون لاحقة لغصب حقوق الشعوب المظلومة لصالح المطامع الامبريالية والصهيونية واستخفاف بحق شعوب المنطقة التي بقيت مصالحها مرهونة بما سيقرره  حكامها، ولا يتعدى قراراتهم حد الإدانة كما سمعناه من بياناتهم واجتماعاتهم فالموقف يحتاج الى خطوات عملية وشجاعة لردع أي تهديد يهدد الأمن والسيادة العربية والاسلامية، فنحن لا نقول انهم لابد ان يدخلوا في حرب مع الكيان الصهيوني أو ما شابه ذلك لأننا نعلم انهم ليسوا اهلاً لذلك ولكن هناك خطوات كثيرة يمكن اتخاذها كورقة ضغط كحد ادنى لردع الولايات المتحدة من اتخاذ هكذا قرارات.