فاجعة نيوزلندا: تأكيد الدعم الامريكي للإرهاب

استنكر الرأي العام العالمي وفي دول عديدة جريمة قتل المصلين التي قام بها  شاب استرالي في مسجدین في مدینة (کریست تشیرش) في نيوزلندا، وعبّروا عن غضبهم واستهجانهم للطريقة البشعة والجبانة التي قام فيها بقتل اكثر من (50) مصلياً، وانطلقت مشاعر الغضب والرفض بدءا من الدولة التي حدثت على ارضها الجريمة نيوزلندا فقد جاء الرفض من رئاسة الحكومة والمسؤولين والشعب وقدّموا مواساتهم لعوائل الضحايا وتضامنهم معهم.

لاشك ان هذه الجريمة ليست فردية قام بها شخص مجرم ارهابي وانتهت بمجرد إلقاء القبض عليه وانما هي حلقة لمخطط مستمر للإرهاب والتطرف تغذيه امريكا راعية الارهاب وعبر مؤسساتها الحكومية وعلى راسها ترامب الذي طالما هاجم فيها المسلمين والمهاجرين وتأجيجه لمشاعر الكراهية والحقد ضد الاسلام وتبنيه لتیار القومیة البیضاء التي فاقت بعنصریتها النازیة والفاشیة.

ان عدم صدور ادانة واضحة من قبل ترامب على هذه الجريمة دليل اخر يضاف الى عشرات الادلة التي تثبت وتؤيد دعم امريكا للإرهاب وانها الجهة الاولى المستفيدة من تلك الجرائم.

ولا غرابة بان تتوافق أیدیولوجیّة هذا العُنصري الإرهابیّة والتي دونها في رسالة من (73) صفحة مع ايديولوجية ترامب، فقد  کشف الارهابي في تلك الرسالة بأنّه یُنفّذ هُجومه الدموي دِفاعًا عن العِرق الأبیض، وثأراً لضحایا هجمات نفّذها المُسلمون في أوروبا في ازمنة سابقة، وانطِلاقًا من العداء للمُهاجرین الذين يعتقد بان تزايد عددهم یُهدِّد المُجتمعات الغربیّة البیضاء، ویعتبرهم مُحتلّین وغُزاةً ویجِب القضاء علیهم.وهذا ما يتبناه وينادي به ترامب الذي اصبح المنظر والاب الروحي لتلك الافكار والتوجهات العنصرية المتطرفة.

وقد أعلن القاتل في بيانه تأثره بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب، باعتباره "رمزا لإعادة الاعتبار لهوية البيض".

لاشك ان هذه الجريمة تدق ناقوس الخطر وان أمن دول العالم بات مهددا بسبب تلك الافكار المتطرفة، وان على تلك الدول ان تتيقن بان الارهاب لا يستهدف الاسلام فقط، بل الانسانية جمعاء، فلابد من سن القوانين التي تجرّم هذا الفكر ومتبنيه، ووضع العقوبات الرادعة لمن يحمله ويرتكب الجرائم بسببه.