ماذا يعني ضم الجولان للكيان الصهيوني؟

تقع هضبة الجولان في بلاد الشام بين نهر اليرموك من الجنوب وجبل الشيخ من الشمال، تابعة إداريًا لمحافظة القنيطرة )كلياً فيما مضى وجزئيًا في الوقت الحاضر)، وهي جزء من سوريا وتتبع لها. وخلال  حرب عام 1967 احتل جيش الكيان الصهيوني  ثلثي مساحتها، وعُدّت - من قبل الأمم المتحدة - من ذلك الحين أرضًا سورية محتلة، ومنذ ذلك الوقت شهدت الجولان عدة حروب بين الكيان الصهيوني وسوريا.

وتبعد هضبة الجولان 60 كم إلى الغرب من مدينة دمشق. وتقدر المساحة الإجمالية لها بـ 1860 كم2، وتمتد على مسافة 74 كم من الشمال إلى الجنوب دون أن يتجاوز أقصى عرض لها 27 كم.

منذ 1967 أقامت إسرائيل في الجولان بعض المستوطنات التي يسكنها يهود إسرائيليون. هناك حاليا أكثر من 30 مستوطنة يهودية في الجولان، أكبرها كتسرين التي أقيمت سنة 1977. أقيمت كتسرين قرب قرية قسرين المهجورة وسميت، مثل القرية، نسبة لبلدة قديمة تم اكتشافها في حفريات أثرية. يعتبر (كتسرين) مركزا إدارياً وتجارياً للمنطقة، وتسكن فيه حاليا 6500 فردا، ثلث منهم من اليهود المهاجرين من روسيا الذين توطنوا في إسرائيل في التسعينات.

وعند اندلاع حرب أكتوبر عام 1973 شهدت المنطقة معارك عنيفة بين الجيشين السوري والصهيوني المحتل واسترجع الجيش السوري مساحة قدرها 684 كم2 من أراضي الهضبة لمدة بضعة الأيام، ولكن الجيش الإسرائيلي أعاد احتلال هذه المساحة قبل نهاية الحرب. 

في 1974 أعاد الكيان الصهيوني لسوريا مساحة 60 كم2 من الجولان تضم مدينة القنيطرة وجوارها وقرية (الرفيد) في إطار اتفاقية فك الاشتباك، وقد عاد إلى هذا الجزء بعض سكانه، باستثناء مدينة القنيطرة التي ما زالت مدمرة. وفي السنوات الأخيرة شهدت المنطقة المجاورة للقنيطرة نمواً سكانياً ونشاطاً عمرانياً واقتصادياً لافتاً، ولكن الدخول إلى بعض المناطق المجاورة لخط الهدنة لا يزال ممنوعا حسب تعليمات السلطات السورية إلا بتصريح خاص. وفي ديسمبر 1981 قرر الكنيست الصهيوني ضم الجزء المحتل من الجولان الواقع غربي خط الهدنة 1974 إلى الكيان الغاصب بشكل أحادي الجانب ومعارضا للقرارات الدولية.

ومؤخراً أعلن رئيس وزراء الكيان الصهيوني نتانياهو بأن (إسرائيل) لن تتخلى عن هضبة الجولان.

وجاء إعلان نتانياهو، يوم 17 نيسان الجاري، بمناسبة أول اجتماع للحكومة الصهيونية في الجولان منذ احتلالها للهضبة في حرب عام 1967 وضمتها عام 1981 .

الا ان دول العالم والمنظمات الدولية لم تعترف بهذا الانضمام حتى ظهور ترامب وقدم وعودا للكيان الصهيوني ليضمن دعم اللوبي الصهيوني ويضمن فوزه في الانتخابات ومن بين تلك الوعود نقل السفارة الامريكية من تل أبيب الى القدس ووفى بذلك، واليوم يفي بوعد آخر لهذا الكيان الغاصب المحتل وهو توقيعه في 25 مارس 2019 لقرار رئاسي تعترف بموجبه الولايات المتحدة الأمريكية بأن هضبة الجولان جزء من (إسرائيل)، ضاربا عرض الحائط رفض الدول العربية والاسلامية والغربية وقرارات الامم المتحدة التي توضح أن مرتفعات الجولان أرض عربية سورية احتلت في حرب 1967. 

ان ضم الجولان إلى الكيان الصهيوني يعني عدة أمور مهمة في مقدمتها :

1- انه خطوة جديدة ضمن التوسع الذي يعمل عليه الكيان الصهيوني منذ عقود والذي يسعى الى ان تكون ارض الكيان من الفرات الى النيل.

2- منح الكيان المجرم أراض استراتيجية مهمة يمكن له من خلالها مراقبة ورصد التحركات السورية، كما توفر تضاريس الجولان عازلاً ومانعاً طبيعياً ضد أي قوة دفع من سوريا، فضلاً عن أن هضبة الجولان تُشكل مصدراً رئيسياً مهماً للمياه، وتعتمد (إسرائيل) في ثلث إمداداتها من المياه على الأمطار التي تسقط فوق الجولان .

3- الاعتراف الامريكي هو ايضا بمثابة دعم لنتنياهو ليتمكن من تحقيق نصر حاسم على كل منافسيه في انتخابات الكنيست القادمة.

4- يمثل وهذا القرار ومن قبله قرار نقل السفارة الامريكية الى القدس تقويضا لأي فرصة او امكانية اقامة سلام شامل يضمن الأمن والاستقرار وهذا ما يسعى له الكيان الصهيوني.

5- ان هذا القرار يأتي في وقت تسعى فيه الكثير من الدول العربية لتطبيع علاقاتها مع هذا الكيان الغاصب وترك قضية فلسطين وراء ظهورهم.

ختاماً ان هذا القرار يعكس مدى تهور سياسة الكوبوي الامريكي المتعجرف الذي لا يعترف بالقيم والاعراف الدولية ولا يهمه سوى ارضاء اللقيطة (إسرائيل)،وان كان الكثير من الحكام العرب دسوا رؤوسهم في الرمال ولم يعد الكيان الصهيوني عدوهم الاول فالمسؤولية اليوم ملقاة على عاتق الشعوب المسلمة ويمكنها من خلال تحركها واستنكارها ايجاد الضغط على حكامها وايقاف سلسلة المخططات الامريكية الصهيونية التي تستهدف امنهم واستقلالهم ومستقبلهم.