Notice: date_default_timezone_set(): Timezone ID '' is invalid in /home/hadafc/domains/hadafcenter.com/vendor/laravel/framework/src/Illuminate/Foundation/Bootstrap/LoadConfiguration.php on line 49
مركز الهدف للدراسات - النزاع الهندي الباكستاني: أزمات وحروب بأصابع أمريكية

مرکز الهدف للدراسات

Hadaf Center For Studies

11 March 2019

النزاع الهندي الباكستاني: أزمات وحروب بأصابع أمريكية

عادت العلاقات بين الجارتين الهند والباكستان إلى التأزّم بعد ان أعلنت الهند أسقاطها لمقاتلة باکستانیة في إقلیم (کشمیر) المتنازع علیه، وأضافت بأن باکستان أسقطت إحدى طائراتها في اشتباکات جویة.

وأکد المتحدث باسم وزارة الخارجیة راجیش کومار في مؤتمر صحافی أن الطائرة الباکستانیة استُهدفت أثناء مشارکتها في عملیة لضرب منشآت عسکریة في الجانب الهندي، وأضاف بأن قوات بریة رصدت الطائرة الباکستانیة أثناء سقوطها من الجو في الجانب الباکستاني. 

وإثر ذلك أغلقت الباكستان مجالها الجوي حتى إشعار آخر، وكذلك فعلت الهند فقد اغلقت خمس مطارات وتم إلغاء العدید من الرحلات.

وصرّحت  وزیرة الخارجیة الهندیة (شوشما سواراج): أنّ بلادها لا ترید مزیداً من التصعید مع باکستان بعد الغارات الجویة التي شنّتها مقاتلات هندیة في الأراضي الباکستانیة، وسط مناشدات دولية بتهدئة الاوضاع لئلا تتأزم وتنفجر وتخرج عن نطاق السيطرة فتندلع الحرب بين الجارتين النوويتين اللدوتين.

 

 

اسباب النزاع بين البلدين

يجمع المحللون بأن السبب الأصل في العداء بين البلدين هو إقليم (کشمیر) المتنازع علیه منذ استقلال باکستان والهند عن بریطانیا عام 1947، حیث یتنازع ويتنافس البلدان للسیطرة على  أراضي الإقلیم بعد أن اقتسما السیطرة على أراضیه، لیصبح هناك شطران شطر هندي باسم ولایة (جامو وکشمیر) وآخر باکستاني باسم (آزاد جامو وکشمیر).

وكانت أول حرب اندلعت بين البلدين في سنة 1947م، حيث لم يتقرر انضمام اقليم كشمير للهند أو باكستان، فاندلعت الحرب بينهما في تلك السنة. وبادرت الأمم المتحدة إلى التدخل لوقف القتال، وجرد الاقليم من السلاح وتم إجراء استفتاء حر محايد سنة 1947 تحت إشرافه. لكن الهند لم توافق على توصيات هيئة الأمم وخاصة الاستفتاء.

واستمر الوضع على ما هو عليه دون تقدم يذكر في القضية إلى أن نشب صراع بين الصين والهند سنة 1962م حيث استغلت باكستان هذه الهزيمة التي تلقتها الهند لتوجيه ضربة قاضية لها إزاء التصاريح التي أدلى بها وزيرها الأول والذي اعتبر كشمير جزء من التراب الهندي بدون أي استفتاء . وأفضى بهما الأمر إلى حرب ثانية سنة 1965م . وتدخّل مجلس الأمن لوقف القتال بين الطرفين في22سبتمبر 1965.

وبالرغم من جميع الجهود المبذولة لتسوية الخلاف، إلا أن المسألة ظلت معلّقة، غير أن الأحداث التي كانت تمر بها باكستان في هذه المرحلة استغلتها الهند بدورها أحسن استغلال لضرب باكستان عن طريق تقديم الدعم لشعب البنغال في محاولته الانفصالية عن باكستان، وهذا ما أدى إلى توتر العلاقات الهندية- الباكستانية من جديد إزاء هذه المساعدة وعلى إثرها نشبت الحرب الثالثة بينهما سنة 1971م، وأبرز ما نتج عنها ظهور دولة بنغلاديش عام 1971م، وتوقيع اتفاقية (شملا)عام 1972م برئاسة الرئيس الباكستاني ذو الفقار علي بوتو ورئيسة وزراء الهند أنديرا غاندي سنة 1972م.

ويحظى أقليم كشمير بأهمية جيو- استراتيجية من الناحية الحربية، وهو مهم  بالنسبة لباكستان، لأن وقوعه في يد قوة معادية لها سيكون وضعها في خطر، لأن كشمير من الناحية الجغرافية تعد جزءا من باكستان التي تشترك معها في حدود طولها عدة مئات من الكيلومترات ولا يربطها بالهند سوى شريط ضيق من الأرض، وتؤكد الروابط الجغرافية والاقتصادية والثقافية بين كشمير وباكستان ضرورة ضمها لباكستان.

أسباب الأزمة الجديدة

تعود أسباب تأزم الامور هذه المرة إثر استهداف القوات الهندیة لمعسکرات تابعة لجماعة (جیش محمد) المتطرفة في إقلیم خیبر بختونخوا الباكستاني عبر خط المراقبة الحدودی مع باکستان بواسطة مقاتلات من طراز (میراج 2000) التابعة لسلاح الجو الهندی وتم قصفها بقذائف Spice-2000 (إسرائیلیة) الصنع. وألقت الطائرات الهندیة عدة قنابل موجهة یبلغ وزن کل منها 1 طن، مما أدى إلى تدمیر هذا المعسکر بشکل کامل.

وأكدت قناة (نيودلهي) التلفزيونية الهندية، أن 32 طائرة عسكرية اشتركت في المعركة الجوية الخاطفة بين الهند وباكستان ، وأن 8 طائرات هندية واجهت 24 باكستانية.

وأکد وزیر الخارجیة فیجای جوخال أن هذه الضربات الاستباقیة کانت ضروریة لمواجهة الخطر الوشیك وأوضح أنه تم القضاء على أعداد کبیرة من الإرهابیین ومدربي الجماعة وکبار قادتها خلال هذه الغارات الجویة.

وفي مبادرة لأجل احلال السلام  وتهدئة الاوضاع وتجنب بوادر حرب شاملة قامت اسلام آباد بإطلاق سراح الطیار الهندي، وأيضاً توعّدت الجماعات الارهابیة لإرضاء نیودلهی .

موقف روسيا

أكد السفير الهندي لدى موسكو قرشي بأن موقف روسيا كان داعماً للهند، مشدداً على أن باكستان عليها اتخاذ خطوات لمكافحة المجموعات الإرهابية التي تنطلق من أراضيها.

وقال قرشي، بحسب صحيفة (داون) : (سيرغي لافروف عرض الوساطة، لا أعلم ماذا بشأن الهند، لكن أود أن أقول لروسيا إن باكستان مستعدة للجلوس إلى طاولة المفاوضات من أجل تخفيف التوتر).

وقال: ان الدور الروسي مستمر في الضغط على باكستان لوقف السماح باستخدام أراضيها من قبل الإرهابيين.

كما أعرب الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين في مكالمة هاتفية مع رئيس الوزراء الهندى ناريندو مودى، عن أمله في تسوية الأزمة بين الهند وباكستان بأسرع ما يمكن.

كما ترتبط الهند بمعاهدة الصداقة والتعاون الموقعة بينها وبين روسيا منذ عام 1994.

ووقع الجانبان في كانون الثاني 2001 ما عرف بـ(صفقة القرن)، والتي أعطت فيها روسيا للهند حق إنتاج 140 مقاتلة متطورة من طراز سوخوي، وحق نقل تكنولوجيا هذا الطراز من المقاتلات.

وتتمثل أهم نقاط الاتفاق بين البلدين في معارضة كل من الهند وروسيا الاتحادية للنظام الدولي القائم على القطبية الأحادية وهيمنة الولايات المتحدة على مجريات الأمور على الساحة الدولية، وتفضيل البلدين لقيام نظام دولي متعدد الأقطاب، وكذلك المخاوف المشتركة من الإرهاب الدولي والتطرف الديني.

 موقف امريكا

تتواجد في باكستان وخصوصاً في كشمير الكثير من المنظمات المتطرفة ذات الجذور القاعدية، وكذلك المئات من المراكز الاسلامية التي أسّستها السعودية ولا تزال تموّلها بمشاركة إماراتية، ودعم من منظمة الطالبان المتواجدة في أفغانستان المحاذية لباكستان وكشمير.ودعم من المخابرات الباكستانية وتقديم التسهيلات اللوجستية، وحرية الحركة لتلك التنظيمات والمجاميع الارهابية المتطرفة .

أما شرارة الازمة الاخيرة فقد نفذتها احدى تلك التشكيلات الارهابية وتُدعى (جيش محمد) حيث استهدفت كتيبة للجيش الهندي في مركز انتشاره في كشمير وسببت اضراراً كبيرة فيها، مما أغضب الهند فقامت اثر ذلك بتنظيم ردّ عسكري يستبقُ فكرة مواصلة الهجمات على قواتها، فكانت الغارة الجوية الهندية على مواقع (جيش محمد)، وكانت باكستان تتوقع مثل هذا الردّ فواجهته بقوة مما دفع بالبلدين لحشد قواتهما على حدوديهما في كشمير .

ولاشك ان امريكا لها دخل في زعزعة الاستقرار الداخلي الهندي بواسطة تلك المجاميع المتطرفة وذلك بسبب استمرار الهند بشراء النفط من إيران بالرغم من المقاطعة الأميركية التي تمنع العالم من ايجاد علاقات اقتصادية مع طهران، وهذا ما استفز الأمريكيين، ولم يتمكّن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في زيارته الأخيرة للهند من إقناع حكامها بشراء نفط سعودي بسعر تشجيعي مقابل وقف شراء النفط الإيراني.

وكذلك بانفتاح الهند على روسيا والصين في مؤتمر يُهيّئ لتحالف يواجه الهيمنة الامريكية ويضعفها مما دفع بامريكا للتخطيط بزعزعة الاوضاع والاستقرار في الهند .

موقف الصين

تعتبر الصين من الأطراف الرئيسية في هذا النزاع فقد خاضت في فترة الستينات حربا ضد الهند سنة 1962م على إثر غزوها للجزء الشمالي لكشمير من جهة التبت من أجل السيطرة عليه .

وكانت الصين متقاربة مع باكستان لأسباب سياسية ودينية.

أما الأسباب الدينية فتكمن في وجود أقليات إسلامية بالصين، وهذا ما جعلها تلعب على الوتر الحساس بخلق انسجام أكثر مع باكستان لأجل إحتواء اي تحرك للحركات الانفصالية الإسلامية بإقليم (كسينجانغ)، وسعت إلى التقارب معها من خلال تقديم الدعم العسكري والمالي لباكستان.

وفيما يخص الازمة الاخيرة بين الهند والباكستان فقد صرّحت الصين  بأنها تلتزم بمبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، لكن هذا لا يعني أن تصم بكين أذنيها عن مطالب الشركات الصينية بحماية استثماراتها الخارجية.

وأكدت الصين عبر رئيس مجلس الدولة فيها( لى كه تشيانج) بأن  لديها الآن مصالح مكتسبة وتريد التوسط بين الهند وباكستان لحل قضية كشمير بسبب استثماراتها التي بلغت قرابة (50) مليار دولار أمريكي في الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني، والذي يمر عبر إقليم كشمير.

وأشارت صحيفة (جلوبال تايمز) الصينية، أنه نظرا للاستثمارات الضخمة التي حققتها الصين في الدول الواقعة على طول حزام واحد (مبادرة الحزام والطريق)، فقد بات للصين الآن مصلحة خاصة في المساعدة بحل النزاعات الإقليمية بما فيها النزاع حول كشمير بين الهند وباكستان.

وذكرت الصحيفة أن الوساطة بين الهند وباكستان حول قضية كشمير ربما تكون واحدة من أصعب التحديات التي تواجه الصين في التعامل مع الشؤون الإقليمية لحماية مصالحها الخارجية، حسب ما ذكره موقع "إنديا تي في" الإخباري الهندي.

وربما تكون هي المرة الأولى التي تذكر فيها وسائل الإعلام الرسمية الصينية اهتمام بكين بالقيام بدور الوسيط لحل قضية كشمير.

موقف ايران

كان موقف المسؤولين في ايران واضحا وهو الحياد وانهاء الازمة ودعت وزارة الخارجية الايرانية على لسان المتحدث باسمها (بهرام قاسمي) الهند وباكستان لحل خلافاتهما سلمياً .

وأبدى قاسمي عن قلقه حيال التصعيدات الحالية على الحدود الهندية – الباكستانية والاحتشاد العسكري للجيشين الهندي والباكستاني.

واعتبر قاسمي أن الهند وباكستان هما لاعبان اساسيان في المنطقة، داعياً الجانبين بأخذ الاوضاع المعقدة السائدة على الاقليم بعين الاعتبار، فالمنطقة مستعدة للتوتر والاضطرابات الامنية، مشدداً على ضرورة التحلي بالصبر وضبط النفس والتشبث بجميع الأدوات والوسائل الدبلوماسية من أجل حل الخلافات بالطرق السلمية.

يتبيّن مما تتقدم أنّ على روسيا والصين وايران تكثيف الجهود لأجل وقف مشروع الحرب الباكسانية الهندية الذي تسعى أمريكا الى تحقيقه لأنه مشروع حرب تحركه اصابع أميركية تستهدفهم أيضاً، وتستهدف حدودهم السياسية وأمنهم الداخلي.

تعليقات الزوار

أفلام وثائقية
صور نادرة
مصطلحات

ديماغوجية

كلمة يونانية مشتقة من كلمة (ديموس)، وتعني الشعب، و(غوجية) وتعني العمل، أما معناها السياسي فيعني مجموعة الأساليب التي يتبعها السياسيون لخداع الشعب وإغراءه ظاهرياً للوصول للسلطة وخدمة مصالحهم. ...

شاهد جميع المصطلحات
Error
Whoops, looks like something went wrong.