مرکز الهدف للدراسات
Hadaf Center For Studies
Hadaf Center For Studies
ان الثقافة الغربية اليوم، وبهذا الشكل الواقع تحت هذا النوع من المؤثرات، تحولت كما يصفها أحد المفكرين، الى ثقافة أمنية، لا ترى في الآخر المسلم إلا الإرهاب والعنف، فتعمل على نبذه واقصائه، وتعلن بالتالي حقها في تأديبه، وتمدينه، والأخذ بيده الى الطريق الصحيح، او السبيل النير المستقيم وهذا ما تبرر به أمريكا اليوم تدخلها في افغانستان، ثم العراق، وسوريا واليمن و...، بغض النظر عن نوعية الوسائل واختلاف الأساليب.
فالإرهاب كما تراه امريكا واسرائيل، والديمقراطية هي كما تراها المصالح الامريكية والاسرائيلية، ويظهر أن ذلك لم يكن كافياً من أجل إشباع النهم الفظيع للقوة الأعظم، فما وجدت قط أي مانع من ان تقوم بتدخلات عسكرية مباشرة، كلما امكن ذلك من أجل التخلص من بعض الانظمة ((الشريرة)) وهي في الغالب الأنظمة التي ليست على وفاق مع الولايات المتحدة، أو التي قد تعرقل مصالحها وخططها وبرامجها، أو تعطلها، أو تبطيء بها. وهذا كله لا يصب إلا في قناة واحدة، وهي القناة التي تقود إلى ما يسمى اليوم، حتى في الأدبيات الأمريكية المختلفة ذاتها، بـ((الهيمنة)) على العالم.
والولايات المتحدة، عندما لا تجد مبرراً عسكرياً، مفتعلاً غالباً، للقتال، فهي تلجأ إلى فكرة الديمقراطية، أو أنها تتذكر فجأة أحد أهدافها((النبيلة)) في هذا العالم، وهو السعي الدائم إلى تخليص الناس من مظالم أنظمتهم، وهذا بالتحديد ما سمعناه وما نسمعه مؤخراً من مسؤولين أمريكيين في مناسبات مختلفة تجاه الأنظمة التي لا تروق لهم. يقول السناتور الأمريكي هارت بنتون في خطاب أمام مجلس الشيوخ 1846م:(إن قدر أمريكا الأبدي هو الغزو والتوسع. إنها مثل عصا هارون( يقصد موسى) التي صارت افعى. ثم ابتلعت كل الحبال. فهكذا ستغزو أمريكا الاراضي ، وتضمها إليها أرضاً بعد أرض. ذلك هو قدرها المتجلي. اعطاها الوقت، وستجدها تبتلع، كل بضع سنوات مفازات بوسع معظم ممالك اوربا. ذلك هو معدل توسعها)).
قال الرئيس الامريكي السابق وليام ماكيني في 1898م: ((نحن لم نذهب الى الفلبين بهدف احتلالها، لكن المسألة أن السيد المسيح زارني في المنام، وطلب مني أن نتصرف كأمريكيين، ونذهب إلى الفلبين لكي نجعل شعبها يتمتع بالحضارة)).
ونحن اليوم، في هذه المنطقة من العالم لنا مشكلة مع الولايات المتحدة الأمريكية، ومع الديمقراطية والعدل عندما يقترنان بها وهي مشكلة يمكن النظر اليها من خلال عدة مستويات:
المستوى الأول: هو أن الولايات المتحدة دأبت، منذ نشوئها، على الاعتقاد بأن قيم العدل والحرية والديمقراطية ما هي إلا قيم ((أمريكية )) خالصة .. وبإمتياز! وبمعنى ما، فإن الثقافات الأخرى ليست على شيء من كل ذلك.
المستوى الثاني: هو أن الولايات المتحدة تأكيداً لقوتها الفتاكة، أصبح من الواضح للجميع أنها تريد أن تعيد، هي بيدها صياغة هذا العالم، وبالتالي تعمد إلى ترتيب أوضاعه وفق نموذجها الخاص، احياء لفكرة أمريكية قديمة هي((أن أمريكا هي العالم والعالم هو أمريكا )).
المستوى الثالث : هو امريكا دائماً تتحدث عن الديمقراطية والعدل وعن اشياء كثيرة حول القيم الامريكية ولكن لاحظنا أن الأهداف الحقيقية التي من أجلها تتحرك الجيوش الأمريكية كانت دائماً أهدافاً أخرى تخص المصالح السياسية والاقتصادية للولايات المتحدة. ولا شيء غير ذلك، لا ، بل إن دولة الديمقراطية والعدل هذه عملت في كثير من الاحيان على الاطاحة بأنظمة منتخبة لأنها تزعجها.
اعداد: طالب معلان
هي الحرب التي يتخذ فيها الصراع شكل اشتباكات جزئية، تتم وفقاً لاقتصاد كبير في القوى وتستهدف الحاق خسائر محدودة بالخصم ولكنها مستمرة ومتكررة الحدوث على امتداد زمني طويل بحيث تؤدي إلى استنزاف في موارد الخصم المادية والمعنوية تمهيداً لتوجيه ضربة حاسمة حين يتحول ميزان القوى لصالح الطرف الذي يتبع هذا الأسلوب أو لدفع الخصم عن مواصلة الصراع لشعور ...
شاهد جميع المصطلحات
تعليقات الزوار