مؤتمر وارسو مؤتمر فاشل للفاشلين وتطبيع علني مع اسرائيل

تناقلت الأخبار والصحف العربية والاجنبية مؤتمر وارسو بما يسمى للسلام في الشرق الأوسط الذي اختتم اعماله في العاصمة البولندية مؤخراً وعقد المؤمر بدعوى من الرئيس الامريكي ترامب، وتباينت آراء المعلقين حيث اعتبر البعض أنه شكل نجاحاً في مواجهة ايران، و رأى اغلب المحللين انه فشل في تحقيق أهدافه المرجوة .وكما تبين من منظمي المؤتمر هو ايجاد حلف ضد الجمهورية الاسلامية ولكن فشل في تحقيق اهدافه. فالجمهورية الاسلامية لم تتأثر بالسياسات الفاشلة التي ينتهجها بعض حكام العرب تماشياً مع الشيطان الاكبر والكيان الصهيوني وهي تخطت  المؤامرات والمؤتمرات الفاشلة وها هي تحتفل بـ40عاماً من انتصار الثورة ، ولكن المؤسف والمؤلم جداً في هذا المؤتمر وقوف الدول الخانعة(العرب) والتي تسمي نفسها المدافعة عن القضية الفلسطينية صفاً واحداً مع العدو الصهيوني وتطبيعهم العلني ومن دون أي خجل من شعوبهم المقهورة، كما قال أفغيدور ليبرمان :ان الشيء الوحيد الذي يمكن أن يشكل ضوءاً في نهاية النفق هو سلام إقليمي يشمل علاقات دبلوماسية واقتصادية كاملة فوق الطاولة وليس تحتها مع دول الخليج وغيرها. نتنياهو الذي عاد من هناك منتشياً وفخوراً بما انجز ، لإبراز حجم الإختراق الذي حصل في الجانب الرسمي العربي. فمشاهد الانسياح والانجذاب على الحضن الاسرائيلي كانت صادمة للمشاعر الوجدانية الاسلامية والعربية. يقول عبد الباري عطوان في" رأي اليوم اللندنية" ألا يخجل العرب المهزومون من تكرار العبارة التي تدينهم حول سيطرة إيران على أربع عواصم عربية؟."

ويقول إن "الحكومات العربية التي تعتبر ايران هي الخطر الأكبر وليس إسرائيل، هي التي انخرطت في مشروع التدمير الأمريكي في العراق واليمن وسوريا وليبيا، سواء بالتمويل أو توفير الغطائين السياسي والإعلامي لهذا المخطط التدميري." ويضيف أن ايران ورغم أربعين عاماً من الحصار الأمريكي ، اقامت دولة مؤسسات وطورت صناعة عسكرية جبارة استخدمتها كورقة ضغط لتركيع الغرب وأمريكا ...في الوقت الذي دمر فيه الحكام العرب المقاومة الفلسطينية بتحريض أمريكي تحت ذريعة السلام."

يقول علي الصالح في " القدس العربي" اللندنية إن المؤتمر"عنوان لمؤامرة فاشلة وخاسرة لتغيير وجه الشرق الأوسط، أشرفت على تنفيذها مجموعة من هواة السياسة في إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في محاولة بائسة لممارسة مزيد من الضغوط على الفلسطينيين للقبول بما يسمى صفقة القرن. فالتاريخ يرجع مرة اخرى ويحكي المؤامرات التي حيكت تحت الطاولة مع حكام العرب في بيع القضية الفلسطينية والمساهمة في احتلال العراق وصولاً الى الفوضى التي دعت اليها الولايات المتحدة في العراق وسوريا و... فالمؤتمر بحد ذاته يعد خطوة قامت بها الولايات المتحدة للتطبيع مع الكيان الصهيوني  وحشد دول اقليمية ودولية معها في مواجهة ايران اما الاول فهي نجحت نسبياً في جمع العرب مع الكيان الصهيوني واما بالنسبة لإيران فهي فشلت وان اغلب الدول تعارض اتخاذ خطوة قد تساهم في التصعيد مع الجمهورية الاسلامية، وانها اصبحت ، قوة اقليمية ومعادلة صعبة لا يمكن الاستهانة بها وليست فلسطين كما يتصور هؤلاء ليمكن المعاملة عليها مع الكيان الصهيوني.