امريكا وفتنة الاقتتال الداخلي في العراق

اصاب الانتصار الذي حققته قوات الحشد الشعبي والمقاومة الاسلامية والقوات الأمنية في العراق الصدمة والذهول لأمريكا وحلفائها الذين أرادوا من داعش أداة إرهاب وقتل وتدمير وخلافة تستمر وتمتد زماناً ومكاناً لعدة عقود من الزمن.

وفي مرحلة ما بعد داعش لم تغمض امريكا جفنها عن الساحة العراقية بل عززت تواجدها في قواعدها العسكرية ووضعت الخطط لعودة الاحداث الى مربعها الاول.

ومن بين المخططات الأخيرة هو دعمها لفصائل ارهابية جديدة تحت مسمى (حراس الدين)، وكذلك نقل الدواعش مع عوائلهم من سوريا الى الاراضي العراقية ليكونوا خلايا يقظة وليست نائمة تنفّذ الاجندات الامريكية في اي وقت يشاؤون.

واليوم ثمّة مخطط جديد تضعه أمريكا في قالب فتنة تهدف منها تأجيج الصراع الطائفي السني – الشيعي بغية جرّهما للاقتتال الداخلي، وإحداث شرخ اجتماعي جديد وذلك عبر اختطاف الافراد وقتل الشيعة واطلاق السنة كما حصل في النخيب ،حيث قامت مجموعة من الدواعش مؤخرا باختطاف (12) شخصاً من اهالي محافظتي كربلاء والانبار في المنطقة الصحراوية بمسافة تبعد 120 كيلو متر غرب ناحية النخيب اثناء بحثهم عن (الكمأ) فقامت بقتل الذين هم من المذهب الشيعي وترك من هو من أبناء السنة والهدف واضح هو اعادة الصراع الطائفي الى المربع الاول.

وأعقب هذا الحدث جريمة أخرى حيث اقدم الدواعش على اختطاف عددا من صيادي الاسماك قرب بحيرة الثرثار بعد ان حاصرهم وقيدهم قرب البحيرة وقام بإعدام (5) من  الشيعة من أبناء ناحية العباسية في محافظة النجف،. فيما قام بإطلاق(5) من المختطفين من أبناء السنة من أهالي قضائي حديثة وراوه.

ان فتنة الاقتتال الداخلي السني – الشيعي، والشيعي – الشيعي ليست بجديدة، فقد كشف الدكتور مايكل برانت في كتابه : ( مؤامرة التفريق بين الأديان الإلهية ) عن برنامج مدروس للاستخبارات الأمريكية (C.I.A) وموجه ضد المذهب الشيعي والسني.

وقال : رصدنا لذلك (40) مليون دولار. وقد تم ترتيب ذلك على مراحل ثلاث:

1- جمع المعلومات والإحصائيات اللازمة.

2- تحديد أهداف على المدى القصير، مثل البرامج الإعلامية ضد الشيعة وإثارة الاختلافات بينهم و بين المذاهب الإسلامية الأخرى.

3- تحديد أهداف على المدى البعيد، تتكفل باجتثاث المذهب الشيعي من أصوله.

وقال ايضا في كتابه: عملاً بالمرحلة الأولى وتطبيقاً لها أرسل محققون وخبراء لتتوفر لنا إجابات عن الأسئلة التالية:

ماهي مناطق نفوذ الشيعة في العالم وأماكن تواجدهم؟

ب . كيف نثير بينهم الاختلافات الداخلية ونلقي بينهم الاختلاف الشيعي الشيعي؟

ج . كيف نثير الخلافات الشيعية السنية، وكيف نستفيد من ذلك لصالحنا؟

وتحدث برانت في كتابه عن آليات تحقيق تلك الاهداف، وذكر حقائق اخرى. 

ختاماً لابد من التذكير بان محاولات امريكا وحلفائها هذه المرة ستكون كسابقتها، وستقبر في مهدها بوجود المرجعية العليا وهي صمام الامان في حفظ الدم العراقي وتجنب الاقتتال الداخلي، لاسيما وان الوضع الامني والعسكري الحالي في العراق هو بأفضل حالاته، وكذلك لا زالت قوات الحشد الشعبي والمقاومة الاسلامية منتشرة في المناطق الغربية والاخرى المضطربة.

ولاشك ان هذا الوضع المستقر لا يمنع من الحذر واليقظة وسد الثغرات والتأهب لأي طارئ للحفاظ على المكتسبات التي اريقت من أجلها الدماء، وأُزهقت الارواح لنصل الى من وصلنا اليه من الأمن وتحرير الارض من دنس قوى الضلال والارهاب.

باسم محمد