Notice: date_default_timezone_set(): Timezone ID '' is invalid in /home/hadafc/domains/hadafcenter.com/vendor/laravel/framework/src/Illuminate/Foundation/Bootstrap/LoadConfiguration.php on line 49
مركز الهدف للدراسات - الإمام الخميني (قدس سرّه)

مرکز الهدف للدراسات

Hadaf Center For Studies

26 February 2019

الإمام الخميني (قدس سرّه)

يعتبر الامام الخميني(قدس سرّه) من الشخصيات السياسية الفريدة في مزاياها وصفاتها التي أهّلته لقيادة ثورة عارمة تمخض عنها تحقيق حلم الأنبياء والأوصياء بإقامة الحكم الاسلامي وإنزال نظرية حكومة الولي الفقيه الى أرض الواقع في إيران.

الولادة والنشأة

ولد الإمام الخميني (قده) عام 1320للهجرة (21/9/1902 م) بمدينة خُمين - 349 كم جنوب غربي طهران - في بيت عُرف بالعلم والفضل والتقوى.

ولم يمضِ على ولادة روح الله أكثر من خمسة شهور، حتى انبرى الطواغيت والإقطاعيين المدعومين من قبل الحكومة لإخماد صوت الحق والعدالة الذي أطلقه والده حين تصدّى لتعسفهم وجورهم، فنال وسام الشهادة على أيديهم وهو في طريقه من خمين إلى آراك بعد ان رموه بوابل من بالرصاص .

مرحلة الدراسة والتدريس‏

درس سماحة الإمام في مدينة (خُمين) حتى سن التاسعة عشر مقدّمات العلوم، بما فيها اللغة العربية والمنطق والأصول والفقه، لدى أساتذة معروفين. وفي عام (1921م) التحق بالحوزة العلمية في مدينة (آراك)، وبعد أن مكث فيها عاماً، هاجر الى مدينة (قم) لمواصلة الدراسة في حوزتها.

وفي عام (1929م) بدأ الإمام الخميني بمزاولة التدريس، وهو في سن السابعة والعشرين من عمره، ودرّس سماحته بحوث الفلسفة الإسلامية، والعرفان النظري والعملي، وأصول الفقه، والأخلاق الإسلامية.‏

العمل السياسي

ابتدأ الإمام الخميني(قدس سره)جهاده منذ شبابه، واستمر بالعمل السياسي طوال فترة الدراسة ، ولم يجد نظام الشاه حلا لوقف نشاط الامام الا بنفيه خارج ايران.

فحاصرت المئات من القوات الخاصة منزل الإمام في اليوم الثالث من تشرين الثاني عام 1964م. واقتيد مباشرة الى مطار مهر آباد بطهران، ومن هناك تم نفيه الى تركيا، وقامت قوات الأمن الإيراني آنذاك والتركي المكلّفة بمراقبة سماحة الإمام، بمنعه من ممارسة أي نشاط سياسي أو اجتماعي.

واستغرقت إقامة الإمام بتركيا أحد عشر شهراً. ومثّلت الإقامة الجبرية في تركيا فرصة اغتنمها الإمام في تدوين كتابه المهم (تحرير الوسيلة)، حيث تطرّق لأول مرة آنذاك في كتابه هذا - الذي يمثّل الرسالة العملية لسماحته - الى الأحكام المتعلقة بالجهاد، والدفاع، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والمسائل المعاصرة. 

وفي يوم 5/10/1965م نقل سماحة الإمام برفقة ابنه السيد مصطفى، من تركيا الى منفاه الثاني في العراق، ليقيم في مدينة النجف الأشرف. وكان سماحة الإمام وبالرغم من انشغاله بتدريس الفقه لمرحلة البحث الخارج وعرضه لنظرية ولاية الفقيه يتابع بدقة الأحداث السياسية التي تشهدها إيران والعالم الإسلامي رغم كل الصعوبات الموجودة، وقد وفّر وجود الإمام في العراق الفرصة لأن يكون على اتصال مباشر بالمؤمنين والطلبة المسلمين الموجودين خارج البلاد بنحو أفضل من السابق. وكان لذلك دور كبير في نشر أفكاره وأهداف النهضة على المستوى العالمي.

وكانت خطابات الإمام ونداءاته المستمرة تشحذ الهمم وتبعث الأمل في مثل تلك الظروف، وتزيد من عزم المقاومين والثائرين الذين كانوا يتعرّضون في أقبية السجون إلى أشد أنواع  التعذيب الوحشي على أيدي أفراد (السافاك).

وفي 24/9/1978م قامت قوات الأمن البعثية بمحاصرة بيت الإمام الخميني في النجف الأشرف، واشترطت على الإمام أن يوقف نشاطه السياسي، كشرط لبقائه في العراق. لكن الإمام قرر الاستمرار في المواجهة، وعلى اثرها نفي للمرة الثالثة خلال هذه الفترة وذلك في يوم 4/10/1978م ، فغادر النجف قاصداً الكويت، لكن الكويت امتنعت عن استقبال الإمام امتثالاً لضغوط الشاه. 

عند ذلك قرر الامام الراحل الهجرة إلى باريس، فوصلها يوم 6/10/1978م، وفي اليوم التالي استقر في منـزل أحد الإيرانيين في ضاحية (نوفل لوشاتو)، واقام فيها الإمام الخميني مدة أربعة أشهر، فتوجهت انظار الدول ووسائل اعلامها صوب مقر إقامة الامام تتابع اخبار الثورة الفتية. وكان لإلقاء الإمام المحاضرات المتعددة واللقاءات الكثيرة مع الوفود التي انهالت من أنحاء العالم الدور المهم في إفهام العالم آرائه حول الحكومة الإسلامية، وأهداف ثورته.

وحينما تصاعدت الاحداث وانتشرت التظاهرات ، وعمت  الاضرابات في المدن، وأصاب الشلل المؤسسات الحكومية، اخذ الملك يستبدل رؤساء وزرائه الواحد تلو الآخر، ثم أعلن توبته عما ارتكبه من مخالفات، وقدم بعضاَ من أعوانه القدماء للمحاكمة، واطلق بعض السجناء السياسيين، لكن كل تلك الأعمال لم تمنع الثورة من الاتساع والاشتداد حتى وجد الشاه نفسه مطوقا بانتفاضة شعبية عارمة فهرب في يوم 16/1/1979م تحت حجة المرض وحاجته للاستراحة، فأدى هروبه الى تجديد الأمل عند أبناء الشعب ومواصلة الثورة حتى اسقاط النظام الملكي . وفي ذلك الوقت عيّن الإمام الخميني شورى الثورة لتقوم بتنظيم الصفوف وتحافظ عليها من المندسين.

وبلغت الاحداث ذروتها الحاسمة حينما قرر الإمام الخميني العودة إلى إيران، فخرجت الجموع البشرية تنتظر قدومه ، وقامت بقايا نظام الشاه بالتشاور مع أمريكا وأمروا بإغلاق مطارات البلاد بوجه الرحلات الأجنبية. فتوجهت الجموع من أنحاء البلاد نحو طهران لتشاركهم في تظاهرات مليونية تطالب بفتح المطارات، فرضخوا إلى ذلك وتم فتح مطار طهران الدولي، وهبطت الطائرة التي أقلت الإمام يوم1/2/1979م بعد أربعة عشر عاماَ قضاها في المنفى لتنجح الثورة الاسلامية وينتخب الشعب نظام الحكم وهو الجمهورية الاسلامية.

ملامح الفكر السياسي للأمام الخميني(قدس سرّه) :

كان الامام الخميني يتمتع بفكر سياسي شمولي،  واهم ما يتميز به فكره السياسي هو :

1- عدم فصل الدين عن السياسة :وهذا مبدأ أساس في فكر الامام الخميني ويقول في هذا الصدد : (إنّ القائل بفصل الدّين عن السياسة على المستوى العمليّ، لا يؤمن من مجموع آيات القرآن البالغ عددها (6236) آية، إلاّ بما يقاربالـ (500) آية فقط، وأمّا سائر الآيات الأخرى التي يبلغ عددها (5736) آية، فهي متروكةٌ عنده، ولا تأخذ مجالها إلى التطبيق على صعيد ممارسته العمليّة).

2- العدالة: كان الامام الراحل يرى بان جميع ساسة البلاد - بما فيهم المحلّلون السياسيّون - مسؤولين عن تطبيق العدل، فعليهم أن يرفعوا راية العدالة في أنفسهم، ليتمكّنوا بعد ذلك من تحقيق العدل وبسطه على جميع ربوع الأرض وتعميمه على كافّة المجتمعات البشريّة.

3- الحرية والاستقلال :أدرك الامام الخميني ان مصائب الدول والشعوب تأتي من تبعيتها للدول العظمى والاستكبارية فرفع منذ اول يوم للثورة شعار : ( لا شرقية ولا غربية جمهورية اسلامية ) .

4- إعطاء البعد السياسي والاجتماعي للحج : أشار الامام الراحل إلى أهمية البعد السياسي للحج في مناسبات وأحاديث عديدة فقد قال سماحته: ( الحج بدون البراءة لا يعتبر حجاً. ينبغي للمسلمين في هذا المؤتمر العظيم ان يبلوروا قرارهم في مقارعة المستكبرين وحماية بعضهم بعضاً ).

5- الوحدة بين المسلمين : استُعملت عبارة الوحدة بين المسلمين والاتّحاد بين الشعوب الإسلاميّة ستّ مرّات أيضاً.

6- التطبيق العادل للقوانين : ذُكر هذا المفهوم في الوصيّة على شكلين: الأوّل إجراء القوانين بشكل عادل (مع التأكيد على العدالة) والثاني تنفيذ القوانين، وبشكل عامّ فقد ذُكر هذا المفهوم مرّتين في الوصيّة.

7- مشاركة الشعب : حَدَّد الإمام مجالات متنوّعة، يتمكّن الشعب من المشاركة من خلالها، ومن بين تلك المجالات: الانتخابات، وقد أوصى الإمام الجميع بالمشاركة في جميع الانتخابات ، واعتبر أنّ المسامحة والتخلّف عنها من جملة الذنوب الكبيرة وقد أوكل إلى الشعب مهمّة المشاركة في جميع أنواع الانتخابات والاستفتاءات كانتخاب أعضاء مجلس القيادة، ورئيس الجمهورية، وممثّلي مجلس الشورى وأعضاء المجالس المحليّة والبلديّة.

8- الوقوف في وجه نفوذ المرتبطين بالأجانب: اعتبر الإمام (قدس سره) في وصيّته أنّ الوقوف في مواجهة المرتبطين بالقوى الاستعماريّة - في أيّ موقع من مواقع النظام كانوا - من جملة المجالات الّتي تتجلّى فيها المشاركة الشعبية. ولعلّ تخصيص الإمام قدس سره هذا الجانب من المشاركة ، يُظهر مقدار أهميّة المشاركة الفرديّة في هكذا قضيّة.

9- خدمة الناس : خدمة الناس من جملة مبادئ السياسة والحكومة كما جاء في وصيّة الإمام قدس سره. وهذا يعني أنّ من جملة أهداف بناء وإقامة الحكومة وممارسة السياسة خدمة الناس. 

وقد اعتبر الإمام قدس سره أنّ من واجب المسؤولين خدمة الناس، حيث انطلق في هذه المسألة من ناحية إقامة علاقة قانونيّة بين الناس والمسؤولين: (إنّ الميزانية الّتي ترتزقون منها أنتم وموظّفو الوزارات هي مال الشعب، ويجب أن تكونوا جميعاً خدَّاماً للشعب وخصوصاً المستضعفين).

10- محوريّة المسؤوليّة : إنّ جعل المسؤوليّة محور السياسة والحكومة من وجهة نظر الإمام الخمينيّ (قدس سره) وليس السلطة، هو من جملة الأسباب الأساس للاختلاف بين السياسة من وجهة نظر الإمام الخميني (قدس سره) والسياسة الرائجة في العالم المعاصر. وتؤدّي محوريّة المسؤوليّة والتكليف في السياسة إلى دخول محبّي الخدمة ساحة العمل، وبالتالي إبعاد أصحاب النزعات السلطويّة. 

11- الاقتصاد الإسلاميّ : نظرا لأهمية الاقتصاد على مستوى الحياة البشريّة وسيطرته التامّة على العلاقات الدوليّة في العصر الراهن، لذلك عمد الإمام (قدس سره) في الوصيّة إلى تخصيص جزء منها لشرح المبادئ الاقتصاديّة للحكومة والسياسة المطلوبة. 

12- خصائص القائد والوليّ الفقيه : نظرا لأهمية القائد والولي الفقيه فقد  أكّد الإمام أنّ إحراز هذا المنصب يحتاج إلى تحقّق مجموعتين من الشروط، بعضها عامّ وبعضها أساس. أمّا الشرطان العامّان للولي الفقيه حسب رؤية الإمام فعبارة عن: العقل والتدبير" وأمّا الشرطان الأساسيان فعبارة عن: "العدالة والعلم بقانون الإسلام (الفقه).

الوفاة

حينما شارف عمر الامام الخميني على التسعين تدهورت حالته الصحية فأُدخِل الإمام مستشفى (جمران) بتاريخ 23 مايو عام 1989م . ولم تمنعه العمليات الجراحية العديدة الصعبة والطويلة التي أجريت له، ولا أنابيب الماء المغذي التي أدخلوها بيديه المباركتين، من إقامته نوافل الليل وتلاوة القرآن، حتى لبّت روحه الطاهرة نداء ربها مساء يوم السبت الثالث من حزيران عام 1989م، وفي اليوم التالي نقل جثمانه الطاهر إلى مصلّى طهران ليتسنى لجموع الملايين من محبيه إلقاء النظرة الأخيرة ووداع الامام قائد الثورة المباركة ، والذي هزم جميع المخطّطات الأميركية التي استهدفت الإطاحة بتلك الثورة، بدءاً بالحظر الاقتصادي والعزلة السياسية التي فرضت على إيران، ومروراً بعملية (صحراء طبس) وانتهاءً بمحاولات تجزئة البلاد عن طريق دعمها للتنظيمات المعادية للثورة؛ وفشل مخططهم في حرب الثمان سنوات.ولتكون إيران بعد ذلك وعلى مر السنين دولة تتفوق على دول المنطقة في كافة المجالات.

باسم محمد

تعليقات الزوار

2024/11/11 وحدث في مثل هذا اليوم
  • 1928- الإمبراطور هيروهيتو يتولى عرش اليابان.
أفلام وثائقية
صور نادرة
مصطلحات

سايكس – بيكو اتفاقية (1916)

وهو تفاهم سري استعماري بين بريطانيا وفرنسا متمم لاتفاق رئيسي بين بريطانيا وفرنسا وروسيا لتقسيم السلطنة العثمانية والاستيلاء على المشرق العربي في اعقاب دخول الاتراك الحرب إلى جانب ألمانيا. وقد توصلت فرنسا وبريطانيا إلى الاتفاق النهائي بشأن التفاهم السري بعد أن عينت الحكومة الفرنسية المسيو جورج بيكو قنصلها العام في بيروت (في السنة التي سبقت ...

شاهد جميع المصطلحات