فنزويلا تصارع التدخل الامريكي السافر من أجل البقاء

تعتبر الولايات المتحدة التدخل في شؤون الدول الأخرى شرعياً اذا كان هناك تهديداً للمصالح الأمريكية، وشهد العالم في اغلب الاحيان حالات من التدخل الامريكي في شؤون الدول الاخرى، وتعدى هذا التدخل في بعض الاحيان الى التدخل العسكري في اسقاط الحكومات، وكذلك بواسطة دعم المعارضين بالمال والسلاح، وفي الوقت الحالي فنزويلا تشهد ابرز حالات التدخل السافر في شؤونها الداخلية، وبررت الولايات المتحدة تدخلها المباشر في فنزويلا بضرورة دعم الحرية في دول امريكا اللاتينية، وبهذا الصدد دافعت الولايات المتحدة عن موقف بلادها قائلة...إن الولايات المتحدة كانت مستعدة دائماً للتدخل لتأييد هذه الشعوب وتمكينها من تقرير مصيرها ، فالتصريح الامريكي يتعارض مع ما تفعله الولايات المتحدة على ارض الواقع فهي من جهة تساند الحكام المستبدين لقمع الشعوب المستضعفة ومن جهة أخرى تحاول ان تطيح بالحكومات التي تعارض الهيمنة الامريكية حتى لو كانت تلك الحكومات تمارس الديمقراطية بأفضل صورها.

 و اخيراً الولايات المتحدة ولضمان حماية مصالحها، قامت بإنشاء ما يسمى بقوات التدخل السريع لاستعمالها عند الحاجة في المناطق الحيوية من العالم ، وفي وقت سابق أي في 2018 رفضت الولايات المتحدة الاعتراف بالانتخابات الفنزويلية التي اسفرت عن فوز الرئيس الحالي نيكولاس مادور بفترة رئاسية جديدة، ولم يتوقف التدخل الامريكي في الشأن الفنزويلي حيث قامت الولايات المتحدة بمحاولات عدة للإطاحة بالحكومة الشرعية واستبدالها بحكومة عميلة للولايات المتحدة، وفي الوقت الحالي التدخل العلني والسافر للرئيس الامريكي في الشأن الفنزولي واعترافها برئيس المعارضة خوان غوايدو رئيساً هو انتهاك صارخ للمعاهدات الدولية، وسرعان ما تبعت تغريدة ترامب إعلان كندا والبرازيل وكولومبيا وتشيلي وبيرو والاكوادور والارجنتين وباراغواي وكوستاريكا اعترافها بغوايدو أيضاً، وفي مقابل ذلك هناك دول كثيرة كروسيا وايران و...رفضت هذا الاعتراف ومن جهتها طالبت روسيا واشنطن الكف عن التدخل في شؤون الدول الأخرى.

لم يضع نيكولاس مادور الرئيس الشرعي وقتاً لإطلاق الهجوم المضاد؛ اذ اعلن من((شرفة الشعب)) في القصر الرئاسي قطع العلاقات الدبلوماسية مع الولايات المتحدة ، وامهل الموظفين الدبلوماسيين الامريكيين 72ساعة لمغادرة البلاد. ونزل انصار الرئيس الفنزويلي الى الشارع، ونددو بالتدخل الامريكي في بلادهم، وفي المقابل امريكا والمعارضة أنزلوا انصارهم الى الشارع لشحن الشارع واشعال الفوضى والاضطرابات.

 وهذه ليست المرة الأولى التي تقوم الولايات المتحدة بانقلاب عسكري في هذا البلد ففي عام  2002قامت الولايات المتحدة بمحاولة انقلاب للإطاحة بحكم شافيز، ولكن أعيد الى السلطة بعد يومين نتيجة لمظاهرات شعبية مؤيدة له والاجراءات التي قام بها الجيش، فتم افشال المخطط الامريكي في تلك الفترة، ولم تبق الولايات المتحدة مكتوفة الايدي فهي تتربص الفرص للإطاحة بالحكومة الشرعية واستبدالها بحكومة عميلة تخدم المصالح الأمريكية،  والتدخل الامريكي لم يقتصر على فنزويلا ولن يقتصر عليها ما دامت الافكار هي نفسها التي تحكم اميركا دون ادنى تغيير، وستظل تتدخل مباشرة وغير مباشرة في بعض الدول  للإطاحة بالحكومات الشرعية التي تعارض الهيمنة الأميركية واستبدالها بحكومات عميلة لها، ولا شك ان هذا التدخل الامريكي سوف لن ينجح إن وجد وعيا عند تلك الشعوب كما فشل في سوريا وغيرها من البلدان الأخرى.

طالب معلان