(حرّاس الدين) .. الدواعش الجدد

باسم محمد

ما ان بدأ التنظيم الارهابي الذي عرف بما يسمى : بـ(تنظيم الدولة الاسلامية –داعش-) يلفظ أنفاسه الأخيرة في العراق وسوريا حتى بدأت وسائل الاعلام تتناقل اخبار تنظيم ارهابي جديد تحت اسم (حراس الدين) .

النشأة والتشكيل

 تشير الدلائل الى ان تأسيس تنظيم (حراس الدين) كان في أواخر شباط عام 2018. وكان وقتها فصيلا ضمن "هيئة تحرير الشام"، النصرة سابقاً.

لكن بعد أن أعلنت "هيئة تحرير الشام" فك ارتباطها عن تنظيم "القاعدة" في حزيران 2016، أعلن الفصيل انفصاله عنها بسبب ولاء الأخير لـ " القاعدة" وزعيمها أيمن الظواهري.

ثم انضم إلى "حراس الدين" ستة تنظيمات ارهابية وهي : (سرايا الساحل)، (جیش الملاحم)، (جيش البادية)،(جيش الساحل)، (سریة کابل)، (جند الشریعة) .

مما اكسب هذا التنظيم القوة وينطلق في البدء من محافظة إدلب والمناطق المحيطة بحماه واللاذقية.

وقام التنظيم بتنفيذ أول عملية بمفرده ضد قوات الحكومة السورية شمال محافظة حماه في نيسان 2018.

الفكر والمعتقد

لاشك ان تنظيم (حراس الدين) هو حلقة من مسلسل التنظيمات الارهابية التي تخرج من دوائر المخابرات للدول الغربية وفي مقدمتها امريكا والكيان الصهيوني وما تلبث ان تجد لها دعما وبيئة تنتشر فيها من دعاة الارهاب والخلايا النائمة . وهم ذات الفكر الارهابي والمعتقد التكفيري .

ورئيس هذا التنظيم هو أبو همام الشامي، وكان سابقا عضوا في جماعة هيئة تحرير الشام وفي السابق جبهة النصرة فرع تنظيم القاعدة في سوريا بين عامي 2013 و2016.

وللتنظيم مؤسسة إعلامية ناطقة بإسمه وهي) مؤسسة شام الرباط للإنتاج الإعلامي) والتي أطلق من خلالها أول بيان له .

ويقود تنظيم (حراس الدين) مجلس شورى يغلب عليه المقاتلين الأردنيين ممن قاتلوا في أفغانستان والعراق والبوسنة والقوقاز، ولهم باع طويل في صفوف تنظيم القاعدة بينهم (أبو جليبيب الأردني "طوباس"، أبو خديجة الأردني، أبو عبد الرحمن المكي، سيف العدل وسامي العريدي. وكلهم اعلنوا ولائهم لزعيم القاعدة في أفغانستان أيمن الظواهري .

ظهور التنظيم في العراق

بدأت التنظيمات الارهابية بالظهور في العراق في البدء باسم القاعدة ومن ثم داعش ولا يستبعد ان يكون تنظيم (حراس الدين) هم الحلقة الجديدة في هذا المسلسل الاجرامي.

وتفيد المصادر الأمنية بأن تنظيم (حراس الدين) ينشط في مدن صلاح الدين ونينوى وكركوك .وانه انضم مؤخراً إلى حركة الجيش النقشبندي، الذي يتمركز في شمال محافظة صلاح الدين، وله نشاط في أقضية طوزخورماتو والشرقاط.

وتابعت المصادر، أن واقع الحال يشير بوضوح إلى أن تنظيم داعش الذي فقد الأرض إثر هزيمته عسكرياً لا يزال يملك حواضن وقدرة على التحرك عبر هذا التنظيم من خلال قيامه بتنفيذ عمليات بين آونة وأخرى، لا سيما في هذه المناطق والمناطق المتاخمة لها، فضلاً عن قدرته على التسلل والتسلل المضاد بين سوريا والعراق عبر الحدود.

بالاضافة الى  استغلال مواقع التواصل الإجتماعي لإثارة وزعزعة الوضع الأمني في العراق بعد أن فقدت داعش قدرتها ونشاطها في جميع المدن العراقية.

مدى خطورة التنظيم

كشفت مصادر أمنية في إدلب إن الأيام الأخيرة شهدت ازديادا ملحوظا في أعداد إرهابيي تنظيم القاعدة الواصلين إلى المحافظة عبر الأراضي التركية ومرورا ببلدتي أطمة وسرمدا الحدوديتين لينضموا إلى فصيل "حراس الدين".

وكشفت المصادر لوكالة "سبوتنيك": أن تنظيم جبهة النصرة سلم فصيل "حراس الدين" ست بلدات في جنوب إدلب الشرقي لاستيعاب "إرهابيي القاعدة الوافدين" فيها، وذلك بعد سحب مقاتلي "أجناد القوقاز" من بلدتي الخوين والزرزور ومحيط تل طوقان، وسحب قوات النخبة في هيئة تحرير الشام من بلدات الفرجة والصرمان والشعرة وتل السلطان.

واستقبل تنظيم "حراس الدين" مؤخراً ارهابيين من تنظيم "أنصار التوحيد" المبايع لداعش في مناطق سيطرته شمال حماة وجنوب إدلب. ويبلغ عدد مسلحيه ما يقارب 1800 عنصر. 

فلذلك يتطلب الحيطة والحذر من عودة الارهابيين تحت أي مسمى وذلك من خلال دعم قوات الحشد الشعبي وعدم سحبها من اماكنها ، كما أن الحكومة والبرلمان العراقي مطالبون بمناقشة تداعيات ظهور هذا التنظيم الارهابي المسلح ( حراس الدين ) في جلساته القادمة ووأده في مهده كي لا يستفحل وتعاد الجرائم البغيضة التي سفكت من اجل انهائها الالاف من الارواح من ابناء شعبنا.