مرکز الهدف للدراسات
Hadaf Center For Studies
Hadaf Center For Studies
حصلت الانتفاضة الثالثة ولا يمكن لأي شيء أن يمنعها. هذه جملة وقعت في صدارة اخبار تحولات فلسطين، وجعلت الخوف في قلوب كبار مسؤولي النظام الصهيوني.
تشكّل كلمة (الانتفاضة) كابوساً بالنسبة لرؤساء الجيش ومسؤولي النظام الصهيوني؛ لأنهم من خلال التجربة كشفوا بأن الانتفاضة ذروة ارتفاع غضب الشعب الفلسطيني وتماسكهما حول محور (المقاومة) و(الشهادة)؛ لهذا السبب يستخدم الصهاينة كل الوسائل المتاحة لهم لمنع حدوث الانتفاضة الثالثة.
إنّ استمرار جرائم النظام الصهيوني في القدس الشريف الذي هو خط أحمر للفلسطينيين تسبّب في وجود صراعات في كل يوم ممّا يوحي إلى حدوث انتفاضة وطنية شاملة. منذ اسبوعين وإلى الآن لا يمرّ يوم على مدينة القدس دون أن يحصل هجوم على المسجد الاقصى، أو لا يلقى القبض على شباب فلسطيني، أو بيت أو مزرعة لا تدمر، كل هذه مقدّمة لاستعار غضب الشعب الفلسطيني وتهيئة لظهور الانتفاضة الثالثة.
فمن بداية هذه السنة إلى الآن أعتقل 700 شخص من أهالي القدس، وهجّروا 1000 عائلة منهم وتم بناء 3000 وحدة جديدة من المستوطنات اليهودية في المدن الاسرائيلية مرة أخرى بعد سنة 1346 غلقت كلّ أبواب المسجد الاقصى، وتقييد حضور المسلمين في بيت المقدس وانتهاك الحرمة المكرر للمسجد الأقصى من قبل القوات الاسرائيلية، واستشهاد أبطال المعارضة الفلسطينيين... هذه كلّها تنذر عن مؤامرة لتهويد القدس الشريف. في مثل هذه الظروف نهض الشعب الفلسطيني لحماية المسجد الاقصى، ومرة أخرى اتخذ مسار الانتفاضة. رغم أن المسؤولين في النظام الصهيوني وخاصّة نتانياهو مازال الوهم بأنّه وبكثرة الضغوط يستطيع أن يجبر الفلسطينيين على الاستسلام، لكن تجربة الانتفاضتين الماضيتين أثبتت بأنه مع ازدياد لهب هذه النار فسوف تكسر هيبة النظام الصهيوني مرة أخرى، ويستمر النصر للفلسطينيين خطوة خطوة ويرفع من روح المقاومة بين جماهير الشعب الفلسطيني.
هذه هي الحقيقة فإنّ حرب غزة واعتداء النظام الصهيوني الذي دام 51 يوماً على الشعب الفلسطيني الأعزل رغم غايته في قمع مقاومة أهالي غزة وتجريد حماس من السلاح إلا أنّه كانت نتيجته عكسية وتسبّب بأن يتخذ الشعب الفلسطيني مرة أخرى الانتفاضة كاستراتيجية نهائية للوصول إلى حقوقهم. ومن ناحية أخرى، فإن انحلال النظام الصهيوني وانكساره سيصبح أكثر وضوحاً للجميع.
لقد أثبتت تجربة الانتفاضة العظيمة للشعب الفلسطيني وبدايتها التي يعود تاريخها إلى الثامن عشر من آذر عام 1366، أنّ الكيان الصهيوني كان يقف على أرضٍ هشّة متزلزلة، على الرغم من أنّ جيوش الأنظمة العربيّة وشيوخ المنطقة الانتهازيين لم يتمكّنوا من إيجاد أي تزلزلٍ فيه، بيد أنّه الآن أخذت هذه التزلزلات تتحرّك وتُنذر بحدوث زلزالٍ يمكنه، بواسطة القبضات المُحكمة والمقاومة الحديديّة، أن يهدّد وجود الكيان الصهيوني ويحطّمه.
بدأت شرارة الانتفاضة قبل 27 سنة حين هجوم النظام الصهيوني على العمال الفلسطينيين في نقطة للتفتيش التي نصبت في جباليا ولم يكن في تصور أحد أن تتحول إلى لهب بارق وتتسع إلى كل المدن والقرى، ومخيمات الضفة الغربية وقطاع غزة الذي جعلت الشعب الفلسطيني بأن يجعلون صدورهم درعاً أمام رصاص النظام الصهيوني ويحاولون الدفاع عن انفسهم لكن وكما رأينا هذه الروح كيف أدت إلى صناعة الانتفاضة الأولى؛ انتفاضة الحجارة. وبعد صمت الأحزاب السياسية الفلسطينية حينها ووقوع مصالحة قادة هذه الأحزاب تم تأسيس القاعدة الأساسية للانتفاضة الشعبية التي وصلت إلى نتائج مهمة خلال 4 سنين. وأمكن من خلالها إرجاع جزء من الحقوق الضائعة.
رغم أن السلطات الفلسطينية المختارة أضاعت هذه الامتيازات وذهبت هدرا في طريقها إلى مفاوضات التسوية لكن التجربة الثمينة لانتصار حزب الله اللبناني وقهر النظام الصهيوني الذي لا يقهر وانسحاب جنود هذا النظام من جنوب لبنان ثبت بأنه الخط المقاوم هو الطريق المؤثر الوحيد إزاء اعتداءات الصهاينة. لهذا السبب في شهر مهر ماه سنة 79 حينما دخل القائد لحزب ليكود آريل شارون مع الفين جندي اسرائيلي المسجد الاقصى وقام بقتل المصلين بدأت الانتفاضة الثانية وهي مستمرة إلى الآن وتطورت (انتفاضة الحجارة) إلى (انتفاضة الصواريخ).
في النتيجة هذه المقاومة والثبات غيّرت معادلات توازن القوة في المنطقة وأصبحت القوة في حالة تطور لصالح الفلسطينيين.
في الوقت الحاضر يرد قصف الجيش الاسرائيلي واعتدائه بالصواريخ الفلسطينية ورأينا أن جيش النظام الصهيوني بعد 51 يوم من اعتدائه على غزة لم يستطع أن يسلب القوة العسكرية للفلسطينيين، وفي النهاية بعد خسارته عشرات القتلى ومئات الجرحى اضطر إلى وقف إطلاق النار وقبِلَ بكل شروط المقاومة رغم أنفه.
كذلك اليوم التوازن السياسي لا يصب في مصلحة اسرائيل وبمعارضة الرعاة الاوروبيين للنظام الصهيوني للخطط التوسعية لتل أبيب فقد اعترفوا بالدولة الفلسطينية. الضغوط الدولية التي يواجهها قادة النظام الصهيوني لإيقاف بناء المستوطنات، وموجة الدعم لفلسطين جعلهم يعانون مثل هذه الفجوة العميقة التي في هذا الاسبوع جعلت احد وزراء حكومة نتانياهو يقدم استقالته احتجاجا على سياسات نتانياهو.
في السنوات الماضية رغم أن محور النضال مع النظام الصهيوني كان يختصر حول قطاع غزة ولكن الآن في بداية الانتفاضة الثالثة توسع النضال إلى الضفة الغربية والقدس الشريف. وهذا بالضبط هو الشيء الذي يشعر النظام الصهيوني بالرعب منه.
اليوم القوة العظيمة للمقاومة بلغت بالانتفاضة إلى بوابات القدس وحولّت كلّ فلسطين المحتلة إلى انتفاضة ثالثة، في الوقت الحاضر حتى الرعاة للنظام الصهيوني من اميركا إلى الدول الاوربية أدركوا هذه الحقيقة بأن الدعم المستمر لإسرائيل ليس فقط لا يكون له أي محاصيل بل ساعد على وجود فجوة عميقة لتصبح مقدمة لانهيار النظام.
الكاتب: وكالة تسنيم
ترجمة: علي خالد الأسدي
على أثر رفض حلف الناتو طلب انضمام الاتحاد السوفيتي في عام 1954، قام الاتحاد السوفيتي بعقد معاهدة صداقة وتعاون، وتقديم المساعدة العسكرية المتبادلة في فرصوفيا في تاريخ 14/ آيار – مايو / 1955 مع ثمان دول من المعسكر الاشتراكي: ألبانيا، بلغاريا، المجر، ألمانيا الديمقراطية، بولونيا، رومانيا، تشيكوسلوفاكيا، والاتحاد السوفيتي، وأصبح مركز الحلف وق ...
شاهد جميع المصطلحات
تعليقات الزوار