العلاقة السعودية الامريكية مرهونة بالمصالح الأمريكية

ان سياسة واشنطن مع مجيء الرئيس الجديد تقضي كالعادة مرحلة خاصة من الإجراءات والتنسيق، ففي هذه المرحلة يتأقلم الفريق الجديد وتتضح آلية التنسيق مع ما تريده الحكومة الجديدة ومع ما هو متاح على ارض الواقع. وما شاهدناه من تصفيات لكبار المسؤلين في حكومة ترامب من وزير الخارجية الى.. هو دليل على عدم التنسيق والتشضي في السياسة الداخلية أو الخارجية للولايات المتحدة، ففريق عمله منهمك بتطبيع ذاته، والتأقلم مع الوضع القائم ، وقد وصل الأمر الى الحد الذي جعلنا نواجه صعوبة في فهم آلية التنسيق والقبول حتى في اهم القرارات. فالسياسة الأمريكية على وجه الخصوص سياسة نفعية، لا تعرف غير لغة المصالح والمكاسب، فلا مكان بين مبادئ وقيم الدولة الأمريكية لمبدأ يعارض مصالحها، أو قيمة لا تنسجم مع المزاج الأمريكي العام. فالحديث عن المصلحة كان ولا يزال حجر الزاوية في كل حديث يرتبط بعلاقة أمريكا بالدول الأخرى وبالخصوص السعودية التي تستخدم عليها الفاظ خارج السياق الدبلوماسي ويتوعد فيها ترامب حلفاؤه وبالأخص السعودية قائلاً لولا حماية امريكا لما بقيتم اسبوعاً في الحكم فلابد من دفع المزيد من الأموال لحمايتكم... . النفعية مبدأ اصيل في الفكر السياسي الأمريكي، إن العلاقات السعودية الأمريكية قائمة على ملفين متلازمين إذا تراجع أحدهما تراجع الآخر ، واذا تراجعا معاً فترت العلاقات بين البلدين، الأول ملف الطاقة (النفط) والثروة السعودية؛ وقد مثل هذا الملف أهمية كبيرة في توطيد العلاقة خلال سبعة عقود مضت، خاصة بالنسبة للولايات المتحدة،

اما الملف الثاني فهو ملف ما يسمى محاربة الارهاب بالطريقة الأمريكية والوقوف ضد خصوم امريكا بالمنطقة، فالولايات المتحدة من خلال اشراك ال سعود في محاربة الارهاب تريد ان تنفي التهمة الملصقة بالسعودية في دعم الارهاب وتحشد حلفاؤها ضد كل من يقف ضد السياسة والمصالح الامريكية. وفي هذا السياق قال ترامب إن الولايات المتحدة الأمريكية جاهزة لتوظيف جميع عناصر قوتنا، بما في ذلك القوة العسكرية، لتأمين مصالحنا الأساسية في المنطقة" ، فالحديث عن المصلحة كان مهيمناً بشكل كبير على خطاب الرئيس الأمريكي، فهو دائما يطلب من حلفاؤه الخليجيين المزيد من الأموال، ولأمريكا عظيم الأثر في استيلاء ال سعود على الحكم في الحجاز وان النظام الحالي في الحجاز نظام استبدادي يحمل الفكر الوهابي التكفيري بل جاء ليحمل العالم الإسلامي فكراً استبدادياً أشد وعنصرية لم يعرف التاريخ مثلها وقد كانت أمريكا والى يومنا هذا شريكاً أصيلاً في جرائمه وفكره المنحرف. لا يقلق العقلية الأمريكية شخص من يحكم بقدر ما يقلقها موقف هذا الحاكم من المصالح الأمريكية، وعلى هذا الأساس كان الموقف الأمريكي من ثورات الربيع العربي بل من كل الثورات اذا لم تتطابق مع المصلحة الأمريكية فالسياسة الأمريكية تكون ضدها ، فالمصلحة الأمريكية ليس لها صديق، ولا تعرف المجاملات، ولذلك لم يتحسر الأمريكيون كثيراً في بادئ الأمر على رؤوس الاستبداد التي أطاحت بهم الثورات العربية ونرى الموقف السعودي مطابقاً تماماً مع السياسة الأمريكية تجاه هذه الثورات.

وهناك عدة مسائل جعلت العلاقات الأمريكية السعودية متوترة بين حين واخر، وهنا يمكن سرد حالات التوتر الأساسي موجزة بالتالي: 

خيم التوتر على العلاقة بين البلدين بعد الإتفاق النووي الذي وقعته الدول الكبرى مع ايران ، خلال صيف العام 2015. حيث اعتبرت السعودية ذلك تماشياً مع التعاظم الإيراني دون مواجهته.

خلال شهر آذار من عام 2015الرئيس الامريكي السابق باراك اوباما في مقابلة له مع مجلة "ذي أتلانتيك" انتقد فيها سياسات الرياض بالمنطقة  وهناك تصريحات مهينة للرياض تصدر بين حين واخر من الرئيس الامريكي وسكوت  الرياض تجاه هذه الإهانات الأمريكية المتكررة فالعلاقات السعودية الأمريكية تبقى رهينة بالسكوت السعودي بكل ما تقول او تملى الإدارة الأمريكية على حكام ال سعود.

اعداد: طالب معلان