مرکز الهدف للدراسات

Hadaf Center For Studies

18 October 2018

القوة والإرهاب جذورها في عمق الثقافة الأمريكية

كتاب نعوم تشومسكي الذي يتحدث عن (القوة والارهاب جذورها ....) يوقفنا أمام عدة حقائق مهمة، فالمؤلف يذهب الى إصابة كبد الحقيقة دون لف ودوران ويكشف عن التناقضات في عمق البنية الثقافية والسياسية الأمريكية، ويتحدث عن الاحتلال الاسرائيلي للأراضي الفلسطينية ويقول انه ليس مجرد احتلال إنه احتلال وحشي كبقية الاحتلالات العسكرية الكريهة، هذا الاحتلال قاسي، لان غايته افساد الأخلاق واضعاف المعنويات وطرد الشعب من أرضه إن أمكن، ولم يكن بمقدور هذا الاحتلال الاستمرار دون دعم الولايات المتحدة، إذ ما زالت الولايات المتحدة تسد الطريق أمام أية تسوية دبلوماسية من بداية الاحتلال الى الآن، إضافة إلى إن الولايات المتحدة تـقدم لـ ((اسرائيل)) الدعم العسكري والاقتصادي، وان ما تفعله اسرائيل وامريكا في الأراضي الفلسطينية المحتلة يتخطى الانتهاكات الخطيرة ويعد جرائم وابادة بحق شعب بأكمله ،وجميع الجرائم التي يرتكبها قادة تل ابيب لا تعد جرائم لدى صانعي القرار في الولايات المتحدة: ((لا تعد هذه المذابح أعمالا وحشية بل الاعمال الوحشية هي ما تكون ضد اسرائيل. وإن ما يسمى الحرب على الإرهاب قد ظهرت بوادره في مطلع الثمانينات في الولايات المتحدة الأمريكية . فما حدث في إطار الحرب هذه؟ 

لقد تحولت أمريكا الوسطى إلى مقبرة إذ تم ذبح مئات الألوف باسم مكافحة الإرهاب في القارة اللاتينية. فما هو الحال في البؤرة الثانية في نطاق الحرب على الارهاب وهي الشرق الأوسط؟

إن المضحك والمبكي في عالمنا الحاضر، عالم ما يسمى بالقطب الواحد، الذي تتحكم به طغمة مهووسة من اليمين الأمريكي المتصهين، والذي يخضع كلياً لمفاهيم توراتية خرافية فرضت عليه إعلان الحرب على الإسلام، تحت مسميات جديدة منها الإرهاب. مع أن الولايات المتحدة تمارس الإرهاب بكافة أشكاله بموجب مسوغات يشوبها الاستخفاف بعقول البشر، وما يسمى بالحضارة الإنسانية. أمريكا تعلنها حرباً على الارهاب. مع أن ظاهرة الإرهاب تعد من اقدم الظواهر التي هددت أمن البشرية على مدار تاريخها، ولعب اليهود دوراً بارزاً في ذلك، من خلال إثارة النعرات وإشعال الفتن والحروب. كما أن الاندفاع نحو اتهام العرب والمسلمين بالإرهاب ومطاردتهم في عقر دارهم، إنما يعود ذلك الى حقد عنصري مشحون بعداء صهيوني عقائدي متجذر في مجموعة كبيرة من المجتمع الامريكي، إن أغلب الأدبيات الغربية الصحفية والأكاديمية لا تميز بين حركات التحرر والاعمال الإرهابية، بين إرهاب الدولة كحالة اسرائيل والولايات، وبين كفاح الشعوب المستضعفة ودفاعها عن ماضيها وحاضرها ومستقبلها. وما يؤكد ذلك المفهوم الغربي الخاطئ، ما كتبه (روبرت كوبر) مستشار رئيس الوزراء البريطاني للشؤون الخارجية تحت عنوان "اعادة تنظيم العالم" مبرراً إرهاب الدولة بقوله : " أن التحديات التي تواجه الدول ما بعد المتقدمة تجعلها تستعمل فكرة ازدواجية المعايير، وتتعامل تلك الدول فيما بينها وفق نظم القوانين الأمنية لكن عندما يتم التعامل مع اكثر الدول تأخراً، تكون الحاجة الى التحول الى الوسائل القاسية للعصور الأولى عبر القوة والهجوم المباغت والخداع، وبكل ما هو ضروري للتعامل مع أولئك الذين يعيشون في عالم القرن التاسع عشر... إننا فيما بيننا نتمسك بالقانون، لكن عندما نعمل في غابة يجب علينا استعمال قوانين الغاب".

وهذا هو منطق الإرهاب الامريكي الذي تقوده الآن الادارة الأمريكية ضد العالم تحت شعارات مختلفة و بالهامات شيطانية متعددة ، ومنظريها الصهاينة ومرجعهم دائماً ما يسمى بالتورات. ولعل أبادة الهنود الحمر في امريكا وإبادة الشعب الفلسطيني وطرده من أرضه، وكذلك الدعم الأمريكي المباشر للمجاميع الإرهابية في الدول الاسلامية وقتل الشعوب المستضعفة بما يسمى محاربة الارهاب، لأصدق دليل على ذلك. أصبح النعت بالإرهاب من أسلحة العصر الحديث يستخدمها الصهاينة في مخططهم العالمي لمحاربة الإسلام، هذا نفسه منطق الإرهاب الأمريكي الذي تقوده الصهيونية المسيحية.

اعداد: طالب معلان

تعليقات الزوار

أفلام وثائقية
صور نادرة
مصطلحات

إصلاح

تعديل أو تطوير غير جذري في شكل الحكم أو العلاقات الاجتماعية دون مساس بأسسها. والإصلاح - خلافاً للثورة - ليس سوى تحسين في النظام السياسي والاجتماعي القائم دون المساس بأسس هذا النظام. إنه أشبه ما يكون بإقامة دعائم الخشب التي تحاول منع انهيار المباني المتداعية. ويستعمل عادة للحيلولة. ...

شاهد جميع المصطلحات