مرکز الهدف للدراسات

Hadaf Center For Studies

13 October 2018

الاحتلال عدوان واستبداد وتعميق للشقاق

تسحق حريات الناس في الدول العربية، حيث يكبل الشعب بالعبودية ويهان، باسم الحفاظ على وحدة الوطن وكرامة الامة، وبدعوى الصمود أمام غزو الأجنبي الطامع فينا. 

وباسم الديمقراطية وحقوق الانسان، باسم التعددية والتداولية والتوافقية، بدعوى فك أسر من استعبدتهم نظم الاستبداد الداخلي، وباسم درء أخطار عودة نظم الاستبداد مجدداً، صار يقبل بقاء قوات الأجنبي الطامع فينا.

وصار من الحق الموافقة على أن تستقر قواعد عسكرية تغطي أرض الوطن تحمي من يخاف عودة الاستبداد الداخلي، وتوفر له بوليصة تأمين طول العمر. باسم تأمين المساواة والعدالة بين القوميات والاقليات الدينية والمذهبية، صار مقبولا أيضاً ضمان حماية الأجنبي المحتل ورعايته لتلك المساواة والعدالة التي انتهكتها نظم الاستبداد، لغرض تبرير كل ما قيل أعلاه، ولغرض توفير التصديق الشعبي عليه، كان لابد من اللعب على التاريخ، على الماضي والحاضر، كي يمر التزوير المقبل. ولأجل التفسير والتبرير، راح المزورون، وبخاصة المرتدون منهم يزيفون كل شئ. وقد حملوا فلسفة العرب والاسلام واليونان والرومان، والناصرية والماركسية والغاندية والتراث الوطني، مالا يطيق حمله من التشوهات، ومن قلب المعاني والمقاصد.

سؤال كبير يوجهونه: لماذا الضجيج على التدخل الخارجي هنا أو هناك، وقد أملته الضرورة التاريخية(والتقاء المقاصد)في هذا البلد أو ذاك، في افغانستان بالأمس، وفي العراق اليوم، وفي بلد اخر غداً؟

لماذا لا تنتبهون إلى أن اكثرية دول العروبة والاسلام والعالم الثالث، باقية وماشية، لا أحد جيش الجيوش لاحتلالها، أو يتعمد ازعاجها؟ 

أخيراً: لماذا تقيمون الدنيا بالاحتجاج على وجود قواعد عسكرية تضمن عدم عودة الاستبداد، في حين يزرع العالم كله، بما فيه أوربا والدول العظمى، بتلك القواعد الأمريكية؟

المهم في كل هذا التزوير ضمان الاستسلام لفكرة الغزو، وأن يضمن للمحتل الحق في ذلك حتى من دون ان يغزو، وللاستعمار أن يعود حتى من دون أن يعلن.

من هنا، فإن المنظرين وأشباه المثقفين الذين يروجون لقبول الحل الخارجي من اجل الخلاص من الاستبداد الداخلي، يؤكدون بأن ذلك((الخارجي)) لا هم له سوى تحريرنا من الاستبداد وضمنا الى صف النظم الديمقراطية الجديدة، وتلك كانت اكبر أكاذيبهم، ان المنخرطون في المشروع الحل الخارجي ابدوا حرصاً كبيراً على تغذية اليأس من النضال الداخلي من أجل الإصلاح والتغيير، وهم يدركون أن المشروع الأمريكي يستند أساسياً الى إشاعة تكريس ثقافة الهزيمة. ولذلك نراهم يتهمون كل من يسعى لرفض مشروعهم والتصدي له بمساندة الاستبداد الداخلي والنظم الديكتاتورية. إن اكثر ما يخيفهم هو الدعوة الى رفض الاحتلال قبل وقوعه، والتصدي له ومقاومته بعد احتلال الوطن.

اعداد: طالب معلان

تعليقات الزوار

أفلام وثائقية
صور نادرة
مصطلحات

استنزاف

هي الحرب التي يتخذ فيها الصراع شكل اشتباكات جزئية، تتم وفقاً لاقتصاد كبير في القوى وتستهدف الحاق خسائر محدودة بالخصم ولكنها مستمرة ومتكررة الحدوث على امتداد زمني طويل بحيث تؤدي إلى استنزاف في موارد الخصم المادية والمعنوية تمهيداً لتوجيه ضربة حاسمة حين يتحول ميزان القوى لصالح الطرف الذي يتبع هذا الأسلوب أو لدفع الخصم عن مواصلة الصراع لشعور ...

شاهد جميع المصطلحات