مرکز الهدف للدراسات

Hadaf Center For Studies

24 September 2018

احتلال العراق بين ادعاءات التحرير ومطامع الاستعمار

لقد اسفرت الإدارة الأمريكية قبل غزو العراق عن وجهها القبيح على لسان من يروجون له باعتباره أكثر رجالها مسالمة وعقلاً، ونعني به كولن باول، وزير الخارجية الأمريكي. فقد اعلن ((أن غزو العراق سيتيح للولايات المتحدة الأمريكية فرصة اعادة ترتيب المنطقة بما يخدم مصالحها)). المسألة ليست إذاً أسلحة دمار شامل ولا نظام حكم فاسد، في هذا البلد العربي أو غيره، باتت الامور مفضوحة إلا لمن اختار أن يغمض عينيه حرصاً على مصالح متوهمة. فالإدارة الأمريكية على وشك تنفيذ ما يسمى((مشروع القرن الأمريكي الجديد ))، بدءاً بالمنطقة العربية.

 إن إعادة ترتيب المنطقة بما يخدم مصالح الولايات المتحدة الأمريكية لا يعني في تقديرنا إلا امور اربعة:

1-هيمنة مطلقة للغرب على نفط العرب جميعه، وسعر بخس لهذا الاحتياج الحيوي للاقتصاد الغربية. عن طريق الاحتلال العسكري المباشر.

2-تطويق كامل لإيران، منبع النفط الوحيد الباقي في المنطقة بعد اخضاع الدول العربية للاحتلال العسكري، والنفسي قبله، وهي ، أي ايران في نظر كثيرين القوة الصاعدة المحتملة الوحيدة في المنطقة، ومصدر التهديد الجدي لإسرائيل.

3-هيمنة مطلقة لإسرائيل على مقدرات كامل المنطقة، ابتداء بتحييد العراق كمصدر تهديد استراتيجي، واخراج سوريا من الصراع العربي الاسرائيلي، ومروراً بوقف المقاومة الفلسطينية الاحتلال وباقي فصائل المقاومة في المنطقة ، وغيرها من ... .

4-تحويل منطقة الشرق الاوسط الى منصة لانطلاق المشاريع والحروب لتنفيذ هذه، الهيمنة في باقي دول العالم  

في بدايات الأسبوع الثالث من الغزو تضاربت التصريحات حول دخول القوات الغازية بغداد، ولكن تكاثرت التصريحات الأمريكية التي تسفر عن الغرض الأساس من الغزو هو استعمار  العراق. ولم يعد مهماً حسب قولهم سقوط النظام الحاكم أو التخلص من الدكتاتور القاهر لشعب العراق. وجرى التحلل من كل الوعود بالحفاظ على وحدة العراق وإقامة سلطة شعبية ديمقراطية وتمكين شعب العراق من مقدراته وثرواته، وانما تركيز الاهتمام على السيطرة على منابع النفط في شمال العراق وجنوبه وتقسيم أسلاب الغزو. وبدأت السلطات الأمريكية تتخذ القرارات لشعب العراق من دون أي استشارة. فقد غيرت اسم مطار العاصمة العراقية، واعلنت عن تعيين حكام امريكيين لمناطق ثلاث: الشمال والجنوب والوسط: عسكريان للشمال والجنوب وسفيرة سابقة للوسط، الامر الذي يوحي باهتمام خاص بتأمين مصادر النفط من ناحية وبإمكان تقسيم البلد من ناحية اخرى، وعين كذلك مفوض امريكي على نفط العراق، وتكشف أن عقود اعادة اعمار العراق كانت قد منحت لشركات أمريكية قبل بدء الغزو بشهور، وأرسيت بعض العقود لشركات لها صلة وثيقة بالإدارة الأمريكية وتم ابرام العقود مع شركات وهمية بمليارات الدولارات. 

وفي النهاية لم يدخل ((التحالف)) بغداد قتالاً بشجاعة وفروسية، ولكنه اختار طريق الخسة بشراء الخيانة وابتياع العملاء. بل تتوافر شواهد على أن غالبية من قاتلوا في العراق تحت علم التحالف كانوا من المجرمين المحكوم عليهم في سجون أمريكا الشمالية واللاتينية.

اعداد: طالب معلان

تعليقات الزوار

أفلام وثائقية
صور نادرة
مصطلحات

عنق الزجاجة

وهي عبارة عن القسم الضيق من طريق أو غيرها، بحيث يعيق تدفق السير واندفاع الحركة، أو مرحلة معينة في عملية التصنيع تتحكم بسير الإنتاج. يستخدم كاصطلاح في لغة السياسة للدلالة على الممر الصعب أو المأزق الضيق والمرحلة الحاسمة، حيث يعاق التقدم وتطرأ الازمة ويصعب التحرك، ويستخدم في العمل الحربي للدلالة على المآزق الحرجة. وأكثر ما يستخدم في الميدان ...

شاهد جميع المصطلحات