مرکز الهدف للدراسات

Hadaf Center For Studies

24 September 2018

هل تفلح سياسة اميركا المتهورة ضد ايران؟

ما ان انتصرت الثورة الاسلامية في ايران حتى شحذت القوى الاستكبارية وفي مقدمتها امريكا والكيان الصهيوني  وكثير من الدول الغربية من همتها لإضعاف هذه الثورة التي ترفض الظلم والتبعية للاستكبار، وتقارع كل مظاهر الظلم وتنتصر للمظلوم، حتى اصبح للجمهورية الاسلامية الدور المحوري في مواجهة كل المؤامرات الاستكبارية ـ اليهودية العالمية.

ولذلك فهم وعلى مدى اربعين عاما من عمر الثورة حاكوا ونفذوا الخطط والحروب ضدها، ولكن وفي كل مرة يعودون خائبين وتخرج ايران بثوريتها وحكومتها بقوة اكبر من سابقتها، فأصبحت دولة متطورة وفي كافة المجالات .

وحينما حذت ايران حذو الدول المتطورة في التقنية النووية شنت أميركا و«اسرائيل» وجوقتهما الغربية والعربية الحملة المسعورة ضدها وضد برنامجها النووي السلمي بدعوى انها تسعى لتطوير برنامجا النووي لإنتاج القنبلة النووية.

وجرت مفاوضات متعددة بهذا الشأن عرفت بإسم (5+1) استمرت ولسنوات عديدة وكان من المؤمل ان ترفع بموجبها العقوبات عن ايران، إلا ان مجئ الرئيس الامريكي ترامب للسلطة وبسبب سياسته العدائية المتهورة عقّد الامر وختمه بقرار الانسحاب من الاتفاقية النووية مع ايران، مع تهديد بتدمير الاقتصاد الايراني عبر تخفيض صادرات النفط الايراني وفرض العقوبات على الشركات التي تتعامل مع ايران.

وبدورها قالت ايران بانها وفي حالة منع تصدير نفطها فإنها ستلجأ الى خيار صعب على امريكا ودول الخليج تحمّله وهو منع تصدير الطاقة من النفط ومشتقاته عبر مضيق هرمز .

وهذا يعني توقف 80% من النفط والغاز الذي يحتاجه العالم مما يؤدي الى شلل الاقتصاد العالمي.

وبدورها صرّحت روسيا وكذلك الصين بانهما سوف تستمران بتعاونهما الاقتصادي مع ايران ولن يلتزما بقائمة الممنوعات الامريكية التي فرضتها على ايران.

مما حدا بترامب ان يصرّح  ويعرب عن استعداده بلقاء القادة والمسؤولين الايرانيين وفي أي زمان ومكان يريدوه.

ان الحزمة الجديدة من العقوبات الاقتصادية على ايران يمكن اجمال  ملامحها وتأثيراتها كالتالي:

1- ان هذه العقوبات هي كسابقتها وهي في طريقها من الضعف وعدم الجدوى، لان لإيران منافذ اقتصادية عديدة ومتنوعة، وكثير من الدول تساندها وترفض العقوبات الاحادية الامريكية.

2- ان لإيران ترسانة متطورة من الاسلحة بالإضافة للقدرة الصاروخية المصنعة روسيا وصينيا والمطورة ايرانيا، وهذا ما يقوّي موقفها والابتعاد عن التفكير في مواجهتها عسكريا لان ذلك يهدد المصالح الامريكية والمصالح الصهيونية خاصة ويعرضها للخطر والدمار. وهذا ما تخشاه امريكا التي تسعى لحماية الدولة اللقيطة (اسرائيل) وبشتى الطرق والوسائل وابعاد الخطر عنها.

3- ان الانتصارات التي سطّرها ابطال المقاومة الاسلامية في العراق وسوريا جعل من امريكا ومن يدور في فلكها في موقف حرج، فقد نفذت وانتهت ما كانت تعوّل عليها من اوراق في التاثير والضغط في سير الاحداث السياسية، واهمها احتراق ورقة داعش، فلذا فان امريكا في موقف لا يمكنها من فرض السياسات الظالمة ضد ايران التي تتبنى دعم المقاومة الاسلامية التي تقف بوجه المخططات الاستكبارية.

خلاصة القول ان العقوبات الاقتصادية الامريكية ستكون هذه المرة الحلقة الاضعف في مسلسل العقوبات المفروضة وستخرج منها ايران كما في كل مرة منتصرة وستخيب امال امريكا بتحقيق الهيمنة الاستكبارية الاستعمارية لها عبر اضعاف ايران.

باسم محمد

تعليقات الزوار

أفلام وثائقية
صور نادرة
مصطلحات

احتلال عسكري

هو وضع ناجم عن احتلال جيش دولة ما لأراضي دولة أخرى، مع ما يستتبع ذلك من قيام ظروف خاصة تزول فيها سلطة الحكومة الشرعية للبلاد أو للمنطقة المحتلة، فتصبح القوة الغازية المهيمنة على إدارة المنطقة المحتلة، وبالتالي تقوم بدور السلطتين التشريعية والتنفيذية، لضمان مصالحها الخاصة، وخلق اوضاع تمكنها من استغلال ثروات الأرض المحتلة، وفرض السياسات الت ...

شاهد جميع المصطلحات