مرکز الهدف للدراسات
Hadaf Center For Studies
Hadaf Center For Studies
يمتد العداء الأميركي منذ بداية انتصار الثورة الإسلامية ولا يقتصر على فترة معينة بل يشتد في فترة ويتراجع في وقت آخر وهذا يرجع الى السلوك الذي تسلكه الإدارة الأميركة كما ان السلوك الذي انتهجه ترامب في الفترة الأخيرة لا يقل تشدداً من السلوك الذي انتهجه اقرانه في العقود الماضية و في الوقت الحاضر نرى في السلوك الأميركي اكثر تشدداً تجاه ايران، وله اسباب عدة اولاً تراجع أو فشل السياسة الأميركية في المنطقة ثانياً تزايد نفوذ الجمهورية الإسلامية ودورها المحوري في دعم فصائل المقاومة في العراق ولبنان وفلسطين ثالثاً فشل السياسة الأميركية في سوريا واليمن وقوف ايران ضد الإمبريالية الأميركية واللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة و... وهذا ما تسبب في ازعاج الساسة الاميركان.
ومن جهة تعتبر إيران دولة محورية في منطقة الشرق الأوسط، ولها دورأساسي في مختلف المجالات ولها امتدادات في مختلف الدول، خاصة الدول العربية، حيث تربطها علاقات استراتيجية بسوريا والعراق وحزب الله في لبنان، ولهذا السبب هذه العلاقة تزعج اميركا، فالعلاقات بين اميركا وايران تشهد تحولات وتغيرات كبيرة، من علاقة صداقة في النظام البهلوي الى علاقة عداء بعد انتصار الثورة الإسلامية.
وكما ان البرنامج النووي له دور اساسي في هذه الخلافات والبعض يتصور أن العداء الدائر بين اميركا وايران يرتبط بالبرنامج النووي الإيراني، ولكن المتتبع للقضايا السياسية يرى ان الأمرغير ذلك، بل الموضوع ابعد من ذلك؛ لأن في عهد النظام السابق (أي في زمان بهلوي ) كانت اميركا تشجع رضا شاه على امتلاك الطاقة النووية، فلماذا اليوم وبعد انتصار الثورة الإسلامية، أصبحت اميركا تعارض امتلاك ايران للطاقة النووية، وهذا يكشف حال ما تصوره البعض من أن الخلاف يتمركز على الطاقة النووية باعتباره تصور لا اساس واقعي له.
لأن الخلاف الدائر في الحقيقة يرتبط بقضايا استراتيجية لها ارتباط وثيق بمستقبل الشعوب وهذا هو مكمن الخلاف بين ايران واميركا فلا يمكن الجمع بين السياسة التي تنتهجها اميركا والسياسة التي تنتهجها الجمهورية الإسلامية فهما نقيضان لا يمكن الجمع بينهما، فمنذ انتصار الثورة الإسلامية في ايران وفي العقود الأربع الماضية كانت اهم معظلة تواجه السياسة الخارجية الأميركية كيفية التعامل مع ايران أو بعبارة اخرى نقول: ان ايران اصبحت اعظم مشكلة تواجه السياسة الخارجية الأميركية في المنطقة فالسياسة الخارجية الأميركية مبتنية على الهيمنة والإستعمار ونهب ثروات الشعوب، فهذه السياسة تتعارض مع مباديء الجمهورية الإسلامية فالسياسة الأميركية لا تتغير بصعود حزب من الجمهوريين أو الديمقراطيين بل هي سياسة ثابتة قوامها العداء لإيران وهي تتخذ أداة التهديد والحصار سلاح لها، والساسة الأميركيون يعلمون تماماً انهم ليس بمقدورهم محاربة ايران مباشرة لأنهم دفعوا ثمنها سابقاً ولهذا لجأوا الى الحرب بالوكالة ضد الجمهورية الإسلامية، وكل ما تقوم به لم يجدي نفعاً لها وعلى عكس ما تريد اميركا اصبحت الجمهورية الإسلامية قوة و معادلة صعبة في الساحة الإقليمية والدولية، فجميع هذه الطرق لم تجد نفعاً لأميركا ولهذا اصبحت اميركا تبحث عن طرق اخرى لتبرير مشروع هيمنتها وتتصدى للنفوض المتزايد للجمهورية الإسلامية في المنطقة والعالم فأتخذت حربة الطائفية سلاح لها لتشعل نار الحرب في المنطقة وتدعم المجاميع التكفيرية لإشعال الفتنة الطائفية وهي نجحت نسبياً في هذا المجال ولكن النصر كان لمحور المقاومة في لبنان وسوريا والعراق واليمن، فمحور المقاومة تمكن من افشال الفتنة الطائفيةالتي تم التخطيط لها من قبل ايادي الإستكبار.
كما ان اميركا تسعى الى ابعاد القضية الفلسطينية من الصراع الدائر وتجعلها قضية ثانوية وتحث الدول الأخرى خاصة الدول العربية بالتطبيع مع الكيان الصهيوني، وتصور للعالم العربي بأن النفوذ والخطر الإيراني القضية الأولى في العالم العربي الذي يهدد هذه الدول وليس الكيان الصهيوني، فهذا التخويف الأميركي له أذان صاغية في دول الخليج خاصة الدول التي تكمن العداء للجمهورية الإسلامية كالسعودية وحلفاءها.
وفي ظل تداول السلطة بين الحزبين الحاكمين فمن المتوقع ان تستمر السياسة المتشددة التي ينتهجها الساسة في كلا الحزبين في التعامل مع الجمهورية الإسلامية وسياسة تغيير النظام في ايران هي القاسم المشترك في سياسات واشنطن المتعاقبة إلى ابرزحلفائها الإقليميين كاسرائيل والسعودية.
وهو تفاهم سري استعماري بين بريطانيا وفرنسا متمم لاتفاق رئيسي بين بريطانيا وفرنسا وروسيا لتقسيم السلطنة العثمانية والاستيلاء على المشرق العربي في اعقاب دخول الاتراك الحرب إلى جانب ألمانيا. وقد توصلت فرنسا وبريطانيا إلى الاتفاق النهائي بشأن التفاهم السري بعد أن عينت الحكومة الفرنسية المسيو جورج بيكو قنصلها العام في بيروت (في السنة التي سبقت ...
شاهد جميع المصطلحات
تعليقات الزوار