ايران وروسيا التحالف الاستراتيجي في الشرق الاوسط

اثبت التنسيق المشترك بين ايران وروسيا في سوريا تحدياً جديداً للسياسة الخارجية الأمريكية فقد عادت روسيا الى الشرق الأوسط بقوة بعد تراجع الدور الأمريكي في المنطقة وخاصة في الأزمة السورية، اثبت الدور الايجابي الذي لعبته روسيا، من استتباب الأمن وارجاع سيطرة الحكومة على الأراضي التي بقيت لعدة سنوات  ساحة للارهاب الذي دعم من جهات اقليمية ودولية. فالقضايا ذات الاهتمام المشترك ومن بينها سوريا ومحاربة الارهاب شكل تحالفا استراتيجياً بين ايران وروسيا في الفترة الأخيرة.

كما ان لروسيا  الدور الأكبر في ابرام الاتفاق  النووي الذي حاولت دول عدة من عدم توقيعه وفي الفترة الأخيرة مع خروج الولايات المتحدة من هذا الاتفاق حاولت روسيا ان تحافظ على الاتفاق وتقلل من شأن خروج امريكا من هذا الاتفاق.

ومع تفاقم الوضع في الأزمة السورية  جاءت القوات الروسية الى سوريا في ايلول العام 2015 بطلب من الحكومة السورية وذلك بعد الهجوم الشرس الذي تعرضت له سوريا من الارهاب العالمي. وهذا الارهاب شكل تهديداً حقيقيا للمنطقة كلها، ونجحت القوات الجوية الروسية بالتعاون مع الجيش السوري وايران وحلفاؤهم على الأرض من قلب المعادلة على الأرض السورية. ان المرحلة الأولى من التعاون في سوريا حملت أهدافاً مشتركة أغلبها يدور في فلك ما ذكرناه أعلاه وأن ذلك اقتضى تعاوناً استراتيجياً للوصول إلى ذات الهدف الذي يمكن التعبير عنه بجملة واحدة، هي تعديل كفة الميزان العسكري على الأرض لصالح الحكومة السورية وهذا ما تم فعلاً، والمرحلة الثانية من هذا التعاون المسماة مرحلة الحل السلمي وإفراغ سوريا من الارهابيين والوجود الاجنبي على الأراضي السورية. فهذا التعاون الاستراتيجي البناء يمكن تعميمه في اماكن اخرى تشهد صراعات اقليمية ودولية ولا يمكن حلها الا بتدخل دول عظمى كروسيا ودول لها ثقلها السياسي والاقليمي كالجمهورية الاسلامية. لدى روسيا وايران قلق مشترك بشأن فكرة تغيير الأنظمة عبر التدخل العسكري المباشر بذريعة حماية المدنيين أو عبر تبني قرارات دولية تصب في هذا الاتجاه، اضافة الى ذلك وجود رؤية مشتركة بين البلدين تقوم على عدم السماح للمجموعات الارهابية بالوصول الى السلطة في سوريا والعراق وغيرها من البلدان العربية الأخرى، لأنه يشكل خطراً كبيراً عليها وعلى العالم ويهدد مصالحهما الاستراتيجية، فإذا نجح المشروع الامريكي السعودي في سوريا من وصول المجموعات المتشددة الى الحكم فيمكن لهذه الدول ان تعمم هذا المشروع في اماكن اخرى كما حاولوا ان يطبقوه في العراق ولكن بوعي الشعب وجهود المرجعية والدعم الذي قدمته الجمهورية الاسلامية للعراق تم القضاء على الكثير من المشاريع العدائية التي يريدون تطبيقها في العراق، منها تمزيق وحدة العراق، وتمكين  المجموعات الارهابية من الوصول الى سدة الحكم، ومشاريع أخرى تخدم مصالحهم الاستعمارية، ولا ننسى الدور الروسي في استتباب الامن في العراق، صحيح ان الدور الروسي لم نراه ظاهراً في اغلب الأحيان  ولكن لها دور بناء في محاربة الإرهاب ودعم العملية السياسية و...

وبعبارة اخرى ان التعاون بين ايران وروسيا ازعج في المرتبة الأولى امريكا والكيان الصهيوني، وفي المرتبة الثانية الدول الإقليمية التي ترى روسيا حجر العثرة  في تمرير مشروعها التخريبي في المنطقة.

طالب معلان