مرکز الهدف للدراسات

Hadaf Center For Studies

25 July 2018

تمزق المشروع الأمريكي في شمال سورية

يبدو ان المشروع الامريكي الذي سمي "مشروع الشرق الاوسط الكبير في حالة من الفشل الذي لا يمكن معه وضع خطط بديلة لتجاوزه وهو ما ادى الى حالة من الارتباك داخل أروقة صناع القرار الامريكي، واحرقت  بنيرانها  دول مثل سوريا التي تستطيل أزمتها بشكل مأساوي تضيف الى السجل الامريكي في الجرائم الأخلاقية جريمة هي الأكثر وضوحاً، ان امريكا التي في الظاهر تتبع استراتيجية عدم التدخل العسكري في سوريا قد ادخلت منذ 30اكتوبر 2015وحدات خاصة من الجيش الى محافظة الحسكة السورية لتدريب القوات الكردية، وتدخلت بشكل مباشر في عدة مرات  وتسعى الولايات المتحدة وحلفاؤها الدوليين والاقليميين الى تقسيم سوريا وانشاء منطقة حكم ذاتي في شمال البلاد ورفض هذا الطرح رفضاً شديداً من قبل تركيا حليف امريكا وحليفها في الأزمة السورية ونعلم ان تركيا لها دور اساسي في تأجيج الأزمة السورية ودعم المجاميع المسلحة ولكن ما دام هذا الحلف طويلاً حتى تصادمت المصالح بين هاتين الدولتين، فالولايات المتحدة تبحث عن مبرر لوجودها في سوريا ولذلك تبرر وجودها بمحاربة داعش  ولكن المعطيات الميدانية تقول غير ذلك.

قال ريموند توماس رئيس قيادة العمليات الخاصة في الجيش الأمريكي إن شرعية الوجود العسكري الروسي في سوريا، تمنح موسكو نفوذاً يمكنها من طرد القوات الأمريكية من سوريا، مشيرا الى أن روسيا حصلت على موطئ قدم لها في سوريا أكثر مصداقية من الولايات المتحدة، وقد تستخدم هذا النفوذ لطرد واخراج القوات الأمريكية. واوضح ان الولايات المتحدة حاولت استثمار المجموعات المسلحة من اجل موقف سياسي معين؛ تقسيم، أو فدرالية، أو أي حلول سياسية على الدولة السورية. 

ولكن هناك تراجع استراتيجي للدور الأمريكي في المنطقة بشكل عام وفي سوريا بشكل خاص، واذا نظرنا للقواعد الأمريكية غرب نهر الفرات، نجدها لا تشكل أي خطر من الناحية العسكرية. وان الولايات المتحدة تبحث عن مخرج من هذا المأزق الذي وقعت به في المنطقة، وتريد سحب قواتها من هناك، وتوريط الدول العربية في هذا المأزق وقد طرحت الفكرة على هذه الدول بأن تستبدل القوات الأمريكية بقوات عربية وكانت السعودية اول المرحبين بهذا الأمر، فالتواجد الأمريكي في شمال سوريا هو ليس فقط للضغط على تركيا، التي هي ايضاً تضغط على امريكا لجهة الأكراد الموجودين في الشمال السوري. فالمشروع الأمريكي في شمال سوريا غير قابل للتنفيذ بعد الاتفاق الأمريكي التركي بخروج الوحدات الكردية من منبج وانسحابها الى شرق الفرات.

المشروع الامريكي يريد ان يكون البترول بيد قوات التحالف الأمريكي وأن يشكل هذا التحالف منطقة عازل لفيدرالية كردية على أن تكون في مناطق غير متصلة بينها الجيش التركي شمال حلب وفي ادلب وبالتالي دخول التركي لإدلب لم يأت وفقاً للقرارات الأمريكية حيث أن ما طرحته المراكز البحثية الأمريكية هو وضع كل من ادلب وشمال حلب ودرعا تحت الرعاية التركية في ثلاث مناطق منفصلة ومنطقتين كرديتين تحت رعاية القوات الكردية  (قسد) ومنطقة فصل للاحتلال الامريكي والتصعيد الأمريكي في شمال سوريا يترافق بضغوط عربية وخاصة سعودية لبقاء التواجد الأمريكي في سوريا لطول امد الأزمة السورية والضغط على الحكومة السورية لتقديم التنازلات، ويتزامن هذا مع تحذيرات سورية بأن فشل الدبلوماسية بإخراج الأمريكي من سورية سيدفع دمشق لاعتماد وسائل اخرى ولها باع في هذا الامر.

تعليقات الزوار

أفلام وثائقية
صور نادرة
مصطلحات

إدارة الازمات

مصطلح مستجد في العلاقات والدبلوماسية الدولية ويعني مجموع الأساليب والأطر والمؤسسات المولجة باتخاذ القرارات السريعة والعقلانية لمواجهة التحديات والتطورات والطوارئ الدولية بقصد منع امتداد اتساع نطاق النزاعات والصدامات ومنع الاخلال الكبير في موازين القوى لتجنب احتمالات المجابهة بين الدول الكبرى في العالم. كذلك فإن من صلب إدارة الازمات التخطي ...

شاهد جميع المصطلحات