مرکز الهدف للدراسات

Hadaf Center For Studies

26 June 2018

زيف الديمقراطية الغربية

في هذا البحث نحاول ان نتحدث عن اشكالية الادعاء الغربي في التحول الديمقراطي ودعم اسس الديمقراطية في البلدان العربية وخاصة العراق. فأزمة الديمقراطية الغربية المعاصرة، هي أزمة فكرية بالدرجة الأولى وأزمة مؤسسات بالدرجة الثانية. وبالرغم من مستويات المشاركة السياسية التي حققتها الأنظمة السياسية الغربية، إلا أن الأزمة لا زالت قائمة، بل ازدادت حدتها، وتمثلت بالرفض الشعبي الصريح والعلني لسياسات الأنظمة الحاكمة في المجتمعات الغربية- مظاهرات، اعتصامات، إضرابات، وتكتلات شعبية ضد الحكومة- اما المؤسسات فقد تحولت الى أدوات حكم ديكتاتورية يمارس من خلالها الفرد والحزب والطبقة والأشراف، والكهان والقادة العسكريون الحكم المطلق والطغيان والقهر الجماعي للجماهير. فيدعون المسلمين الى ممارسة الديمقراطية ولكن يمارسون ابشع انواع التمييز العنصري والاستبداد ضد المسلمين، على سبيل المثال: هناك الكثير من الفتيات المسلمات تمارس في حقهن ابشع الضغوط لنزع الحجاب في الدول الاوربية التي تدعي انها مهد الديمقراطية ، واما بالنسبة للتحول الديمقراطي في الأنظمة العربية فيسلطون الضوء على نظام ويتم التحريض عليه بكل الطرق سواء اعلامياً او عسكرياً وحتى بدعم المجاميع الإرهابية لزعزعة استقرار هذا البلد والاطاحة به بأنه حكم استبدادي ويغضون النظر عن نظام اخر لأن هناك مصالح سياسية واقتصادية تربطهم به، وخير مثال على ذلك الأزمة السورية . حينما اجتمع الغرب والعالم كله على محاربة سورية وبحجج واهية انه يمارس الديكتاتورية ضد شعبه يغضون البصر بل يدعمون ابشع الأنظمة ديكتاتوريتاً في العالم العربي بل يجهزونهم بالمال والسلاح والاستخبارات لقتل شعوبهم، فالديمقراطية سلاح يستخدمه الأعداء للتسلط على مقدرات الشعوب، فمواقف الغرب من الحرية والديمقراطية في الوطن العربي، معروفة ولا تحتاج الى دليل، والأمثلة التي توضحها كثيرة. ومع ذلك فإن الأحداث الأخيرة في المنطقة، تلقي عليها مزيداً من الضوء. وكما قلنا الغرب مع الحرية والديمقراطية إلا اذا كانت مصالحه في الجانب الآخر. وان الغرب يدعم الديمقراطية عندما تدعم الديمقراطية الغرب. وأفضل شاهد على ذلك  حالة البحرين واليمن وسوريا، وفلسطين، تثبت أن الحرية والديمقراطية بالنسبة الى الغرب – مسألة مصالح وليس مبدأ اعتقادي يعتقد به ويتألم ضميره حينما يشاهد الظلم والقتل الذي يديره اعوانه بالوكالة عنه.

واما بالنسبة للعراق ومع دخول القوات المحتلة للبلاد يكون التاريخ العراقي الحديث قد كرر نفسه ولكن على نحو أسوأ مقارنة بفترة الحرب العالمية الأولى والاحتلال البريطاني للعراق. لقد اعتادت الولايات المتحدة كما هو معروف ان تخفي اجنداتها خلف شعارات اتى عليها الزمن" فالديمقراطية وحماية حقوق الانسان والحرية وغيرها من الشعارات الفضفاضة" التي تزعم انها راعية لها وتروج لها سرعان ما تتنصل عنها اذا ما سارت تلك الديمقراطية في طريق لا يخدم اجندتها، وهناك امثلة كثيرة ومنها مثالاً لا يزال شاخصاً للعيان على تخليها وتنصلها من الديمقراطية " عندما فازت منظمة "حماس" بجدارة في الانتخابات الفلسطينية وعندما ادعت واشنطن ان غزوها للعراق واحتلاله هو من اجل اسقاط الديكتاتورية واشاعة تجربة ديمقراطية في العراق ستكون نموذجاً في المنطقة صدق البعض هذه الكذبة لتفصح السنين التي مضت منذ 2003 الى الآن على احتلال العراق زيف ذلك الشعار فكانت بمثابة "كارثة حقيقية" تؤكد للجميع مرة اخرى ان الهدف الامريكي من غزو العراق واحتلاله له ابعاد واهداف ستراتيجية اخرى في عموم المنطقة . كما لا يختلف اثنان من ان هناك انظمة شمولية وقبلية وعشائرية البعض منها ينتمي الى العائلة الواحدة ولا تقل دكتاتورية في المنطقة عن نظام صدام. اذا كان هدف الولايات المتحدة اشاعة الديمقراطية حقاً كما تزعم كان عليها ان تتوجه نحو تلك الانظمة ايضاً لاسقاطها ولديها الكثير من الحجج في حقيبتها لتقدم على ذلك لكنها لم تفعل ذلك لأن هذه الأنظمة تخدم المصالح الأمريكية ولا تتعارض معها.

تعليقات الزوار

أفلام وثائقية
صور نادرة
مصطلحات

سؤال برلماني

وهو شكل من أشكال الرقابة البرلمانية على أعمال السلطة التنفيذية يكون بموجبه من حق النائب أن يسأل الوزير في الحكومة، ويطلب منه تقديم عرض عن أعماله، ويمكن للنائب أن يقدم سؤالاً خطياً، أو سؤالاً شفوياً.ويكتب السؤال الخطي ويبلغ وينشر، والجواب عنه يجب أن يتم وينشر في مدة يحددها النظام المعمول به و(لا تتعدى غالباً مدة شهر واحد). ويمكن تحويل السؤ ...

شاهد جميع المصطلحات