مرکز الهدف للدراسات

Hadaf Center For Studies

21 June 2018

الدول الاوربية ومدى مصداقيتها في الالتزام بتعهداتها

مع خروج امريكا من الاتفاق النووي الأنظار تتجه نحو الدول الاوربية فهل تكون هذه الدول جادة في المضي قدماً بتعهداتها والوقوف بوجه التهديدات الأمريكية، كما ان المواقف الأوربية التي صدرت في الأيام الأخيرة تظهر التزام هذه الدول بالاتفاق النووي الى هذه اللحظة وهل يمكن لهذه الدول ان تستمر بالاتفاق من دون الولايات المتحدة؟ و هل يمكن لهذه الدول ان تقاوم السياسات الأمريكية والضغوط التي تمارس ضد هذه الدول للخروج من الاتفاق؟

الموقف الأخير لكبار المسولين في الاتحاد الاوربي وسعيهم في الظاهر للحفاظ على الاتفاق يظهر ان هناك جدية من الجانب الاوربي للحفاظ على هذا الاتفاق و نجزم بأن هذا الاتفاق يلبي مصالح الطرفين لأن كلا الطرفين تربطهم مصالح اقتصادية وسياسية لا يمكن التنازل عنها بسهولة، ولكن بشرط ان تكون هناك ارادة حقيقية وتطمينات من الغرب لتبيين حسن النوايا وعدم المثول للضغوط الأمريكية. واذا كانت هذه الأيام الوعود الأوربية كما في السابق لم تراعي المصالح الإيرانية في الاتفاق النووي ويكون الاتفاق كما كان قبل الانسحاب الأمريكي فالالتزام به من دون فائدة. وهذا ما صرح به قائد الثورة الاسلامية ان الالتزام بالاتفاق من دون ضمانات وتطمينات من الجانب الأوربي لا يمكن الالتزام به. وهذا كلام السيد علي الخامنئي له دلالات لأن التاريخ اثبت ان الدول الغربية لم يكن عندها التزام بالمواثيق الدولية ويمكن لهذه الدول في أي لحظة ان تنسحب من الاتفاق.

ومع هذا صدرت في الفترة الأخيرة مواقف ايجابية فهناك اقرار دولي واوربي بالتزام ايران بالقرارات الدولية وجميع نصوص الاتفاق النووي، ومن جهة قال وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان إن ايران تفي بالتزاماتها المنصوص عليها في الاتفاق. وأضاف لورديان "المنطقة تستحق ما هو أفضل من المزيد من الاضطرابات التي يثيرها الانسحاب الأمريكي. لذلك نريد التمسك به وأن نضمن تمسك ايران كذلك به وأن تمارس ضبط النفس....فرنسا تدرك مثل غيرها أن هناك مخاوف بشأن قضايا اخرى بخلاف قدرات ايران النووية، لكنه قال ان هذه القضايا يمكن بحثها دون التخلي عن الاتفاق النووي. واما في ما يتعلق بالمخاوف الاوربية والأمريكية من الصواريخ والسياسة الخارجية للجمهورية الإسلامية فلا يمكن الحديث عنها لأن ذلك يعد تدخلاً سافراً في الشؤن الداخلية للبلدان الأخرى، واما الصواريخ البالستية، فامتلاك هذه الصواريخ من الضروريات لأغلب الدول واكثر دول العالم تمتلك هذه الصواريخ لردع أي تجاوز تتعرض لها فما علاقة هذه القضايا بالاتفاق النووي ولماذا يتم الحديث عنها وكأنها ضمن الاتفاق، وحسب ما يدعون ان ايران تتدخل في شؤن دول الجوار وتتسبب بالفوضى في الدول الاخرى وعلى خلاف ما يزعمون فإن هناك مصادر عالمية تؤكد ((ان طهران تريد الاستقرار في المنطقة، وخصوصاً في العراق، وسوريا، وتدعم الحوار اللبناني – اللبناني، ومستعدة للتعاون مع كل الدول العربية لمواجهة الفتنة المذهبية، وأن من مصلحة العرب والمسلمين التعاون مع ايران والوقوف الى جانبها، فمثل هكذا ادعاءات خالية من الصحة، والهدف من وراءها اثارة الفتن والتفرقة بين دول المنطقة، و تحريف الرأي العام العالمي بأن ايران تسعى للهيمنة على العالم وان برنامجها لا يقتصر على الأهداف السلمية بل تسعى للحصول على الاسلحة النووية.

تعليقات الزوار

أفلام وثائقية
صور نادرة
مصطلحات

الاستخبارات الاستراتيجية

هي مجموعة المعلومات المتعلقة بطاقات وقدرات ومخططات الدول المعادية ويستفاد من هذه المعلومات عند وضع المخططات القومية الاستراتيجية ومخططات صيانة الأمن والمخططات في السياسة الخارجية أيضاً. وتشير هذه العبارة عادة إلى المعلومات التي يحتاج إليها واضعو السياسة سواء كان ذلك في الشؤون العسكرية أو الشؤون الخارجية. وفي هذا العصر الذي تشتد فيه الحرب ...

شاهد جميع المصطلحات