مرکز الهدف للدراسات

Hadaf Center For Studies

03 June 2018

الأمريكيون يخافون من سياسة الاكتفاء الذاتي الإيرانية

لا شك في أن بعض الدول المجاورة لإيران أخذت تشعر بالقلق إزاء تطورها السريع في جميع الاتجاهات، ومع ان هذه الدول تبرز قلقها فقط من البرنامج النووي، ولكن المؤشرات تقول عكس ذلك بل تدعم أي جهود في مواجهة ما يسمونه المد الايراني.

وبما ان  حلفاء أمريكا وعملاؤها من العالم الثالث، اضافة إلى المنظمات الدولية كلها متحالفة ضد ايران، فحملة الإقناع والضغط التي تمارسها أمريكا، في الايام والاسابيع التالية للانسحاب من الاتفاق النووي واقناع باقي الدول من الانسحاب ، ما هو الا خير دليل على قدرة ايران وتفوقها في جميع المجالات وسبقت ايران غيرها من الدول في اعتماد التكنلوجيا النووية منذ العام 1977في زمن الشاه وبدعم وتجهيز من قبل الولايات المتحدة الى درجة أنها نافست غيرها من الدول الكبرى في تجهيز المفاعلات النووية (روسيا وألمانيا)، وجهدت كي تحتكر وحدها رعاية هذا الجانب شديد الأهمية من المرافق الإيرانية. غير ان الولايات المتحدة عادت لتنقلب على سابق مبادرتها ومقترحاتها واندفاعاتها، وما كانت تصف به هذا البرنامج من ضرورات  واهمية وحاجة اقتصادية ليصبح هذا البرنامج بعد الثورة الاسلامية مصدر خطر للسلم الدولي وأن ايران ليست بحاجة الى هذا البرنامج وغير مؤهلة لإدارته ، ولذا يتوجب وقفه . اذن تظهر المفارقة الكبرى في المواقف الامريكية .وعليه فقد عززت عدائية الولايات المتحدة وحلفائها لبرنامج ايران النووي وسائر توجهات الثورة الاسلامية من الاكتفاء الذاتي في جميع الاتجاهات ، غير أن على عكس ما يشتهي الأمريكيون والاسرائيليون ومعظم حلفائهم نجحت بتصوير القضية على أنها سعي أمريكي للإضرار بمصالحها الوطنية والتنكير لحقها الطبيعي في امتلاك التكنلوجيا العصرية .وهكذا لم تؤد جهود الأمريكيين إلى زعزعة الداخل الايراني وتقويضه  وذلك من خلال فرض عقوبات قاسية على الشعب الايراني وتجويعه ،والشعب يعلم جيداً الأهداف الاستعمارية من هكذا حصار وهو ايجاد الفوضى في الداخل .

فامريكا تعلم جيداً اذا تمكنت الجمهورية الاسلامية من الاكتفاء الذاتي ، فإن من الصعب جداً الحاق الضرر بها، فيحاولون بكل الطرق من عرقلة حركة التطور في ايران ومن خلال فرض عقوبات قاسية أو من خلال اساليب اخرى ، ومع ان امريكا اعلنت بأن المشكلة الأساسية ليست في البرنامج النووي الإيراني بل في النظام الإسلامي ، ففي ذلك اعتراف بأن المشكلة ليست في مفاعلات تعمل على انتاج الطاقة الكهربائية أو مخصصة لمراكز الأبحاث والتطوير العلمي ؛ بل إن المشكلة تكمن في وجود طبقة حاكمة تقول "لا "للأمريكي "لا "للهيمنة والاستعمار . ومع ان الحكومة الأمريكية قد اعترفت ببعض المسؤولية عن الأضرار التي ألحقتها بحياة الشعب الايراني والاقتصاد في الماضي والحاضر، فانها لم تغير سلوكها، ويكفي الثورة الإسلامية أنها علمتنا كيف نقاوم الضغوط الموجهة من قبل قوة عظمى وسوف تثبت ان ارادة الشعب اقوى من الضغوط الامريكية.

تعليقات الزوار

أفلام وثائقية
صور نادرة
مصطلحات

غيفارية

نظرية سياسية يسارية نشأت في كوبا وانتشرت منها إلى كافة دول أمريكا اللاتينية، مؤسسها هو ارنتسوتشي غيفارا أحد أبرز قادة الثورة الكوبية، وهي نظرية أشد تماسكاً من الشيوعية، وتؤيد العنف الثوري ، وتركز على دور الفرد في مسار التاريخ، وهي تعتبر الإمبريالية الأمريكية العدو الرئيس للشعوب، وترفض الغيفارية استلام السلطة سلمياً وتركز على الكفاح المسلح ...

شاهد جميع المصطلحات