مرکز الهدف للدراسات

Hadaf Center For Studies

16 May 2018

سوريا والاستفزازات الأمريكية المتكررة

لقد قاوم الشعب السوري وحلفاؤه مقاومة بطولية حيال الهجمة الشرسة من قبل الاستكبار العالمي للإطاحة بمحور المقاومة ، كلما اشتد الاعداء في هجومهم الشرس كانت المقاومة اشد صلابة واقوى، فإن الامريكيين يلجأون إلى أحط الوسائل لقطف ثمار اهدافهم، فإذا كان طريق نصرهم قد عبد بجماجم المدنيين، فقد اكتمل بالرشوة، من بعض الدول الإقليمية وخاصة السعودية التي تقوم بمغامرات في المنطقة، فبعد ان خسروا جميع رهاناتهم للإطاحة بالحكومة السورية لجأوا الى مسرحية فبركة استخدام الاسلحة الكيماوية فوجدوا فيها من يسمعهم ولوكان ذلك بتصديق الكذب، فالهجوم الأخير لم يكن الأول والأخير للاستفزازات التي تقوم بها اميركا مع بعض حلفاؤها ضد سوريا، فقد اصبح اتجاه القصف من الفضاء لمنع الخسائر البشرية التي لا يتحملها المجتمع الأمريكي هو الأكثر بروزاً في أدوات الاستراتيجية الأمريكية، فأمريكا وبعض الدول الاقليمية والدولية حددت ملامح طبيعة التطور في بنية الارهاب، وهي التي أكسبته تلك القوة الهائلة التي سمحت له أن يلعب في سوريا مباراة دموية من اطراف عدة. 

وها هي الآن تريد ان تخفف من وطأة الفشل والخسارة التي نالتها المجاميع التكفيرية، فالقصف الأمريكي لا يغير بمسار المعادلة سياسياً ولا جغرافياً، بل يكون عكس ذلك كما وقع في الهجوم على مطار الشعيرات في السنة الماضية. إن الهدف الأمريكي المعلن في دائرة هذه الحرب، سواء من حيث توجيه الاتهام الى سوريا، أو من حيث طبيعة الاموال التي طلبتها أمريكا من السعودية، يصلح نموذجاً تشريحياً على ان الحرب الأمريكية، ليست مدفوعة بالأهداف التي تعلنها عن ضرب الإرهاب، أو استئصال جذوره من سوريا والعراق، وانما مندفعة تحت هذا الغطاء لتحقيق أهداف استراتيجية مباشرة، إن الأسباب الاستراتيجية لوقوف أمريكا بكل قوتها خلف الإرهاب، هي نفسها التي تم استخدامها في ضرب العراق وكشف الكاتب الأمريكي الشهير سيمور هرش في مقال حمل عنوان "خط ترامب الأحمر" نشرته صحيفة "فيلت" الألمانية في تاريخ 24/6/2017 أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تجاهل تقارير قدمها مجمع الاستخبارات الأمريكي أكدت عدم وجود أدنى دليل على وقوع هجوم كيميائي في بلدة خان شيخون وتحدثت بشكل واضح عن استهداف الجيش السوري اجتماعاً للمتطرفين في الرابع من نيسان    2017باستخدام اسلحة تقليدية حصراً، ورغم ذلك مضى ترامب قدما بالاعتداء على مطار الشعيرات. ومن جديد تلفيق التهمة باستخدام الأسلحة الكيميائية في دوما  تظهر أمريكا بخديعة استخدام هذه الأسلحة في الحرب السورية، لتبرر لشعبها تدخلها السافر ودعمها للجماعات المسلحة في سوريا، ناهيك عما تخطط له في غرف العمليات في البيت الأبيض بالتعاون مع "الخوذ البيضاء".

وكالعادة اول ما يتم نشر خبر استخدام الأسلحة الكيميائية يكون من أفواه مسؤولي الولايات المتحدة الأمريكية ومن ثم تتلقفه شبكات الأخبار هناك؛ ليتم تعميمه على جميع وسائل الإعلام الناطقة باللغة العربية في البلدان العربية، حتى وان كان لا يوجد أي دليل لديهم، فهم ماهرون في هذا النوع من الكذب وكيفية تحويله إلى حقيقة، وما حدث للعراق ليس بالبعيد عما يتم التحضير له اليوم في سوريا، ومن الممكن أن توجه الولايات المتحدة الأمريكية ضربة صاروخية جديدة لسوريا في حال أوجدت ذريعة لها. والنجاحات التي تحققت تحد من ظاهرة الارهاب في سوريا، مما يستوجب خروج القوات الأمريكية التي دخلت سوريا بالطريقة غير المشروعة. ولا تريد امريكا ذلك. لهذا وجهت الضربة العسكرية لسوريا، ولكي يستمر الصراع والفوضى في سوريا ولا تنتهي الأزمة يحتاج البنتاغون إلى ذرائع جديدة لتبرير ضرباته التي تمنع خروج سوريا من أزمتها. وربما بدأ التحضير لاستفزاز جديد يبرر العدوان على غرار الهجوم الكيميائي المزعوم في دوما، إلا ان سوريا لن تسمح بذلك وهي قادرة على قطع الطريق أمام الاستفزازات الهادفة الى اختلاق ذرائع تبرر العدوان بمساعدة روسيا.

طالب معلان

تعليقات الزوار

أفلام وثائقية
صور نادرة
مصطلحات

استعمار جماعي

أصبحت هذه العبارة جزءاً من القاموس السياسي السوفييتي السابق منذ أن استخدمها خروشوف أول مرة في السادس والعشرين من شباط (فبراير) 1960م في أثناء زيارته لاندونيسيا. وهي تصف تضافر جهود الدول الغربية للحفاظ على موطئ قدم لها في كل من آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية، وتفترض أن هذه الدول لم يعد في وسعها أن تبقى على سيطرتها الاستعمارية وهي منفردة و ...

شاهد جميع المصطلحات