مرکز الهدف للدراسات

Hadaf Center For Studies

10 May 2018

عبد السلام عارف

ولد عبد السلام محمد عارف يوم الاثنين المصادف 21 مارس عام 1921م الموافق 12 رجب عام 1339هـ في بغداد القديمة في جانب الكرخ من بغداد.

وكان والده محمد عارف الجميلي (من عشيرة الجميلة) يعمل بزاراً (خياط)، وقد هاجر من مدينة الرمادي إلى بغداد. 

أنهى عبد السلام عارف مراحله الدراسية في منطقة الكرخ في بغداد، وتخرج في ثانوية الكرخ الرسمية عام 1938. وفي السنة نفسها دخل الكلية العسكرية وتخرج منها عام 1941، برتبة ملازم ثان.

عيّن في عام  1941 قائداً لإحدى سرايا المدرعات في القوة الآلية ، وفي نهاية عام 1941 نُقل عارف من بغداد إلى البصرة ، حيث عُيّن ضابطاً في الاستخبارات العسكرية. وظل في البصرة إلى عام 1944، ثم نُقل إلى لواء الناصرية. وفي عام 1946 اُختير مدرّساً في الكلية العسكرية.

وفي عام 1947، نُقل عبد السلام عارف إلى كركوك، فالتقى بعبد الكريم قاسم الذي كان قائداً لأحدى الافواج وتم تعيين عبد السلام مساعداً له. وعندما نشبت حرب فلسطين في 15 مايو 1948، سافرا معاً وكان عبد السلام في مدينة حنين، وعبدالكريم قاسم في مدينة كفر قاسم القريبة منها، وظل يلتقيان على نحو دائم. 

وبعد انتهاء حرب فلسطين ورجوع القوات العراقية، عاد عبد السلام عارف إلى بغداد، ثم نُقل إلى الموصل ومن ثم الى كركوك. 

وفي عام 1952، نُقل عبد السلام عارف إلى (دائرة تدريب المناورات)، كما نُقل قاسم إلى الدائرة نفسها وعملا معاً حتى عام 1954. ثم نُقل قاسم إلى منصب قائد اللواء التاسع عشر، وعيّن عبد السلام عارف بمنصب قائد فوج في اللواء نفسه. 

وفي عام 1957، انضم عبد السلام عارف إلى اللجنة العليا لتنظيم الضباط الأحرار، بناءً على طلب عبد الكريم قاسم. 

وشارك عبد السلام عارف في التخطيط لثورة 14 تموز عام 1958، ضد الحكم الملكي بقيادة عبد الكريم قاسم. وقد أذاع بنفسه البيان رقم (1) للثورة من إذاعة بغداد. وعُين نائباً لرئيس الوزراء ووزيراً للداخلية. 

وعلى الرغم من الصداقة التي كانت بين عبد السلام عارف وعبدالكريم قاسم (رئيس وزراء العراق) فقد نشأ خلاف بينهما بسبب تصفية العائلة المالكة بالشكل الذي تمت به، إذ كان عبد الكريم قاسم غير مقتنع بقتلهم جميعاً. وتذمر أكثر الضباط الأحرار من هذه التصفية الدموية. وانقطعت الجسور بين الطرفين بعد أن علم عبدالكريم قاسم أن عبد السلام عارف أرسل برقية إلى سفارة الجمهورية العربية المتحدة في بغداد يعلمها بأنه سيسافر إلى القاهرة على رأس وفد من الضباط  لعرض إعلان الوحدة، حتى لو اضطر إلى تنحية عبد الكريم قاسم من الحكم إذا ما عارض ذلك. 

وكانت خطب عبد السلام عارف التي يلقيها دون تحفظ أو بُعد نظر اثناء زيارته للمحافظات العراقية الاثر الكبير في استفزاز الكثير من الجهات داخل العراق وخارجه في وقت كانت الثورة في مراحلها الأولى. وكانت أغلب هذه الخطب تفتقر إلى الوضوح الفكري أو الأيديولوجي. 

عند ذلك قرر عبد الكريم قاسم وضباطه وضع الخطط للتخلص من عبد السلام عارف. فأزاح الضباط الموالين له ثم أبعده عن منصب نائب القائد العام للقوات المسلحة في 11 سبتمبر 1958. وتمكن عبد الكريم قاسم في النهاية من تجريد عبد السلام عارف من جميع مناصبه في 30 سبتمبر 1958 وتعيينه سفيراً للجمهورية العراقية في بون، إلاّ أن عبد السلام عارف رفض الالتحاق بمنصبه الجديد. وفي اليوم التالي قدم استقالته إلى عبد الكريم قاسم. 

وفي 9 ديسمبر 1958 أُحيل عبد السلام عارف إلى المحاكمة العسكرية العليا الخاصة، ليُحاكم عن تهم كثيرة، منها عدم ذكر اسم عبد الكريم قاسم أو ترديده أثناء خطبه في المحافظات، ومحاولة اغتيال عبد الكريم قاسم والإعداد للانقلاب ضده. وفي 5 فبراير 1959 صدر الحُكم على العقيد عبد السلام عارف بالإعدام شنقاً حتى الموت، والطرد من القوات المسلحة. كما صدرت فقرة خاصة في القرار تقول: (تودع الرأفة به لأمر عبد الكريم قاسم وذلك باستعمال سلطته الواردة في المادة 20 من قانون معاقبة المتآمرين). 

وظل عبد السلام عارف في السجن، كما ظل قرار إدانته في درج مكتب عبد الكريم قاسم دون تصديق أو إعفاء حتى سبتمبر 1961. وعقب انفصال سوريا عن الجمهورية العربية المتحدة، أُطلق سراح عبد السلام عارف، ولكنه بقى تحت المراقبة حتى انقلاب 8 فبراير 1963. 

وعندمـا قام البعثيون بالانقلاب ضد عبد الكريم قاسم في 8 شباط 1963، نصبوا عبد السلام عارف رئيساً للدولة وبالرغم من ان عبد الكريم وضع قرار المحكمة باعدامه ولم ينفذه الا ان عبد السلام سلم عبد الكريم للبعثين ليقتلوه رمياً بالرصاص في 9 شباط 1963.

 ولكن عبد السلام ما لبث أن استغل الخلافات الداخلية في حزب البعث وقام بانقلاب في 18 نوفمبر 1963 ضدهم متحالفاً مع خليط من الضباط البعثيين والناصريين. وأيضا عمل بدهاء وتصميم على التخلص من أركان التحالف العسكري المتنافر الذي أوصله إلى الحُكم. 

واتسمت علاقات عبد السلام عارف بالدول العربية والعالمية بالاضطراب.أمَّا فكره السياسي والعقائدي، فقد كان مضطرباً كذلك، فهو يعلن إيمانه بالقومية العربية، وبالإسلام، ثم لا يجرؤ على اقتراح أي شكل من أشكال التعاون بين المسلمين؛ لئلاّ يُتهم بالرجعية والتخلف. وكذلك كان في سياسته الداخلية؛ فهو ينادي بالاشتراكية، وتم في عهده تأميم البنوك، وشركات التأمين، وكبريات الشركات الصناعية، ولكنه، في مجالسه الخاصة، يلعن الاشتراكية ويتبرَّأ منها. كما كان أسلوبه وتعامله مع الرؤساء وحتى الجماهير يفتقر الى الدبلوماسية والبروتوكولات والاحترام. 

وعرف بطائفيته وعدائه للشيعة ونعتهم بالعجم ،ويذكر السيد هديب الحاج حمود، وزير الزراعة في حكومة عبد الكريم قاسم: ( إن عبد السلام عارف ذكر لأحد الضباط الأحرار الموجودين معه في الفوج ليلة 14 تموز 1958، بأنهم سينفذون الثورة وهناك ثلاث جماعات يجب استئصالها وهم: الأكراد، والمسيحيون والشيعة).

ولما هيمن عبد السلام عارف على السلطة، أصدر قرارات التأميم عام 1964، واستولت الحكومة على معظم التجارة ولاسيما الخارجية، وكانت القرارات هذه انتقاما من التجار الشيعة الذين تضرروا منها أكثر من غيرهم. وحتى المعامل والمؤسسات الاقتصادية مثل البنوك وغيرها التي تم تأميمها، تم طرد الإداريين الشيعة والمسيحيين، وعين مكانهم ضباط من الجيش. وألحقت تلك الإجراءات التعسفية أشد الأضرار بالاقتصاد العراقي. 

اندلعت، في عهده، الثورة الكردية في شمالي العراق، يناير 1966، وعزم على مواجهتها بالقوة المسلحة، وقرر بدء الضربة العسكرية في 15 أبريل 1966، ولكنه مات قبل ذلك بيومين؛ ففي مساء 13 أبريل 1966، كان في حفل في منطقة الأهوار، وتأخرَّ هناك إلى المساء، ثم حلقت به طائرة عمودية إلى البصرة، وانفجرت في الجو، واحترقت بكل من فيها. 

ويروى انه ذلك اليوم في 13 نيسان عام 1966 نزل بطائرته في باحة مسجد الكوفة ما سبب في استفزاز لأبناء مدينتي الكوفة والنجف الذين توجه الآلاف منهم نحو المسجد ليشهدوا انتهاك الرئيس بطائرته لقدسية بيت من بيوت الله بإنزال طائرته المروحية فيه وقيامه بتهديد المرجع الأعلى آنذاك السيد محسن الحكيم (قدس سره )إما أن يؤيد سياساته أو يقوم بترحيله خارج العراق، وأكمل رحلته نحو بلدة النشوة الواقعة في أطراف البصرة والعمارة ،وبعد تأخره حتى ساعة الغروب بسبب كثرة الشيوخ الذين توافدوا للترحيب به ظهر أن الطيار غير مدرب على قيادة الطائرة عند المساء ،وحصل ما حصل وخرج الناس يرددون هذا الهتاف (صعد لحم نزل فحم)!

آخر صور التقطها عبد السلام محمد عارف قبل سقوط طائرته

تعليقات الزوار

أفلام وثائقية
صور نادرة
مصطلحات

حرية التعبير

حق ديمقراطي يضمن حرية المواطن في التعبير عن رأيه في كافة الأمور العامة دون التعرض لأي عقاب وهو مضمون شكلياً في أكثر الدول الديمقراطية البورجوازية وإن كانت هذه الحرية في كثير من الاحيان محصورة فعلياً بالطبقات المسيطرة أو بأجهزتها المتعددة. وتتخذ حرية التعبير قوالب وإطارات عديدة مختلفة، فمن حرية القول، إلى حرية الكتابة، إلى الحرية الأدبية و ...

شاهد جميع المصطلحات