مرکز الهدف للدراسات

Hadaf Center For Studies

25 March 2018

ضعف واستضعاف بلا حدود

هذه هي حال العرب اليوم، الضعف في كل مكان وعلى جميع المستويات. ولعل أخطر أنواع الضعف انعدام الإرادة إذ يفضي إلى انعدام التوازن.

أجل، العرب اليوم في حالة انعدام الوزن والتوازن، وعندما يكونون كذلك يوفرون للأعداء والخصوم والمتربصون بهم فرصاً شتى للنيل منهم بكل الوسائل المتاحة.

هذه هي حالنا اليوم: لا حدود لضعفنا، ولا حدود لما يمكن أن يفعله أعداؤنا بنا. كنا نشكو غالب الأحيان، من أننا لا نمارس حيال أفعال الأعداء والخصوم إلا رد فعل. أصبحنا اليوم لا نمارس حتى أبسط أنواع رد الفعل. باستثناء المقاومة والمقاومين، حيث إن أميركا وإسرائيل تحاولان توصيف كل مقاومة بأنها إرهاب. وتتجاهلان الجذور والاسباب وتركزان على المظاهر والنتائج، بل تعتبران الإسلام بحد ذاته تربة خصبة للإرهاب وصانع إرهابيين، تشنان حرباً استباقية على كل ما ومن تعتبرانه إرهاباً وارهابيين، وازداد مأزق النظام العربي بدخول عوامل أجنبية سعت الى إضعاف الدور العربي، بسياسات تفتيت المنطقة، واغراقها في أزمات من داخلها ومن حولها، ممتدة من العراق وحتى إفريقيا في السودان والصومال، وتطبيق الإدارة الأميركية ما يسمى بسياسة (إعادة توزيع الوزن الإقليمي لدول المنطقة) بالمحافظة على دور وظيفي محجّم لمصر والدول العربية المركزية الأخرى، وابقائها فاقدة للقدرة على الفعل والمبادرة. فهذه هي الحكومات العربية التي يرسم الاستكبار سياساتها الداخلية والخارجية وهي فاقدة في التحكم بمصيرها ومصير شعوبها، نحن نتحدث عن حكومات ابتليت بها شعوبها فيجعلون العدو صديقاً لهم والصديق عدواً وهذا ما حدث للجمهورية الإسلامية، فرغم أنها تعدّ من أكبر الدول المدافعة عن حقوق الشعوب المظلومة لاسيما الشعب الفلسطيني، إلا أن الإدارة الأميركية واسرائيل وبمساندة بعض الحكام حاولوا أن يجعلوا من الجمهورية الإسلامية عدواً للدول العربية، ويصيروا هذا البلد الإسلامي العدو الأول للعرب، ويجعلوا الكيان الصهيوني المغتصب للأراضي العربية صديقاً لهم، فالضعف والخنوع الذي يمرّ به العرب جعلهم يثقون بأخطر أعدائهم، محاولين بكل الطرق محوا الماضي، ليفتحوا صفحة جديدة مع عدو العرب و المسلمين ألا وهو الكيان الصهيوني الذي بات لا يرضى بأقل من احتلال الأراضي وتهجير ابنائها.

 وبهذا وصف العرب الرئيس الأميركي السابق ورئيس الوزراء الإسرائيلي السابق ارييل شارون: العرب في حضيض العجز، لنفرض عليهم ما تقتضيه مصالحنا وما تتطلبه رغائبنا. فهذا هو منطق الاستكبار ومنطق أعداء العرب والمسلمين. وما زال العرب في سبات فمتى يستيقضون؟! فاليوم وكما يبدو أن غالبية حكام العرب، وكأنهم اعتمدوا، اختياراً أو اضطراً، سياسة (قوة العرب في ضعفهم)!

يجب أن نعترف بأن ضعفنا ليس في حكامنا فقط، بل هو أيضاً واقع شعوبنا. صحيح أن مسؤولية الحكام أكبر؛ لأن قدرتهم على الإنجاز أفعل، لكن الشعب له دور كبير في اتخاذ الموقف، لقد أصبحنا هدف حرب شاملة من طرف الولايات المتحدة وإسرائيل في آن واحد. غير أن ردة فعلنا على صعيدي الوعي والحركة لم ترتق بعد إلى مستوى فهم المعركة على هذا الأساس.

لقد كانت أحداث أيلول/سبتمبر مجرد مسوغ اعتمدت عليه الإدارة الأميركية لترسيخ الاستراتيجية، التي تبنتها منذ البداية، وهي شن حرب شاملة ضد المسلمين، وهي ما صرح عنها الرئيس الأميركي السابق جورج بوش بأنها حرب صليبية. فمتى يفهم العرب إسلامهم بمنطق الحرية والكرامة، ويختارون حكامهم بمنطق الشورى والديمقراطية، ويكتسبون الحداثة بمنطق العلم واستجلاب المنفعة، ويؤمنون بالله بغير نفاق ويعملون لمصلحة شعوبهم. 

اعداد: طالب معلان

تعليقات الزوار

أفلام وثائقية
صور نادرة
مصطلحات

التزام دولي

هو الواجب الملقى على عاتق كل دولة تجاه بقية الدول، والمسؤولية الدولية الناتجة عن المعاهدات والاتفاقات أو الارتباطات الدولية. في حال إخلال الدولة بالتزاماتها الدولية تتحمل مسؤولية أدبية أو قانونية كما أن كل عمل غير مشروع من جانب الدولة نتيجة اخلالها باحدى واجباتها القانونية يسبب ضرراً مادياً أو معنوياً للغير تلتزم باصلاحه. ...

شاهد جميع المصطلحات