مرکز الهدف للدراسات

Hadaf Center For Studies

12 March 2018

أميركا وسياسة الهيمنة

إن المنهج الغربي في التعامل مع دول العالم الثالث والشعوب الإسلامية هو منهج الاستكبار والاستعلاء؛ لأن العقلية الحاكمة لذهنية الغرب هي ذهنية وعقلية الهيمنة والاحتلال والبطش، خصوصاً بعد التطور التكنلوجي والتسليحي لهذه الدول الغربية.

قال الرئيس الأميركي السابق بيل كلنتون رداً على من يعتقدون بأن الإدارة الأميركية تتدخل أكثر من اللازم في الشؤون الداخلية للبلدان الأخرى: إننا نتدخل في الشؤون الداخلية للبلدان الأخرى  حفاظاًعلى المصالح الأميركية!

 فهم يعلنون بكل صراحة عن طبيعتهم السلطوية وحبهم لفرض السيطرة على الآخرين، إن كل ما يهمهم هو مصلحة بلدهم لا غير، وهم يتدخلون في الشؤون الداخلية للبلدان الأخرى من أجل تحقيق ذلك، ويعتبرون هذا حقاً لهم! وكل من يقف لمواجهة مطالبهم اللامشروعة، كالجمهورية الإسلامية في ايران، يعتبرونه عدواً لهم!

إن ما تعكف الإرادة الأميركية على القيام به الآن هو نفس ما دأب المستعمرون على القيام به في القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، فلقد كانت الحكومات الأوربية تقول آنذاك أيضاً  أن لها مصالح في تلك البلدان، ثم جاءت الحكومة الأميركية لتكرر نفس هذا الكلام اليوم، كما صرحت به في السابق: إننا نتدخل في الشؤون الداخلية للبلدان الأخرى؛لأن مصالحنا تقتضي ذلك.

إن الحكومة الأميركية لم تعد قانعة اليوم بإدارة شؤون بلادها طبقاً لرغبة الشعب وإرادته، بل إنها تطمح إلى بسط نفوذها على كل منطقة تتمتع بموقع جغرافي حساس في العالم، وتطمح في السيطرة على مصادر المياه المهمة. فالهيمنة الأميركية لا يحدها حدود ولا زمان، والمهم عندهم السيطرة على مقدرات الشعوب ونهب ثرواتهم، وهم يحاولون ازالة كل من يقف امامهم وكل من يعرقل الهيمنة الأمريكية بكل الطرق سواءً عسكرياً أو اقتصادياً أو بالطرق التي تتخذ في الوقت الحاضر كظاهرة الإرهاب، فهم لا يهمهم شيء من مصالح العالم الا المصلحة الأميركية؛ يضعون  انظمة منعزلة عن شعوبها لتكون تحت النفوذ الصهيو أميركي.

 فالولايات الأميركية ومنذ نشوئها تطمح الى نهب ثروات الشعوب، وهذا ما جعل الإمبريالية الأميركية تصمد في مواجهة العواصف الإقتصادية التي عصفت بها،  ولولا خنوع  حكام دول البترول لما صمدت هذه الإمبريالية وأنهارت في وقت مبكر، والسياسة الأميركية مبتنية على تخويف دول البترول لشراء السلاح الأميركي، حتى يتم سد عجز الميزانية الأميركية.

ومن جهة أخرى فإن أميركا تنهب ثروات بعض الشعوب وتهبها لحكام قد استسلموا للسياسة الأميركية على شكل مساعدة، وهذا ما حدث للسلطة الفلسطينية فإن اميركا تقدم مساعدة لهذه السلطة سنوياً وحينما اعترفت اميركا بالقدس كعاصمة للكيان الصهيوني والسلطة الفلسطينية خالفت هذا القرار الأميركي، فالرد الأميركي كان تهديدها بقطع المساعدات لهذه السلطة.

إن أميركا اليوم هي مظهر للحكومة المتسلطة،أي إن كل ما يتعرض له العالم من ويلات جراء الأنظمة السلطوية، فإن أميركا تتحمل الجزء الأكبر من وزره، إذ إن معنى النظام السلطوي هو أن ترى الحكومة الأميركية لنفسها الحق في التواجد الواسع والعسكري في أي منطقة من العالم، لتحقيق مصالحها الخاصة – حتى لو كانت مصالح غير مشروعة ومخالفة للمعاهدات الدولية – وقمع كل من يقف بوجه هذه المصالح،وهي تقدم على عمل ذلك في الخفاء أحياناً،وأحياناً أخرى بكل صراحة ووضوح، حيث يصرح المسؤولون الأمريكيون بأن تلك المنظمة أو الحكومة أو الدولة تقف عائقاً أمام مصالحنا! وهو ما يعطي الحق لأميركا لقمع هذه المنظمة أوهذا الشخص أو تلك الحكومة أو ذلك الشعب حيثما كان، فهذا هو النظام السلطوي، أي قانون الغاب والنظام اللاإنساني المناقض للفطرة الإنسانية.

لذا نحن الشعوب الإسلامية وتحديداً الشعب العراقي بأمس الحاجة إلى تعرف المنهج الذي حدده ولي أمر المسلمين، في كشف المخططات الأميركية، والاحتلال القائم على الهيمنة وكيفية التعامل معه؛ ليكون السبيل السوي والواضح المعالم للتعامل مع هذا المشروع وليس هو إلا المقاومة. 

كتاب: الإمام الخامنئي ورؤيته للخطر الأميركي 

إعداد: طالب معلان العلوي

تعليقات الزوار

أفلام وثائقية
صور نادرة
مصطلحات

أسرى الحرب

هم الذين يقبض عليهم من قبل العدو في حالة الحرب، ويكونون عادة من أفراد القوات المسلحة النظامية، أو الأفراد الذين يرافقون القوات المسلحة في مهمات معينة، كملاحي الطائرات والبواخر والمراسلين الحربيين، أو أفراد الميليشيا وأفراد الوحدات المتطوعة، أو سكان الأراضي غير المحتلة، الذين يحملون السلاح باختيارهم لمقاومة العدو عند مداهمة لأرضهم، شرط أن ...

شاهد جميع المصطلحات