مرکز الهدف للدراسات

Hadaf Center For Studies

12 March 2018

طالب النقيب

أسرة النقيب عريقة في البصرة، إذ تمتد جذورها في حدود النصف الثاني من القرن التاسع عشر، حيث نزح الجد الأعلى للاسرة من مدينة مندلي الى البصرة خلال الاعوام ( 1811 ـ 1814 )، وينحدر طالب النقيب من اسرة ميسورة الحال، فوالده رجب النقيب من اشراف البصرة وأعيانها.واتصفت شخصيته بالنزعة البطولية والشجاعة والجرأة في المواقف الصعبة،حتى كان غالبية سكان البصرة يهابونه، بل حتى الولاة الذين تعاقبوا على مدينة البصرة كانوا يخشون بأسه وينصاعون لاسترضائه،حتى وصفه الكاتب الانكليزي ايرلاند بـ(روبن هود العراق (. ولم يقتصر نفوذ النقيب على البصرة فقط بل تعداه ليشمل الكويت والبحرين.

أسس طالب النقيب فرعاً لحزب الحرية والائتلاف المعارض لحزب  الاتحاد والترقي في 6  اب 1911،واصبحت جريدة الدستور لسان حال الحزب وصدرت في 9 كانون الثاني 1912.

حصل النقيب من خلال حزبه على مقعدين في الانتخابات  البرلمانية التي أُجريت عام 1911-1912 وشغل هو أحدهما،واصبح عضواً في مجلس المبعوثان في الاستانة.

 تأثر النقيب بالنظام اللامركزي في الحكم بعد ان احتك بالاندية السياسية والجمعيات الادبية العربية،مما دفعه الى إلغاء فرع حزب الحرية والائتلاف في البصرة وتشكيل (جمعية البصرة الاصلاحية) ذات النهج الاصلاحي والتي طالبت بتشكيل مجالس محلية للولايات ومنها البصرة، فكانت تلك الخطوة اول مطالبة في الحكم الذاتي في العراق،الامر الذي ادى الى دخول النقيب في خلاف مع الاتحاديين.

وبعد فوزه بست مقاعد في مجلس المبعوثان عام 1914، طالب بحقوق العرب في الحكم والمساهمة في الوظائف العامة ونظام لا مركزي في ادارة شؤونهم ومتابعة قضاياهم.

وعند دخول القوات البريطانية الى البصرة عام 1914 ابان الحرب العالمية الاولى،اعتقل النقيب ونفي الى جزيرة بومباي نظرا لمعارضته للاحتلال الانكليزي،اذ قضى في منفاه خمس سنوات، عاد بعدها الى البصرة فتزامنت مع عودته اندلاع ثورة العشرين في العراق.

بعد تشكيل الحكومة العراقية المؤقتة برئاسة عبد الرحمن الكيلاني اصبح النقيب وزيرا للداخلية،وعهد اليه كذلك بتسوية الامور وتصفية النفوس بين آل الشريف وآل سعود، بحكم مكانته القبلية الكبيرة التي كان يتمتع بها.

 في ذلك الوقت ظهر نوع من الامتعاض جراء سياسة وزير الداخلية الجديد، ولاسيما من اهالي بغداد، اذ كان لشخصيته القوية وحدة المزاج دور في تولد ذلك الشعور،حتى انه صرح اكثر من مرة بان عمل وزير الداخلية يشبه عمل الجراح،لا يستطيع ان يبلغ درجة الاتفان الا بعد ان يكثر عدد ضحاياه.

  أدت تلك السياسة ناهيك عن السمعة التي ارتبطت بشخصية النقيب المتسمة بالقوة والقساوة،الى استبعاده عن العرش العراقي عند ترشيحه بعد انتهاء مهام الحكومة المؤقتة والدعوة الى انشاء حكم وطني.

حاول النقيب استمالة العشائر الى جانبه وقام بجولة انتخابية في جنوب العراق والفرات الاوسط،الامر الذي دفع بالانكليز الى الاتفاق على ضرورة ابعاده عن الميدان السياسي ونفيه الى جزيرة سيلان وذلك لأن مصالحهم في ذلك الوقت تقتضي ابعاده عن البصرة والعراق.

 بعد ذلك عاد النقيب الى العراق بعد ان قضى فترة ليست بالقصيرة في منفاه بعد ان اختير فيصل ملكاً على العراق والذي اعتلى العرش في 23 اب 1921 وتعيين الضابط البريطاني( برسي كوكس ) حاكماً سياسياً للعراق، عندها تحطمت آمال طالب النقيب وتلاشت احلامه فقد كانت طموحاته بأن يكون والياً للبصرة أو حاكماً للعراق فقرر اعتزال السياسة والاستقرار في داره في البصرة،واخذ يدير املاكه الخاصة والاهتمام بامور السياسة دون التدخل فيها، ونظراً لاعتلال صحته التي أخذت بالتدهور التدريجي فقد وافته المنية في 16 حزيران 1929، تاركاً وراءه تاريخا حافلاً بالاحداث والمواقف والمشاكل التي اثيرت ضده والتي تجلّت بإبعاده المستمر عن أرض الوطن لأن وجوده كان يشكّل قلقاً كبيراً للبريطانيين ومصالحهم.

باسم الانصاري

تعليقات الزوار

أفلام وثائقية
صور نادرة
مصطلحات

الاستيزار

تعبير يطلق على التيارات السياسية الإصلاحية المتهافتة على المناصب الوزارية والتي تبرر ذلك بضرورة العمل من داخل الحكم لتحقيق اهدافها المرسومة. ...

شاهد جميع المصطلحات