مرکز الهدف للدراسات
Hadaf Center For Studies
Hadaf Center For Studies
الولادة والنشأة:
يعتبر جمال الدين واسمه محمد بن صَفْدَر (أو صَفْتَر) بن علي الحسيني فيلسوف، ومصلح، وثائر، وأحد كبار رجال الفكر والسياسة، بالاضافة الى اشتهاره بانه من دعاة الوحدة الإسلامية.
وكانت ولادته عام 1254م في بلدة أسعد آباد في أفغانستان وتعتبر عشيرته من أكبر العشائر وأجلها محلاً في تلك البلدة.
وعاش جمال الدين السنين الأولى من طفولته وشبابه في أفغانستان، فدرس فيها العربية، وعلوم الشريعة. ومن نبوغه انه حفظ القرآن الكريم في العاشرة من عمره، وبعدها قام بدراسة العلوم العقلية والتاريخ.
وسافر بعد ذلك إلى الهند ومكث فيها أكثر من سنة راجع خلالها العلوم الرياضية، ثم سافر لاداء مراسم الحج إلى مكة عام 1857م.
وبعد عودته من الحج دخل في خدمة (دُوسْت محمد خان) وهو أمير أفغانستان ، كما كان من خلصاء (محمد أعظم) وزير الدولة، ووزر له مدة قصيرة، وحين دالت دولته رحل الأفغاني عام 1869 من أفغانستان متوجهاً إلى الهند، وأقام فيها مدة قصيرة. ثم قصد مصر وأقام فيها أربعين يوماً اتصل خلالها بالأوساط الأزهرية، وألقى دروساً خاصة في الشريعة الإسلامية والفلسفة. ثم رحل إلى اصطنبول عام 1870 فاستقبل استقبالاً كبيراً، وعُيِّن في مجلس التعليم، ودُعي إلى إلقاء محاضرات في مسجد (أياصوفيا) ومسجد (الأحمدية)،فحقد عليه أعداؤه لازدياد شهرته ونفوذه، واتهموه بالدعوة إلى آراء هدامة ومنحرفة. فغادر الأفغاني اصطنبول متوجهاً إلى القاهرة. فتلقاه العلماء والمثقفون بالحفاوة،وأجرت له الحكومة المصرية مرتباً شهرياً بسيطاً.
مسيرته العلمية:
وبعد ذلك انصرف الأفغاني في مصر إلى قراءة كتب العلم والتوحيد والفلسفة والأصول والفقه وغيرها، فحضر دروسه الكثير من الطلاب. وكان يبث في طلابه ومريديه روح الحرية في الفكر والسياسة، وقد تخرج على يده نخبة اخذت دورها في ريادة العلم والسياسة كمحمد عبده ورفاعة الطهطاوي وسعد زغلول وغيرهم.
زار الأفغاني لندن عام 1883 وأقام فيها حيناً،ثم غادرها متجهاً إلى باريس، فمكث فيها مدة بصحبة صديقه وتلميذه محمد عبده وحرّرا معاً صحيفة (العروة الوثقى) ، وأسهم الأفغاني في إنشاء مجلة (ضياء الخافقين) التي كانت تصدر باللغتين العربية والإنكليزية، ونشر فيها الكثير من البحوث والمقالات. ثم استدعاه الحاكم القاجاري الشاه ناصر الدين إلى طهران وأسند إليه المناصب السياسية العليا، ولكن سرعان ما غضب عليه ونفاه إلى خانقين عام 1891م لآرائه الجريئة المناهضة للاستبداد والاستعمار ولإسهامه في تأميم التبغ في إيران.
ودعاه السلطان عبد الحميد إلى القسطنطينية وأكرمه ولكنه لقي العذاب بعد ذلك من زبانية السلطان ودسائسهم.
الوفاة:
اخذت أحواله تزداد سوءاً حتى داهمه مرض السرطان الذي لم يمهله طويلاً ليتوفى في عام 1897م. وقيل إن أبا الهدى الصيادي وكان من علماء الدين البارزين في أواخر عهد الدولة العثمانية حيث تولّى فيها منصب (شيخ مشايخ الدولة العثمانية) في زمن السلطان عبد الحميد قد حرّض عليه من دس له السم.
افكاره وآرءه:
كان للأفغاني آراؤه الجريئة في الدين والسياسة. أما عن الدين فمذهب الأفغاني هو مذهب الإسلام عامة. وكان ينظر إلى كل من يؤمنون بالإسلام ونبوة محمد (ص)على انهم أبناء مذهب واحد سواء أكانوا سنة أم شيعة. وكان يرفض التعصب المذهبي ويستنكر انقسام الأمة الإسلامية إلى سنة وشيعة، ويؤمن بالجامعة الإسلامية التي تضم في قلبها كل المسلمين.
وكان يرى في الاستعمار انه تسلّط دول وشعوب قوية على شعوب جاهلة ضعيفة منقسمة على نفسها، غنية بثرواتها ومعادنها وخصب تربتها، ولذلك فقد حاربه ونذر حياته لمطاردة نفوذه في كل مكان. وآمن بحرية الشعوب كما حارب الاستبداد والحكام الطغاة المتآمرين مع الاستعمار.
وهو أول من أنشأ تنظيماً سياسياً وطنياً مصرياً في العصر الحديث، وهو الحزب الوطني الذي ظهر نشاطه العلني سنة 1879. وكان الأفغاني يدعو من خلاله إلى قيام حكم دستوري نيابي وطني في مصر. وآمن بالديمقراطية ورأى أنه لا قيمة لمجلس نيابي إلا إذا كان معبراً عن إرادة الشعب،والحرية تؤخذ ولا تعطى.
رفضه للاستعمار:
دعا الأفغاني إلى المقاومة الشعبية مبيناً دورها المهم في مصارعة الاستعمار وفي إحراز النصر. وكان يفضّلها على الحرب النظامية التي تنهزم الجيوش فيها بانهزام قياداتها.مثال ذلك الحرب الوطنية الشعبية التي خاضها الشعب الأفغاني مجابهاً ستمائة ألف من قوات الإنكليز، فانتصر عليها بعد مدة وجيزة من الاحتلال.
أما عن التنظيم السري فقد نظم الأفغاني جمعية العروة الوثقى، وهي تنظيم سري سياسي فكري ثوري مهمته مواصلة النضال لمحاربة الاستعمار الإنكليزي. وامتازت هذه الجمعية بخبرة عالية في التنظيم، وفي علاقة القيادة بالقاعدة، وواجبات الأعضاء، وفي النظام المالي. وكان لها مجلة تحمل اسمها، غير أنه لم يصدر منها إلا ثمانية عشر عدداً في ثمانية شهور لأن الإنكليز أوقفوا صدورها.
عاش الأفغاني مأساة الحرب والزحف الاستعماري في عصره ، وآمن بالسلام العالمي ودعا إليه. وكان يستنكر الحرب ويعدها من أقبح ما عمله الإنسان في الأرض. ونادى بسيادة السلام وانتصار الأمن الإنساني على الحروب وويلاتها، ويرى في هذا الأمن المقياس الدقيق والصادق للعلم والحضارة.
مؤلفاته:
وللأفغاني العديد من المؤلفات من بينها: رسالة في الرد على الدهريين.وتتمة البيان، وهي رسالة في تاريخ الأفغان، والمقالات التي كانت تنشر في مجلة (العروة الوثقى). وقد جمعت آثاره، وطبعت في القاهرة سنة 1968م. وأقيمت على الأفغاني دراسات.
باسم الانصاري
مفهوم اقتصادي يصف العلاقة بين المنتج وصاحب رأس المال،وجاء في نظرية الاقتصادي الانكليزي ريكاردو أن القيمة الاقتصادية للسلع إنما تعود إلى مقدار العمل المبذول في انتاجها ولكن ماركس اضاف إلى هذا العنصر انه لكي يتسنى انتاج القيمة يجب أن يكون العمل ضرورياً من الوجهة الاجتماعية. على أن صاحب العمل لا يدفع للعامل أكثر مما يلزم لإبقاء هذا الأخير عل ...
شاهد جميع المصطلحات
تعليقات الزوار