مرکز الهدف للدراسات

Hadaf Center For Studies

01 March 2018

أميركا والإرهاب

المراقب للتاريخ الأميركي تصدمه وقائع الطريقة التي تتعامل بها الإدارة الأميركية مع شعوب العالم الأخرى، بل مع الشعب الأميركي نفسه، والسبب هو أن الولايات المتحدة الأميركية تشكلت بعد اكتشافها من عناصر انكلوسكسونية كان الغالب عليها العرق البريطاني الأبيض الذي يشمل الإنجليز واليهود الغربيين، ورافقت حملات الإرهاب والإبادة ضد الهنود الحمر حملات الإسترقاق من افريقيا، والتي كان أهم تجارها من البروتستانت واليهود، وجميع الوثائق التاريخية تشير إلى ذلك دون مواربة أو تعصب أو اتهام، فلغة  الإرهاب  هي ملازمة ومتشعبة في نفوس جلساء البيت الأبيض إذاً فلغة أميركا السياسية والعسكرية والتاريخية واحدة هي: محاربة الشر و الخوف على أمن أميركا... حتى لو كانت الحرب مع بلد مستضعف مثل لاوس أو العراق، فإن سياسة الكذب وقلب الوقائع والحقائق، هي سياسة متبعة هناك تديرها عقول صهيونية ودينية يمينية متطرفة لإيجاد الذرائع وحشد المبررات لإجتياح المنطقة وتخريب هويتها..

وإن لإسرائيل اليد الطولى في نسيج خيوط عناكب الكذب.

إن أغلب الأدبيات الغربية الصحفية والأكاديمية لا تميز بين حركات التحرر والأعمال الإرهابية ، بين إرهاب الدولة كحالة إسرائيل والولايات المتحدة، وبين كفاح الشعوب المستضعفة ودفاعها عن ماضيها وحاضرها ومستقبلها.

وما يؤكد ذلك المفهوم الغربي الخاطيء، ما كتبه (روبرت كوبر)مستشار رئيس الوزراء البريطاني للشؤون الخارجية تحت عنوان ((اعادة تنظيم العالم))مبرراً ارهاب الدولة بقوله: أن التحديات التي تواجه الدول ما بعد المتقدمة تجعلها تستعمل فكرة ازدواجية المعايير، وتتعامل تلك الدول فيما بينها وفق نظم القوانين الأمنية لكن عندما يتم التعامل مع أكثر الدول تأخراً خارج دائرة الدول فوق المتقدمة، تكون الحاجة إلى التحول إلى الوسائل القاسية للعصور الأولى عبر القوة والهجوم المباغت والخداع، وبكل ما هو ضروري للتعامل مع أولئك الذين يعيشون في عالم القرن التاسع عشر... إننا فيما بيننا نتمسك بالقانون، لكن عندما نعمل في غابة يجب علينا استعمال قوانين الغاب.

وهذا هو منطق الإرهاب الأميركي التي تقوده الآن الإدارة الأميركية ضد العالم تحت شعارات مختلفة وبإلهامات شيطانية متعددة. يعتقد معظم الباحثين أن ما يسمى التوراة أو العهد القديم هو عصب العنصرية والتعصب والإرهاب الصهيوني بشقيه اليهودي والمسيحي. فالعهد القديم يذخر بأيديولوجية الحرب والإبادة والسحق والإرهاب، والحرب لا تذكر في العهد القديم كحالة دفاعية بل هي النموذج الواضح للإرهاب الحقيقي، من خلال الدعوة لسحق الشعوب وامتلاك أراضي الغير والسيطرة على مقدرتها، والتحكم بها، والتي تدفع اليهود بالإيمان أنهم شعب الله المختار والآخرين هم مخلوقات خلقهم الله على هيئة بشر ليليق بهم خدمة بني إسرائيل. إن منطق الاستعمار دفع أعظم دولة في العالم لتمارس الإرهاب الدولي لتحقيق مآرب سياسية وسيطرة دولية تحقيقاً لما يسمى نبوءات توراتية، وبث الرعب والفوضى في العالم. وعندما نصف ما تقوم به الولايات المتحدة اليوم بالإرهاب فإننا لا نقول ذلك جزافاًبل نستند على التعريف الأميركي ذاته للإرهاب، بحيث يعرف على أنه: الاستعمال المحسوب للعنف أو التهديد بالعنف للوصول إلى أهداف ذات طابع سياسي أو ديني أو أيديولوجي وهذا ما حصل في العراق وافغانستان و... وسابقاً ما حصل من حروب طاحنة أدت الى ابادات  جماعية بحق شعوب العالم من فيتنام الى كوريا وهيروشيما اليابانية وبتواطؤأميركا قتل الملايين في مجازر عديدة في فلسطين ولبنان وسوريا والعراق و... بالأسلحة الأميركية الفتاكة.

فقد ذكر الكاتب البريطاني (جورجمونبيوت) في جريدة الجارديان البريطانية في عددها الصادر في 30/10/2001 أنه يوجد في مدينة فورت بينينج بولاية جورجيا معهد خاص لتدريب الإرهابيين يطلق عليه (ويسترن هميسفر) للتعاون الأمني وتموله الحكومة الأميركية، مشيراً إلى أن ضحايا هذا المعهد يفوق قتلى انفجارات 11سبتمبروتفجير السفارتين الاميركيتين في افريقيا، وكان يطلق على هذا المعهد مدرسة الامريكيين ومن عام 1946م حتى عام 2000 قام هذا المعهد بتدريب أكثر من 60 الف جندي وشرطي من امريكا الجنوبية متهمين بأعمال التعذيب والإرهاب في بلادهم. ولا يسعنا المجال لذكر المنظمات الإرهابية  التي تعمل في الولايات المتحدة وبدعم مباشر من الساسة الأميركيين، فالحكومة الأميركية فاسدة وتتألف من مجموعة من اللصوص، مجموعة خائنة باعت نفسها للصهاينة.

 إعداد: طالب العلوي

تعليقات الزوار

أفلام وثائقية
صور نادرة
مصطلحات

المساواة المطلقة

وهي نوع متطرف من المساواة بين الأفراد نادى بها بعض المصلحين الاجتماعيين لاسيما في صفوف الاشتراكيين الطوباويين، والشيوعيين والثوريين المتطرفين. إلا أن الماركسية بشكل عام ترفض المساواة المطلقة لأنها غير عملية ومضرة بالمجتمع. وقد نبذها ستالين ونعتها بأنها (انحراف بورجوازي صغير) في خطابه عام 1931 وجرى نقاش للمبدأ في الصين بشكل واسع لاسيما ابا ...

شاهد جميع المصطلحات