مرکز الهدف للدراسات

Hadaf Center For Studies

26 February 2018

العلاقات الصهيونية العربية من السر الى العلن

لقد كانت تتناهى إلى أسماعنا تسريبات خجولة من هنا وهناك، لكنها لم تكن مرفقة بأدلة وشواهد، حتى بات البعض يشكك في صحتها، وأحياناً يستخدمها سلاحاً مضاداً، إذ يعتبر الحديث عنها نوع من الدس والتآمر، ولا تخدم إلا الأعداء، وهدفها خلق الفتن وإثارة النعرات كان الغرب يقرأنا جيداً من خلال الحوار البعيد عن الأضواء، داخل الأقبية، وفي الدهاليز السرية. ولأنه كذلك، فقد عرف كيف يتعامل مع المنطقة، كان يضغط ويتجاهل، ويأمر ويقتحم كما يشاء، وهو على يقين من أن الساحة ستكون خالية من التحدي والمواجهات العنيفة، لأن الشعوب في مثل هذا الوضع، كانت إما مقهورة أو مضللة، وفي كلا الحالتين كانت السيادة لخط سياسي واحد، لذلك احتل الاستعمار والى جانبه الحركة الصهيونية أجزاء من الأرض، كما احتلوا أجزاء من العقل، وهم حالياً يراهنون على احتلال المستقبل والأحلام، ولولا انتفاضة شعب فلسطين في الأرض المحتلة والمقاومة الإسلامية والوطنية في جنوب لبنان وفي البقاع الغربي، لكانت النتائج السلبية أسرع بكثير مما كنا نتوقع.

إن المفاوضات العلنية، التي أثمرت كامب ديفيد في عهد الرئيس المصري أنور السادات، ومفاوضات مدريد - واشنطن، التي أثمرت اتفاق غزة - أريحا أولاً وبقية تفاصيل التسوية، هذه المفاوضات لم يكن لها لتستمر وتنجح، لولا عهود من الاتصالات والجلسات السرية، ومن خلال هذه المتابعة نستطيع أن نقول باختصار، إنه من أبرز الأسباب التي أدت إلى تكريس الكيان الصهيوني في قلب الوطن العربي، وإطلاق العنان ليده ولسانه وأذرعه السياسية والاقتصادية والأمنية والثقافية والإعلامية، على كل الجبهات، هو مسار هذه المحادثات السرية الطويلة.فهناك اتصالات ولقاءات اجريت مع العديد من قادة العرب ومن ابرز هذه اللقاءات المرحلة الممتدة بين العامين 1918و1919 لقاءين تمّا بين وايزمن والملك فيصل، أحدهما كان في العقبة والآخر في لندن برعاية (لورانس العرب) الذي كان يعمل لصالح الحركة الصهيونية، ومنتدباً من قبل الحكومة البريطانية لهذه الغاية. 

والمحادثات السرية التي دارت بين الملك حسين ملك الأردن والعلاقات التي يجهر بها مع الصهاينة، وعلاقات الملك الحسن الثاني والصهاينة التي امتدت ما بين 1961و1993والتي مهدت لاجتماعات عربية أخرى وصهيونية، فتحت الباب واسعاً أمام عقد صفقة كامب ديفيد بين الرئيس المصري انور السادات ورئيس الحكومة الإسرائيلية مناحيم بيغن برعاية الرئيس الأميركي جيمي كارتر. ولقاء الملك عبد الله السرية بزعماء الحركة الصهيونية، وما دار خلالها من احاديث واتفاقات، وهي تكشف الخلفية السياسية والشخصية للملك عبد الله ونظرة الصهاينة للأمة العربية ولمخططاتها في فلسطين، وأساليب تعاملها مع زعماء العرب وهناك الكثير من اللقاءات والإتصالات التي اجريت مع عدد من زعماء مصر من بينهم أنور السادات وحسني مبارك والعلاقات العلنية التي تجريها مصر مع الصهاينة من بينها فتح السفارة الصهيونية في القاهرة واتصالات على قدم وساق بين عدد من زعماء العرب لايسعنا ذكرها هنا.

وتكشف لنا الوثائق السرية، التي أفرجت عنها الخارجية الأميركية في العام 1979، وتبين الدور الأميركي بعد البريطاني، في تأمين السلام للكيان الصهيوني، وفرض إرادة الاحتلال على العرب، وقد جربت أميركا عبر سفرائها ووزرائها المتجولين إقامة صلح منفرد بين مصر والكيان الصهيوني أولاً، كخطوة أولى، تتبعها البلدان العربية بعد ذلك، وهذا ما حدث في أيامنا هذه بالضبط، مما يؤكد أن النهج الأميركي لم يتغير قط، رغم مرور عشرات السنين والأحداث عليه. فاليوم على خلاف ما يدور في السابق إذ كان هناك شيء من الخجل في اعلان هذه العلاقات، أما اليوم فقد أصبحت الدول العربية أو لنقول حكام العرب يتجاهرون ويتسابقون في مد اليد للكيان الصهيوني، وهذا ما تريده اميركا من فرض الهيمنة الصهيونية على المنطقة واخضاع العرب للسلام الداني.

طالب معلان العلوي

تعليقات الزوار

أفلام وثائقية
صور نادرة
مصطلحات

بروليتاريا

مصطلح سياسي يُطلق على طبقة العمّال الأُجَراء الذين يشتغلون في الإنتاج الصناعي ومصدر دخلهم هو بيع ما يملكون من قوّة العمل، وبهذا فهم يبيعون أنفسهم كأي سلعة تجارية. وهذه الطبقة تعاني من الفقر نتيجة الإستغلال الرأسمالي لها، ولأنّها هي التي تتأثّر من غيرها بحالات الكساد والأزمات الدورية، وتتحمّل هذه الطبقة جميع أعباء المجتمع دون التمتّع بمميّ ...

شاهد جميع المصطلحات