مرکز الهدف للدراسات
Hadaf Center For Studies
Hadaf Center For Studies
تشكل الولايات المتحدة الآن معضلة للعالم، ولو ان الولايات المتحدة الأمريكية كانت في الماضي تتخوف من اتخاذ سياسات متهورة مع وجود الاتحاد السوفياتي.
ومع انهيار الاتحاد السوفياتي 1989م وانتهاء الحرب الباردة، توجه النظام الدولي إلى حالة وحدانية القطب: أمريكا وقد أخذ القادة الأمريكيون مع حالة الفوضى السياسية والانهيار الاقتصادي المريع اللذين استبدا بروسيا، أكبر ورثة "الامبراطورية السوفياتية" ينزعون الى التفرد في حكم العالم. و هذا التحول الأمريكي اللا ديمقراطي في السياسة الخارجية أوحى بوجود نزعة واضحة للتصرف على الساحة الدولية وكأن أمريكا حاكم أوحد مستبد، وجعل حلفاؤها، حتى الكبار منهم، يشعرون بأنهم أتباع محكومون، أو على الأقل رعية من الدرجة الثانية ، وصار الهدف الاستراتيجي للولايات المتحدة السيطرة السياسية على الموارد العالمية، فالنزعة الإمبريالية هي جزء لا يتجزء من سياسة الولايات المتحدة ولكن درجتها تختلف من رئيس الى آخر، فجميع رؤساء الولايات المتحدة تسيطر عليهم النزعة الامبريالية ، ولكن ترامب يختلف عن اقرانه من الرؤساء فمنذ اللحظة الأولى لطرح اسمه مرشحاً لرئاسة الولايات المتحدة الأمريكية، بدا واضحاً أن دونالد ترامب شخص غير نمطي في سياساته وقراراته ، ترجم ذلك خلال حملته الانتخابية التي تحدث فيها عن سياساته الداخلية والخارجية حال فوزه برئاسة الولايات المتحدة ..وبعد فوزه لم يخالف ترامب التوقعات أو يبتعد عن تعهداته التي ساقها خلال حملته، فاتخذ قرارات مختلفة كلياً عن سابقيه، بخاصة باراك أوباما، وبدت في ما مضى من عهده سياسة انعزالية للولايات المتحدة أقرّت من خلالها مبدأ((مشاركة الأعباء))في ما يتعلق بعلاقاتها والتزاماتها الخارجية. سلسلة من القرارات التي اتخذها ترامب عززت حالة الجدل الدائرة بشأن السياسات الخارجية الأمريكية وانعكاساتها على علاقات واشنطن الخارجية. ويرى بعض المحللين ان تلك القرارات تضع التحالفات الأمريكية على المحك في ضل حالة من عدم الثقة وحالة من الريبة في تلك السياسات وما يمكن أن يتخذه ترامب مستقبلاً من قرارات غير متوقعة.
القرارات الأخيرة التي اتخذها ترامب جعلت الولايات المتحدة في عزلة سياسية دولية وخاصة في ما يتعلق بالقدس المحتلة والجولان السوري المحتل فالسياسات التي اتخذتها الادارة الامريكية وخاصة في الآونة الأخيرة سياسات متهورة وتظهر أن الولايات المتحدة الأمريكية دولة غير موثوق بها كما صرح بها قائد الثورة الاسلامية في ايران، واما بالنسبة للقرار الأخير الذي اتخذه ترامب في ما يتعلق بالحرس الثوري الإيراني وجعله في القائمة السوداء للمجموعات الإرهابية هو قرار خاطئ يظهر الهزيمة التي نالتها امريكا من الحرس الثوري في تصديه للإرهاب الأمريكي الذي يعصف بالمنطقة فالهزيمة التي تكبدتها المجموعات المسلحة الإرهابية المدعومة امريكيا واقليميا من بعض عملاء امريكا جعلت الإدارة الأمريكية منزعجة من الحرس الثوري واقل ما يمكنها ان تفعله تجاه الحرس هو ادراجه ضمن المجموعات الإرهابية، من جانبه قال محمد جواد ظريف وزير الخارجية الايراني : اذا لم يقف الحرس الثوري الإيراني الى جانب الشعب العراقي والشعب السوري لاحتل داعش عواصم هذه البلدان وجيش جيوشاً لغزو اوربا، فيمكن ان نحمل كلام ظريف على انه موجه لأوربا، والانتصار على داعش هو فقط بفضل جهود الحرس الذي تصدى للإرهاب. فيمكن لهذه الدول ان تراجع موقفها من الجمهورية الإسلامية وكيف يمكن لهذه الدول ان تفصل الجمهورية الاسلامية عن محاربة الإرهاب وكيف يمكنها ان تحاربه بمعزل عنها.
طالب معلان
سياسة اميركية إزاء الاتحاد السوفييتي اقترحها رئيس قسم التخطيط السياسي في وزارة الخارجية الأميركية جورج كينان في مقالة كتبها بتوقيع مستعار في مجلة (فورين افيرز) الأميركية في تموز 1947، ترتكز إلى فكرة ضرب حصار طويل الأمد وسياسة حازمة لترويض الاتحاد السوفيتي و(احتواء سياسته التوسعية) ـ حسب تعبير كينان ـ انطلاقاً من فرضية ديمومة عداء القيادة ...
شاهد جميع المصطلحات
تعليقات الزوار