لماذا صنّفت أمريكا حرس الثورة الاسلامية كمنظّمة إرهابية؟

لم يكن غريباً او مفاجئاً أن يعلن الرئيس الأميركي ترامب في 8 نيسان 2019 بأن الولايات المتحدة صنّفت حرس الثورة الاسلامية في ايران كمنظمة إرهابية، وانه أدرج بما اسماه بالقائمة السوداء الأمريکیة الخاصة بالمنظمات الإرهابية، وأكد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إن القرار سيدخل حيز التنفيذ خلال أسبوع. 

ان صدور هذا القرار يظهر مدى انزعاج امريكا من الدور الكبير والمؤثر الذي يقوم به الحرس وقدرته في حفظ نظام الجمهورية الاسلامية، وكذلك وقوفه مع الشعوب المستضعفة منذ تأسيسه عام 1979م بأمر من الامام الخميني الراحل(قده)،وتكليفه بالمهام الجسام في داخل الجمهورية وخارجها. 

وقد أكد قائد الثورة الاسلامية سماحة السيد الخامنئي(دام ظله) عقب اصدار هذا القرار بأن الحرس الثوري في الخط الامامي لمواجهة الاعداء على مختلف المیادین وهاهم الأعداء ومنذ 40 عاماً جربوا فرض الضغوط بأنواعها على الشعب الایراني، وكان مصيرها الفشل.

وان امیرکا سوف لن تجني شیئاً من وراء ممارساتها الخبیثة، وسیرتد علیها کیدها ضد الحرس الثوری وایران.

لقد صدر هذا القرار بعد إفلاس أمیرکا وعجزها من النیل من ايران واستقلالها، وبعد الدور الكبير الذي لعبته ايران في إحباط أهداف المشروع الأمیرکي الصهیوني في المنطقة.

وايضا يأتي القرار بعد سلسلة من القرارات الظالمة التي اصدرها ترامب وكلها تصب في نفع الكيان الصهيوني الغاصب، من الاعتراف بالقدس عاصمة موحدة لکیان الاحتلال الصهیونی، ونقل السفارة الامريكية اليها، وكذلك يأتي القرار بعد الاعتراف بالسیادة الصهیونیة على الجولان السوري المحتلّ.

إن صدور قرار ترامب بتصنيف قوات الحرس الثوري كمنظمة ارهابية يعود لعدة اسباب من بينها :

1- ان الحرس الثوري ومنذ تأسيسه عمل على انهاء أسطورة الهيمنة الاستعمارية للقوى الاستكبارية الظالمة، ولذلك فهو اصبح العقبة المستعصية أمام تنفيذ مخططاتهم التي تستهدف استقلال الشعوب ونهب خيراتها.

2- الانتصارات التي تحققت في ميادين المواجهة مع الكيان الصهيوني، وقوى الشر والضلال وعلى مختلف مسمياتها وآخرها داعش، حيث كان لقوات الحرس الدور الداعم والمؤثر عبر المستشارين الذين اختلطت دمائهم بالدماء العراقية والسورية وابطال المقاومة الاسلامية.

3- تقديم الدعم لرئیس وزراء العدو الصهیوني نتنیاهو - حليف ترامب - قبيل إجراء انتخابات هذا الكيان لكي يتمكن من البقاء في سدة الحكم.

4- ولاشك ان امريكا ومن خلال اصدارها هذا القرار تريد تزييف الحقائق وحرف النظر عن انها راعي الارهاب الحقيقي، فشبكاتها العالمية تعمل ليل نهار من اجل اخماد الاصوات التي تنادي بالحق والحرية وكل من يرفض هيمنتها عبر الاغتيالات ودعم المجاميع الارهابية والشخصيات المتطرفة.

ان هذا القرار سوف لن يكون له التأثير الكبير على ايران فهي تکیّفت ومنذ عقود مع العقوبات الأمیرکیة على مختلف انواعها، واوجدت في كل مرة سبل الخلاص منها، وان ورقة الضغط الجديدة هذه سوف لن تضعفها او تشغلها عن أداء دورها الريادي في المنطقة والوقوف امام المخططات الامريكية التوسعية التي تريد تمريرها ومعها حلفاؤها الاقلیمیون وفي مقدمتها صفقة ترامب.

ان ايران لن تقف مكتوفة الايدي، بل سيكون لها رد على هذا القرار، فقد أعلن مجلس الأمن القومي الإيراني عن اعتباره الولايات المتحدة والقيادة المركزية الأمريكية غرب آسيا وما يرتبط بها من قوات هي مجموعات إرهابية. وان الجيش الأمريكي سيوضع إلى جانب تنظيم (داعش) الإرهابي على قائمة الإرهاب في إيران.