عودة الدواعش الى العراق .. مخاطر وتداعيات

بعد انتهاء معركة الجيب الأخير للدواعش في بلدة الباغوز شرق نهر الفرات في سوريا، وانتهاء الحصار المطبق عليهم من قبل قوات (قسد) السورية المدعومة من قبل امريكا، طرأ سيناريو جديد حاملاً معه نذير شؤوم للعراق بعد ان رفض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عودة الدواعش وعوائلهم الى بلادهم في امريكا، وكذلك فعلت الدول الاخرى، فجرى الإتفاق بين امريكا والدواعش بأخذ اطنان الذهب والاموال مقابل السماح لهم بمغادرة سوريا الى العراق فحملتهم الشاحنات تحت مرأى ومسمع الجميع وبحماية امريكية كاملة وتغطية من وسائل الاعلام لهذا الحدث، ناقلين أصوات الدواعش وزوجاتهم وهم يمجّدون أميرهم (ابو بكر البغدادي) وذويهم الانغماسيين والذبّاحين والقتلة.

ويقدّر عدد الدواعش الاجانب لدى قسد في سوريا اكثر من 800 عنصر، بالاضافة للدواعش ممن يحملون الجنسية العراقية. 

لا شك ان لهذا الحدث الكثير من المخاطر والتداعيات على الشأن العراقي من بينها:

1- عودة التنظيم من جديد باستعادة رصّ صفوفهم وخلاياهم النائمة، خصوصا بعد دخولهم بكل تكريم وحفاوة وكأنهم عائدون بعد انتصار، مع العلم انهم جميعا إن لم يكونوا من القتلة فهم ممن ساعدهم وأعانهم على اجرامهم وانتهاكهم حرمات الشعب فلابد ان يأخذ القانون مجراه لينالوا القصاص العادل، وهو أما الاعدام وفق قانون مكافحة الإرهاب، أو السجن المؤبد أو مدة لاتقل عن عشرة سنوات كما نصت المادة (4) إرهاب والتي تتضمن: (احكام السجن المؤبد أو بالسجن مدة لا تقل عن عشر سنوات، كل من أدخل إلى البلاد أو وضع في الأرض أو في المياه أو نشر في الهواء مادة بقصد تعريض حياة وصحة الإنسان أو الحيوان أو البيئة الطبيعية للخطر، إذا كان ذلك تنفيذاً لغرض إرهابي).

2- ان اطفال الدواعش هم قنابل موقوتة، ولدوا من ما يسمى بـ(جهاد النكاح) السيئ الصيت، وفتحوا أعينهم وتربوا على أفكار ومعتقدات ارهابية اجرامية، وسيحملون تلك الافكار ومشاعر الكره حتى يأتي من ينظمهم ويطلقهم ليواصلوا طريق القتل والارهاب بأسماء تنظيمات جديدة.

3- ان عودة الدواعش كشفت مدى ضعف الأداء الحكومي في العراق، ورضوخهم لأوامر الرئيس الامريكي ترامب ومخططاته التي لا تريد الأمن والاستقرار للعراق واذعنوا للصفقة الداعشية الامريكية.

4- ان هذا الدخول للدواعش رافقه تصعيد لهجماتهم في محافظات الأنبار وصلاح الدین ونینوى، من خطف وقتل لمدنیین عزل ليبعثوا برسائل بانهم لم ينتهوا ولا زالت لديهم القدرة على الحركة والمناورة.

5- ان هذا الحدث أتى في وقت تنادي فيه اطراف من المقاومة الاسلامية والحشد الشعبي بتشريع قانون لإخراج القوات الامريکیة المتواجدة بصورة غیر قانونیة في العراق، وذلك بعد ان تزاید عددها بشکل مفاجئ، حیث تصاعد الغضب الشعبی والسیاسي الرافض لهذا الوجود الذي يعيد مظاهر الاحتلال الى الاذهان.

ومع كل ما تقدم يتضح ان مخطط عودة الدواعش مع عوائلهم للعراق يشكّل تحديا جديا للحشد الشعبي والمقاومة الاسلامية، ومن يقف معهم في خندق واحد، وعلى الجميع بما فيهم من حشد ومقاومة وبرلمان وحكومة التحرك والعمل على تطبيق القانون فيهم وسد الطرق عليهم وعدم اعطائهم الفرصة لكي يرتبوا وينظموا صفوفهم من جديد لان ذلك سيكلفنا دماء وارواح كثيرة، واستنزاف للأموال التي ستصرف على التجهيز العسكري المطلوب لإجهاض مثل تلك المخططات التي تستهدف أمن واستقرار البلد والعودة به الى المربع الاول. كما ان مجرد بقائهم الطويل في السجن  – كما عهدنا من حكوماتنا في التعامل مع الدواعش في السنين الماضية- فانه سيكلف الدولة الاموال الكثيرة التي ستصرف عليهم.