مرکز الهدف للدراسات

Hadaf Center For Studies

21 February 2019

مؤتمر وارسو: فشل إيجاد التحالف ضد إيران ونجاح التطبيع مع الكيان الصهيوني

شاركت اكثر من (60) دولة في العاصمة البولندية وارسو وبرعاية امريكية – صهيونية في مؤتمر حمل عنوان: (مستقبل السلام والأمن في الشرق الأوسط) وكان من ابرز حضوره وزراء خارجية عشر دول عربية بالإضافة الى نائب الرئيس الأميركي مايك بنس ووزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو ورئيس وزراء الاحتلال (الإسرائيلي) بنيامين نتانياهو.

وعقد المؤتمر في 13/2/2019 ولمدة يومين وبمقاطعة إيران وروسيا والعراق وفلسطين وقطر وتركيا، ولبنان. وغياب وزراء فرنسا والمانيا ، ومنسّقة السياسة الخارجية الاوروبية فيدريكا موغريني.

كما أعلنت عدة دول وشخصيات بارزة اوروبية عدم مشاركتها في المؤتمر ما يعكس عمق التوتر بين الاتحاد الاوروبي وواشنطن منذ الانسحاب الاميركي من الاتفاق النووي مع ايران.

أهداف المؤتمر:

من خلال تصريحات الوفد الامريكي وكذلك الصهيوني اتضح للجميع ان اهداف مؤتمر وارسو هي :

1. تحشيد العداء ضد ما اسموه بالخطر الايراني وتشكيل تحالف ضدها:

ومن هذا الهدف تشعبت محاور  عديدة من بينها :

بحث الوضع في الشرق الأوسط، وبرنامج إیران النووي والحد من انتشار أسلحة الدمار. واقناع الحاضرین بضرورة تشکیل تحالف جدید كمحاولة لإعادة الروح لحلف (الناتو) الذي فقد بریقه وقوته .

اظهار الوفد الأمیرکي أن مشروع ترامب الذي عرف بصفقة القرن ما هي إلا محاولة لتأمین الأمن للكيان الصهيوني، من أجل الحفاظ على المصالح الاستعماریة لهذا المعسکر الغربی التقلیدي، وأن حل الصراع الفلسطینی- الصهيوني يتم من خلال إقامة حلف أمني عربي- صهيوني یحقق هدف صد الخطر الإیراني في المنطقة .

من جانبهم تمسك المسؤولون الأُوروبیّون بالاتّفاق النوویّ الإیرانیّ الذي جنّب المنطقة الحرب، بینما سارع وزراء خارجیّة عرب للانضِمام إلى أية مبادرة امريكية – صهيونية من شأنها ان تضيق الخناق على إیران وبصورة مذلة وبعيدة عن القيم الاسلامية والانسانية.

وقد فشل المؤتمر في تشكيل جبهة إقليمية دولية ضد إيران، ليتحول إلى مؤتمر تطبيعي تنكر فيه الحضور العرب من القضية الفلسطينية والقدس والاقصى. تاركين الفلسطينيين تحت وابل الرصاص الصهيوني وقمعه وتجاوزاته.

2. دعم التطبيع مع الكيان الصهيوني:

حينما زار السادات الكيان الصهيوني عام 1977م حرّك الحكام العرب شعوبهم وانزلوهم الشوارع صارخين منددين بتلك الخيانة ، وما خفي كان أعظم اذ كانت بعض الدول العربية لها علاقات خلف الستار مع الكيان الصهيوني ولكن شيئاً فشيئاً بدت تفوح رائحة الخيانة والتآمر على شعوبهم، حتى أتى مؤتمر وارسو ليزيل ورقة التوت التي كان يتستر بها اولئك الحكام ليكونوا في العلن مع نتنياهو يجمعهم الحقد على ايران ویتبادلون المُزاح والابتِسامات معه !!

لقد شكّل مؤتمر وارسو مرحلة جديدة من مراحل التطبيع العربي مع الكيان الصهيوني المحتل بشكلها العلني السافر والهدف منها  هو الاعتراف بالوجود (الإسرائيلي) كأمر واقع وعلى الجميع أن يقر به علناً.

وكان المؤتمر بمثابة طعنة غادرة في القضية الفلسطينية ،وهذا الشيء يعتبر فرصة ثمينة كان يبحث عنها  نتياهو واليمين الصهيوني المتطرف من اجل الفوز في الانتخابات القادمة.

نتائج المؤتمر

ان مؤتمر وارسو وكما قال وزير الخارجية الايرانية محمد جواد ظريف: ( إنه مسعى جديد تبذله الولايات المتحدة في إطار هوسها الذي لا أساس له إزاء إيران. وأعتقد أن مؤتمر وارسو ولد ميتا. ، وأن عقد مؤتمر دولي في بولندا، وصمة عار لن تُمحى من جبین الحکومة البولندية).

ولذلك فان امريكا وحليفتها اللقيطة (إسرائيل) فشلا في تشكيل جبهة دولية وحلف ( الناتو العربي ) ضد ايران التي احتفلت مؤخرا بالذكرى الاربعين لقيام ثورتها بحماس منقطع النظير من ملايين الشعب الايراني . 

وما يؤكد فشل المؤتمر هو عدم صدور أي بيان مشترك أو ختامي عنه .

وكل ما تمخض عنه المؤتمر هو إنشاء سبع مجموعات عمل ، حول الشرق الأوسط ، وستعمل على قضايا محددة والحلول المرتبطة بها ، وتخص تحديداً سبعة مجالات ، وهي مكافحة الإرهاب وتمويله غير القانوني، والحد من انتشار الصواريخ وانتشار الأسلحة ، والسلامة البحرية والجوية ، وأمن الطاقة ، والقضايا ذات البعد الإنساني ، واللاجئين وحقوق الإنسان.

لقد بات الفشل واضحا لترامب ونتنياهو في تحقيق هدف المؤتمر الاول وهو تشكيل جبهة إقليمية دولية لمواجهتها ، وكان سبب الفشل هو عدم تجانس المواقف بين الدول الأوروبية المجتمعة في وارسو بالنسبة لإيران وبرنامجها النووي، إضافة إلى أن المؤتمر فشل قبل أن يبدأ بسبب الحضور الضعيف من دول كبرى كألمانيا وفرنسا وإيطاليا وروسيا.

وبات واضحا ان معظم الدول باتت تدرك مدى فشل خيار الحرب، لأن من هزم أمریکا في أفغانستان والعِراق وسوریة، والكيان الصهيوني في جنوب لبنان (لمرّتین) وفي قِطاع غزّة (أربع مرّات)، لاشك بأنه سينتصر في الحرب المُقبِلة إذا قرّروا خوضها على ايران ومِحور المُقاومة.

واذا كان ثمة نجاح للمؤتمر فهو النجاح المخزي الذي جاء على لسان نائب الرئيس الأميركي مايك بنس، إذ أعلن في ختام المؤتمر وبصراحة عن بدء حقبة جديدة من العلاقات بين قادة الكيان الصهيوني والبحرين والسعودية والإمارات، قائلا: ( إن رئيس الوزراء نتنياهو، وقادة البحرين والسعودية والإمارات، جميعهم يتقاسمون الخبز، ويتشاركون في المؤتمر وجهات النظر الصادقة حول التحديات التي تواجهها المنطقة)!

تعليقات الزوار

أفلام وثائقية
صور نادرة
مصطلحات

اعتراف دولي

وهو عبارة عن شهادة بقية الدول بظهور الدولة الجديدة. الاعتراف الدولي حدث هام في حياة الدولة يمكنها من دخول حظيرة المجتمع وممارسة سيادتها الخارجية والتمتع بحقوقها كاملة تجاه مجموعة الدول. الاعتراف الدولي يكون فردياً تقوم به كل دولة على حدة وقد يكون جماعياً يصدر عن عدة دول عن طريق مؤتمر دولي أو معاهدة دولية.  والتعبير الصادق عن الاعتراف الدو ...

شاهد جميع المصطلحات