الأمين في تفسير القرآن الكريم

المؤلِّف: الشيخ الدكتور هاشم أبو خمسين

تقويم النصّ: محمد صالح الحلفي

الإخراج الفني: السيد مهدي الموسوي

الإشراف العام: أحمد الأزرقي

الناشر: المحبين 

المطبعة: الكوثر

عدد النسخ: 3000 نسخة

الطبعة: الأولى/2013 م

لا ريب أنَّ الكتاب العزيز هو الأساس القويم، الذي ترتكز عليه بنية الدِّين الإسلامي الحنيف، وهو الروح السماويّة التي تفيض الحياة على الإنسانيّة، ولمّا كان هذا السفر العظيم محمّلاً بذخائر العلوم الإلهيّة وكنوزها، بما تقصر عن الإحاطة به وتوضيحه ألفاظ اللغة العربية وتراكيبها، صار من الصعب التوصّل إلى كنهها إلاّ لمن يمتلك علماً إلهيّاً، وهو النبيّ الكريم (|) الذي خصّه الله ببيان ما أنزله إلى الناس، كما قال عزَّ من قائل: {لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ} (النحل: 44).

وواصل هذه المسيرة الطاهرون من أهل بيته (^)، الذين قارنهم النبيّ (|) بكتاب الله، وأوقفهم موقف البيان والتعليم، وأمر بالتمسّك بهم وأخذ الكتاب عنهم، فهم الهداة المعلّمون القائمون بتعليم ما فيه من حقائق المعارف وشرائع الدين.

فقام رجال من ذوي العلم والفضيلة بالاقتباس من أنوارهم، والأخذ من علومهم وآثارهم، وكان للقرآن الكريم وتفسيره حظّه الأوفر من ذلك، نتيجة دوره البارز والفعّال في حياة المسلمين؛ إذ به اندكّت قلاع الضلال، وبه اهتدت الإنسانيّة إلى سبيلها، فخاضوا في ميدان تفسير القرآن، لمّا لمسوا في كلماته الأسرار الخفية، والحقائق الثمينة التي تستحق أن تكشف للآخرين، فطفق هذا يبحث في معاني سوره وآياته، واعتكف آخر يستجلي الحقائق من كلماته، وراح ثالث يستخرج المفاهيم والعبر والدروس منه.

وهناك حقيقة اكتنفت معجزته، وهي طراوته المستمرة وخلوده، الأمر الذي استلزم تجدّده مع كلِّ عصرٍ؛ ليتناسب وخصائصه وضروراته ومتطلباته، حيث إنَّ لكلِّ عصرٍ مشاكله وملابساته النابعة من تغيّر المجتمعات والثقافات، وهو أمر لا ينفك عن مسيرة المجتمع التاريخيّة. 

وعصرنا اليوم المتّصف بالكثير من التحوّلات على جميع المستويات والأصعدة، قد يفرض طريقةً خاصّةً في كيفية التعامل مع الآيات الشريفة، وسبل الاستفادة من معانيها، ومواضع تطبيق مفاهيمها ودروسها، فجاء هذا التفسير الذي حمل عنوان: (الأمين في تفسير القرآن الكريم) لمؤلِّفه الشيخ الدكتور هاشم أبو خمسين، ليلبّي جزءاً من تلك الحاجة الماسّة، فعمد فيه إلى الاختصار ومخاطبة الطبقة الشبابيّة من جهة، وسلّط الضوء على بعض المفردات الغامضة وشرحها لغويّاً من جهةٍ أخرى، ونحا ثالثة نحو إبراز المعطيات الجهاديّة التي تضمّنتها الآيات الكريمة، هذا كلّه بالإضافة إلى ذكره للفوائد التفسيريّة في عموم الكتاب، فخرج التفسير بحلّة جديدة تتناسب ومتطلبات اليوم.