اليمن المنسية

في الزمن الذي يكثر فيه الحديث عن حقوق الانسان هناك  جرائم ترتكب بحق شعب اعزل مظلوم يقتل الآلاف من اطفاله  من جراء القصف والتجويع، وهناك صمت سياسي واعلامي على ما يجري في اليمن وكل يوم تزهق ارواح الأبرياء من جراء الحصار الجائر الذي يفرضه التحالف الصهيوسعودي، وجرمهم الوحيد انهم يرفضون الهيمنة العربية الغربية على بلدهم.

ومع كل الجهود التي بذلتها الدبلوماسية في الجمهورية الإسلامية لإيجاد حل لهذه الأزمة ولكن مع الأسف كل هذه الجهود لم تكن مثمرة ، كما ان في بعض الاحيان هناك تخاذل قصير تجاه القضية اليمنية ولهذا ننتظر من الدبلوماسية الايرانية ان تكون اقوى من الفترة الماضية تبذل جهدها لوقف هذا العدوان الغاشم على الشعب اليمني. وتشير التقارير إلى  ان التحالف السعودي استخدم الذخائر العنقودية، وهي متفجرات مميتة محظورة في القانون الدولي، إذ عندما تطلق القنابل العنقودية، تتناثر منها عشرات واحياناً مئات من القنابل الصغيرة التي غالباً ما لا تنفجر مباشرة، ويمكن ان تحدث إصابات مروعة بعد الهجوم الأول. التقارير تؤكد أنه تم توثيق استخدام التحالف لأربعة أنواع على الأقل من الذخائر العنقودية، ومنها أنواع مصنوعة في الولايات المتحدة وبريطانيا والبرازيل. ويذكر أن من شرد تهم الحرب اليمنية من ديارهم على عكس السوريين، لم يهربوا الى الخارج بالآلاف، رغم الحصار الجوي والبري والبحري الذي تفرضه السعودية على اليمن، كما ان الصحفيين لم يأتوا الى اليمن أيضاً. وظلت هذه الحرب غير مرئية للعالم الخارجي، و تشير التقارير ان معظم التدمير كان بسبب أسلحة أمريكية أو بريطانية، موضحة أن السعودية اشترت من بريطانيا منذ بدء العدوان قنابل وصواريخ بما يساوي ستة مليارات دولار. وبنفس المستوى تجاهلت باقي الدول الغربية الأزمة المتفاقمة في اليمن، على الرغم من أن هذه الدول نفسها تخوض حالياً مع روسيا صراعاً شرساً بخصوص الصراع في سوريا. فببساطة وضع ملف اليمن في درج النسيان خاصة بعد تعثر جولة المفاوضات اليمنية، وفي الوقت الحالي، فإن الجهود الدولية المبذولة للتعامل مع الملف اليمني ليست منسية فحسب، بل مبعثرة أيضاً.

وهنا سؤال يطرح نفسه كيف وصل العالم الى هذا الحد من اللا مبالاة والصمت تجاه شعباً يسفك دمه دون أن يحرك ساكناً؟! فبالنسبة لجميع الاطراف تعد اليمن منطقة خالية من المصالح، لأن الدول العظمى تطمح الى ما هو ابعد لمصالح كبيرة مثل النفط والغاز، واليمن خال من هذه المطامع، ولهذا السبب الساحة اليمنية بقيت مكشوفة للعدوان السعودي الأمريكي وكما نعلم ان في الوقت الحاضر خاصة الدول الغربية تبدي الى مصالحها اهمية اكبر ولا تعير اهمية الى قضية حقوق الانسان و اذا كان الامر يتعلق بتعارض المصالح فهنا الدول الغربية تقدم مصالحها العليا حتى لو كان بقتل الأبرياء وخراب البلدان، واخيراً تحاول السعودية وامريكا قطع الشريان الوحيد الذي يغذي الشعب اليمني ومن خلال هجوم بري وبحري للسيطرة على ميناء الحديدة  ومنع تدفق المواد الغذائية والأدوية حتى لربما اركعوا ـ باعتقادهم  ـ  الشعب اليمني لمطالبهم غير المشروعة وفرض هيمنتهم عليه.