مرکز الهدف للدراسات
Hadaf Center For Studies
Hadaf Center For Studies
ازداد الاستبداد وطغى على كل الاشياء في العالم العربي، فبت ترى ملامحه في السياسة، في المجتمع، في العلم.... ولذلك اصبح الاستبداد نوعاً من المحيط أو البيئة التي تنتقل آثارها إلى كل من يتربى فيها، يألف الاستبداد ويعايشه فيصبح عنصراً فاعلاً في شخصيته، فيعطيه طابع الهروب والاتكال، والميل الى التسفل بدل الترقي، فالاستبداد عدو الحق، ونقيض الحرية، ولا يمكن مقاومته الا بالإعداد فلا يفل الحديد الا الحديد؛ فالظالم لا يخاف الا الأدوات نفسها التي يستخدمها في ممارسة الظلم، والا فإنه سيتمادى في غيه ويتمنى لو أن كل الناس يتحولون الى غنم تطيعه، وتدر له الرزق، فانه من مصلحة المستبد أن يغفل الناس عن حقوقهم، فيتحكم في شؤونهم حسب هواه، وتكون قاعدة أحكامه ما تطلبه مصلحته، دون الالتزام بشريعة فيها مصلحة الجماعة.
وكذلك العلم نقيض الاستبداد ولذلك نرى المستبد يخاف العلماء، ويحاول الغاء دورهم في تطوير المجتمع، ونشر العلم و الوعي، وإذا كان لابد وجود بعض اصحاب الاختصاص فإنه يحاول فتح المجال لمن لا التزام عندهم، بل يفضل صغار النفوس، فاقدي الكرامة، ممن يستطيع شراءهم بالمال، ولذلك يسود المجتمع صراع دائم بين المستبد والعالم لأن ((المستبد سارق ومخادع، والعلماء منبهون محذرون، وللمستبد أعمال ومصالح لا يفسدها عليه الا العلماء)). يقول اية الله النائيني: ما دام أساس الاستعباد والاستبداد مترسخاً في هذه البلاد فإن القضاء عليه واستبداله بالعلم والمعرفة أمر مستحيل، وما دام السلطان لم يع بعد حقيقة السلطة وانها عبارة عن إقرار النظام وان مهمته كمهمة الراعي، وما دام يرى نفسه مشاركاً لله عز اسمه في الملك والتدبير والأسماء الحسنى، فإنه بالنتيجة سيعتبر رفض الأمة له وللواقع البائس الذي تعيش، وسيرى عدم الرضوخ له والسعي للتخلص منه تمرداً عليه، وسيعتبر إعانته ومساعدته على هذا الظلم والتفرعن وطنية، وسيعمل على استئصال الفريق الذي يعتبرهم خارجين عن طاعته ويقوم بتقريب الفرقة الثانية التي يظن فيها حب بقاءه ويهيئ لهم مدارج الرقى. فهذا كلام ينقل عن كبار العلماء حول الاستبداد لأن الشيعة وعلماءهم بالتحديد مروبظروف صعبة وشرسة قل مثيلها وقد نجزم بأن الفئات والمذاهب الإسلامية الأخرى لم تمر بما مروا أو يلاقوا عشر ما لاقوا الاسباب باتت معروفة للجميع. والحقيقة إن ما كتب أو قيل في الاستبداد يقف اجلالاً و اكباراً أمام السيل الجارف من المواقف الشجاعة والبطولية لعلماء الشيعة من الذين نذروا أنفسهم لترسيخ أسس الحق والعدالة ومقاومة الظلم والاستبداد، وحتى الذي وصل الينا لا يحكي كل الحقيقة أو يصف الصورة بالكامل، لا شك أنه قليل من كثير وما خفي اعظم. والذي نلتمسه اليوم من سيطرة للاستبداد السياسي والديني في بعض البلدان لا يخرج عن ما سار عليه الأسلاف من بني امية وبني العباس وآل عثمان، ناهيك من أنه مخطط دقيق يشترك فيه الجميع- أسياد وعملاء- بعلم أو بدون علم للقضاء على البقية الباقية من السنن الحقة والقيم المثلى ومن واجبنا الديني والأخلاقي ان نحذوا حذوا العلماء للتصدي للإستبداد بكل اشكاله، فلابد أن نوجه خططنا وتحركنا على الجذور والأساس، وبالتحديد السلطات الحاكمة مضافاً الى الأفراد، لأن الحكومة هي المعنية وبفسادها يفسد المجتمع وبإصلاحها يصلح المجتمع.
اصطلاح يستخدم للتمييز بين البدايات الصهيونية مع (احباء صهيون)التي كانت شبه ارتجالية تعتمد على صدقات اغنياء اليهود وبين صهيونية هرتزل التي حولت المسألة اليهودية الى مشكلة سياسية وخلقت حركة منظمة محددة الاهداف والوسائل.موسوعة السياسة ،ج3 ص664 ...
شاهد جميع المصطلحات
تعليقات الزوار