مرکز الهدف للدراسات
Hadaf Center For Studies
Hadaf Center For Studies
اعتقد العالم أن احتمال نهاية الصراع في الشرق الأوسط قد شارف على نهايته حين وقّع رابين رئيس وزراء الكيان الصهيوني اتفاقات السلام ومصافحته للرئيس السابق ياسر عرفات رئيس منظمة التحرير الفلسطينية. الاتفاقات تلك شكلت حقيقة مؤقتة ما لبثت أن تحولت إلى سراب بعد عمليات عسكرية تبعت اتفاق السلام. فسياسة اسرائيل مبتنية على نبذ كل الأعراف والاتفاقات والعهود الدولية، فحينما حققت اسرائيل نصراً ساحقاً على الدول العربية، فاستولت قواتها على كافة الأراضي الفلسطينية وعلى سيناء والجولان السورية، وتمسكت بعدم الانسحاب من تلك الأراضي قبل الاتفاق مع الدول العربية على حدود جديدة هي التي ترسمها ويعترف بها، ووقفت امريكا الى جانب اسرائيل تساند طلباتها وتدعم احتلالها للأراضي العربية سياسياً وعسكرياً واقتصادياً، وكلما جاء الى البيت الأبيض رئيس جديد راهن حكام العرب عليه، وصوروه ملاك السلام العالمي، وليكتشفوا بعد قليل انه دفيئة اجرام وإرهاب، فهذا الارتهان على امريكا مجرد سراب يعول عليه العرب، فلن تسمح لا امريكا ولا اوروبا بوجود دولة فلسطينية حتى بأقل من المعنى الذي نبتغيه كفلسطين، ولن تحصل على أكثر مما حصلت عليه، فمجرد سلطة تحكم التجمعات الفلسطينية، وتدير شؤونها المدنية ومجردة من أي سلطة على الماء أو الهواء أو الحدود، وباقتصاد مرتبط ارتباطاً قوياً بعجلة الاقتصاد الصهيوني، مع الأخذ بعين الاعتبار إبقاء المجتمع الفلسطيني مجتمعاً معاقاً اقتصادياً، يعيش على المساعدات الأجنبية، التي ستتدفق عليه طالما التزم بالشروط الاستعمارية الصهيو امريكية. من سمع صيغة خطاب ترامب في الكيان الصهيوني يدرك مدى صهيونيته ويدرك صحة ما ذهب اليه امن اسرائيل وان مواطنيها على رأس سلم أولويات القيادة الأمريكية، هل سمعتم من أي رئيس امريكي جملة الحفاظ على الأمن العربي؟! لم تسمعوا ولن تسمعوا فالمواطن العربي لا يستحق ان يتم حتى الاشارة الى امنه وهذا يعود سببه الى حكام العرب الذين اوصلوا شعوبهم الى هذا الحد من الذل والانحطاط، واما في ما يتعلق بصفقة القرن "سوف يجني العرب منها السراب ومن غير الواضح أنها سوف تجلب السلام، بل إنها تؤرخ لصراع طويل، ربما يخسر العرب كل فلسطين، انها لعبة قذرة طبخت بليل، وهذا ما تؤكده "صحيفة يسرائيل هيوم – 17أيارالتي نقلت عن السفير الأمريكي " الجديد ديفيد فريدمان ، احد اقرب المقربين من ترامب في تل أبيب قوله "اسرائيل لن تكون ملزمة في إطار خطة ترامب بتقديم أية تنازلات من أجل تحقيقها ". وهل هذا سلام بالمعنى الحقيقي لكلمة "سلام" أم هو استسلام، وتطويع للشعوب العربية رغبا ورهبا لقبول اسرائيل كدولة طبيعية في المنطقة؟! واذا كانوا يريدون جعلها دولة طبيعية في المنطقة وليست كياناً استيطانياً يستولى على مقدرات شعوبنا ومقدساتنا، اليس الأولى هو اقامة علاقات طبيعية بين الدول الاسلامية بعضها وبعض بدلا من هذا التشرذم والتناحر و التطاحن؟! فمن البعيد ان يكون السلام بيننا وبين اسرائيل سينشر الأمن والأمان، بل سينشر الرعب والخوف، وسينشر الفقر والمرض، وسينشر الفرقة والتطاحن بين الأشقاء، وسيكون مدخلاً لتسخير كل خيرات بلادنا للكيان الصهيوني ولكل من هبّ ودبّ عدا شعوبنا المغلوبة على أمرها. واما فيما يتعلق بترامب وموقفه ، فحاول "ترامب" من خلال جولته الشرق الأوسطية في بداية انتخابه العمل على ايجاد "نقطة فارقة" ليس في السياسة الأمريكية التي بدأت بفضائح فحسب، بل من ناحية منح الشرعية لرؤيته حول اندماج الكيان الصهيوني مع العرب في تحالف جديد يشابه إلى حد ما تشكل منظومة إقليمية الهدف الأساسي من خلقها تتلخص في مواجهة ايران وحركات المقاومة في المنطقة. ويمكننا القول إن كل تخريجات ومخططات المفاوضات والتسويات الجارية بين الكيان الصهيوني والكيانات العربية والفلسطينية بالخصوص ما هي الا مؤامرة لإطالة أمد الصراع لصالح الكيان الصهيوني. واضعاف القوى المناهضة للكيان والقضاء عليها.
طالب معلان
وهي عبارة عن القسم الضيق من طريق أو غيرها، بحيث يعيق تدفق السير واندفاع الحركة، أو مرحلة معينة في عملية التصنيع تتحكم بسير الإنتاج. يستخدم كاصطلاح في لغة السياسة للدلالة على الممر الصعب أو المأزق الضيق والمرحلة الحاسمة، حيث يعاق التقدم وتطرأ الازمة ويصعب التحرك، ويستخدم في العمل الحربي للدلالة على المآزق الحرجة. وأكثر ما يستخدم في الميدان ...
شاهد جميع المصطلحات
تعليقات الزوار