مرکز الهدف للدراسات
Hadaf Center For Studies
Hadaf Center For Studies
منذ حرب عام 1973 أو ابعد من ذلك من الستينات وفرت واشنطن لإسرائيل اكبر قدر من الدعم بالمقارنة مع أي دولة أخرى- فهي اكبر متلق للمساعدات العسكرية والإقتصادية المباشرة منذ عام 67، وتتلقى إسرائيل سنوياً حوالي ثلاثة بلايين دولار كمساعدات امريكية مباشرة أي ما يقارب خمس ميزانية المساعدات الخارجية، وبمعنى اخر فان الولايات المتحدة تعطي كل إسرائيلي حوالي خمسمائة دولار سنوياً وهو امر ملفت للنظر خاصة أن اسرائيل اليوم دولة صناعية غنية يعادل دخل الفرد فيها مثيله في كوريا الجنوبية واسبانيا، كما ان اسرائيل هي الدولة الوحيدة المتلقية للمساعدات الامريكية التي لا يطلب منها تقييم كشف حساب عن الكيفية التي أنفقت بها أموال المساعدات، فان الدعم السياسي والدعم المالي المذهلين، اللذين لم يسبق لهما مثيل، واللذين تلقتهما إسرائيل من الولايات المتحدة منذ أوائل الستينات، يمكن أن يعزيا إلى سببين: يتمثل السبب الاول بأن السياسة التي تنتهجها إسرائيل تخدم مصالح الولايات المتحدة، ليس في الشرق فحسب، بل في جميع أنحاء العالم. فكلما وجدت الولايات المتحدة أن من غير المناسب أن تتورط مباشرة في عمل يثير اعتراضاً اخلاقياً على وجه الخصوص، كأن تدعم نظام حكم أو منظمة تتمتع بسمعة سيئة جداً، تكون اسرائيل على أهبة الاستعداد لتقوم بالمهمة نيابة عن الولايات المتحدة. أما السبب الثاني، فيتمثل بأن إسرائيل تمارس نفوذاً جباراً داخل الولايات المتحدة وأرى أن ذلك يجري سواء أوافقت سياسات اسرائيل مصالح الولايات المتحدة، أم لم توافقها. وعلى الرغم من ان هذا النفوذ يمكن ان يعزى الى الدعم الذي تمدها به العديد من الفئات المسيحية المتدينة والاصولية الى حد ما، فإن مما لا شك فيه ان السبب يتمثل بالدور الذي تؤديه الجالية اليهودية المنظمة في الولايات المتحدة لدعم إسرائيل وسياساتها. فإن نسبة اليهود المنظمين ضمن الجالية اليهودية في الولايات المتحدة يمكن أن تقدر بحوالي 50%. وهذا العدد من اليهود والتأثير الذي يمارسه يفوق العدد في بلد ما مثل كندا . فالإسرائيليون يدركون تماماً أن ما لدى اليهود المنظمين في امريكا ، من شوفينية وتزمت ديني، يعمل بصورة تفوق ما تؤديه الشوفينية والتزمت الديني اللذان يمارسهما اليهودي الاسرائيلي. فاسرائيل تعلم جيداً اهمية الدعم الامريكي والاوربي لها. فهذا الدعم هو مصدر قوتها وبقائها، فهل يدرك العرب هذا الدعم ويكفوا عن التعويل على السياسة الأمريكية لتسوية الصراع؟! فمن الواضح انه ما دامت اسرائيل تحصل على الدعم الامريكي الحالي فلا يمكن اجبارها على تقديم أي تنازلات في مواقفها المتصلبة، وحينئذ ينبغي على العرب البحث عن الوسائل التي يمكن الاعتماد عليها لمقابلة الدعم الامريكي.
واما الموقف الامريكي والاوربي، فإنه يصعّب على اسرائيل المحافظة على تفوقها العسكري على العرب لفترة طويلة، فإسرائيل تعتمد على قوة غيرها في كل شيء وسيكون من الصعب عليها المحافظة على استيراد القوة من الخارج لزمن طويل، وبإمكان العرب بالمقابل ان ينتظروا مدة زمنية طويلة كافية لحدوث تغيرات اساسية في معادلة القوة في المنطقة ، ويبدوا ان الشعب الفلسطيني قد اتخذ قراره في مواصلة الانتفاضة بدل التعويل على التسوية العربية الإسرائيلية التي هي بالأساس تضييع حق الفلسطينيين من استرجاع اراضيهم وعدم السماح لهم بالعودة الى ارضهم الام، وهذا يعود بنا مرة اخرى الى ضرورة التساؤل عن امكانية نجاح العرب في التأثير على الموقفين الامريكي والاوربي، ولاشك ان نجاح العرب في هذا المجال هو امر مستحيل، ولهذا فإن الحل يتحقق بالصبر ومواصلة المواجهة بالامكانات المتاحة حتى تغيير معادلة القوة في المنطقة ولو يستغرق ذلك فترة طويلة من الزمن.
طالب معلان
المساس بأمن الدولة هو جريمة سياسية بوجه خاص . كما انه موضوع مادة قانونية تتناول الموضوعات التالية : ـ الجرائم الواقعة على أمن الدولة في تطورها التاريخي. ـ الخصائص المميزة لأحكام الجرائم الواقعة على أمن الدولة. ـ المؤامرة : شروطها ومقوماتها والمشاكل القانونية التي قد تثيرها.ـ الاعتداء : ويبحث هذا الموضوع من ضمن ما يبحثه الثورة في حال فشلها ...
شاهد جميع المصطلحات
تعليقات الزوار