مرکز الهدف للدراسات
Hadaf Center For Studies
Hadaf Center For Studies
من المستبعد جداً أن تكون الولايات المتحدة قد غزت العراق بدون ان تكون لها أجندة خاصة مرسومة لفترة الاحتلال وما بعدها ،ذلك أن اصرارها على الغزو كان واضحاً منذ مدة ليست بالقصيرة، وفي اعتقادنا تعود تلك الفترة إلى بداية تسعينات القرن الماضي، وبعض من المهتمين بالشأن العراقي يعيدانها إلى حقبة اسبق من ذلك وتقوم الاستراتيجية الأميركية على أن تكون القوة الأميركية قوية بما فيها الكفاية لثني الخصوم المحتملين عن بناء قوة عسكرية بأمل مضاهاة القوة الأميركية أو تجاوزها، وهي حالة يجب أن تكون دائمة بحيث يتعذر على أي دولة أو مجموعة دول أن تتحدى في أي وقت الولايات كزعيم يبسط حمايته وينفذ إرادته بالقوة، وتؤكد أيضاً على حق الولايات المتحدة في شن حرب وقائية لإزالة تهديد محتمل أو مختلق وملفق كل ذلك في سياق محافظة أقوى دولة في التاريخ على هيمنتها على العالم سواءً باستخدام القوة أو التهديد باستخدامها. واقتضت هذه الاستراتيجية الجمع بين الحضور العسكري المباشر والحروب الهجومية الاستباقية (وهذا ما حدث في العراق وافغانستان).
وقد جاء احتلال العراق كتطبيق لأفكار المحافظين الجدد، وعندما اتخذ قرار الحرب على العراق كان هناك أهداف اساسية يمكن ايجازها.
-أن يكون العراق ميدان أو محطة لإطلاق استراتيجية جديدة للأمن القومي الأميركي.
-أن تكون الحرب على العراق زلزالاً يعمل على خلخلة المنطقة وبنيانها وعلاقاتها بحيث تحدث التغييرات التي تريدها الولايات المتحدة في المنطقة.
-اقناع المتشككين في داخل الولايات المتحدة والمنافسين في الخارج بأن الولايات المتحدة قادرة.
-السيطرة على نفط العراق ومن خلال استراتيجية اتخذت من على منصة خشبية وضعت وسط حاملة الطائرات إبراهام لينكولن، أطلق الرئيس الأميركي السابق جورج بوش الابن ما عرف لاحقاً بالوعود الأميركية الأربعة للعراق "الأمن، الحرية، الرفاه، الديمقراطية"، وذلك في مستهل خطابه الذي أعلن فيه "النصر" وانتهاء معركة غزو العراق. وإذا ردنا ان نلقي نظرة مختصرة على ماضي العراق أي ما قبل الاحتلال فإن العراق لم يكن بأحسن من هذا الوضع بل كان أسوأ ولكن توجد هناك نوع ما من الإيجابيات، لم نقل ان العراق في فترة صدام كان يعيش بنعيم بل كان يعيش على جحيم ولكن العراق قبل الاحتلال يتمتع بسيادة ولم تكن هناك نفس الطائفي الذي جلبه الاحتلال للعراق وهناك تلاحم بين نسيج المجتمع العراقي إن أخطر نتائج الاحتلال المدمرة على المجتمع العراقي كانت زرع بزور الفتنة الطائفية والعنصرية بين أبناء الشعب الواحد الذي عاش موحداً منذ آلاف السنين رغم كل الصعوبات والتحديات التي واجهته ،القضية الثانية ان العراق كان يشكوا من بطش وظلم الديكتاتورية وتحمل الويلات من هذا النظام البائد ولكن لم يكن هناك ارهاب وبأشكال مختلفة الذي جلبه الاحتلال ،فالوعود الاميركية التي تحدث عنها الرئيس الأميركي السابق واولها الأمن، فأي أمن في ظل الاحتلال وكما قلنا جلب معه انواع الإرهاب لم نشهد له مثيل في التاريخ فالعراق على خلاف ما قبل الاحتلال شهد ظاهرة غير مألوفة عند الشعب العراقي وهي ظاهرة الإرهاب فالعراقيين لم يسلموا على انفسهم ولا على مالهم ولا على عرضهم فالشخص يخرج من البيت ليحصل على لقمة رزق لعياله لم يتوقع ان يرجع الى البيت سالماً فالإرهاب منتشراً في كل مكان وفي أي زمان القتل اصبح عادياً يمارس في الشوارع حالات السرقة والقتل تمارس في مقابل انظر الناس فأي أمن جلبه الاحتلال للعراق. أما الوعد الثاني الذي تحدث عنه وجلبه للشعب العراقي هو الحرية ،فهنا سؤال يطرح ما هي الحرية التي تتحدث عنها اميركا؟! الحرية حسب المعايير المزدوجة الأميركية ان كل شيء مباح، فالحرية قبل الاحتلال كانت معدومة تماماً وعلى خلاف ذلك اصبح كل شيء مباح بعد الاحتلال فهذه الحرية اوجدت نوع من الفوضى في المجتمع العراقي. الوعد الآخر الذي تحدث عنه الرئيس الأميركي وهو الرفاه، فيقول ان الاحتلال جلب الرفاه للشعب العراقي ، صحيح ان الشعب العراقي لم يشهد رفاه في الفترة الماضية ولكن بعد السقوط ومع وجود الثروة النفطية الهائلة التي يمتلكها يستطيع ان ينعم بالرفاه ويعيش عيش رغد ولكن الاحتلال سرق ونهب ثروات البلد وجعلها في ايدي اناس لم يكن موثوق بهم ،فأصبحت ثروات العراق تنهب وتهدر من دون محاسب ومراقب، الوعد الأخير الذي تحدث عنه قضية الديمقراطية فأي ديمقراطية تمارس في ظل الاحتلال و فالاحتلال جلب الدمار والتقسيم والطائفية المقيتة للعراق فالديمقراطية التي تتحدث عنها اميركا الديمقراطية حسب المعايير المزدوجة الأميركية ،فالعراق في فترة قبل الاحتلال يشكوا من نطام ديكتاتوري واحد حكم العراق بمساندة اميركا ودعمته وسلحته بأنواع الأسلحة وشن الحروب على دول الجوار ولكن بعد الاحتلال امريكا اسست نظام طائفي ومشروع تقسيمي للعراق واصبح النظام الفعلي في العراق قنبلة موقوتة بأي لحظة تنفجر فهذا نظام تأسس تحت الاحتلال ولم يكن برغبة الشعب العراقي، فالديمقراطية التي تتحدث عنها اميركا في العراق هي صراع بين احزاب ،تتصارع فيما بينها والشعب اصبح ضحية بيد هؤلاء. فهنا لابد من ذكر كلام رائع لقائد الثورة الاسلامية السيد على الخامنئي: ان الشعب العراقي يقبل بالديكتاتورية ولا يقبل بالمحتل .
الرؤية المستقبلة: اولاً لابد من ان العراق يخلوا من الاحتلال ومن أي تدخل اجنبي وهو من يقرر مصيره بنفسه. ثانياُ تلغى كل القوانين التي شرعت في زمن الاحتلال وخاصة الدستور العراقي الذي اسس في زمن بريمر واشرف على كتابته ولم يجلب للعراق خيراً الا الخراب، فهذا الدستور جربه الشعب العراقي بأنه لم يكن صالحاً في المستقبل القريب أو البعيد، فما دام جندي واحد من الاحتلال يمكث في الأراضي العراقية فلا يمكن أن نقول العراق اصبح على خير لأن الإرهاب في أية لحظة سيعود وينشر تحت المظلة الاميركية كما شاهدناه في السنوات الماضية وما زالت سيادة العراق منقوصة بسب التدخل الأجنبي السافر في كثير من الأمور وخاصة الامور السيادية التي تتخذها الحكومة.
طالب معلان
مذهب رأسمالي اقترن ظهوره بالثورة الصناعية وظهور الطبقة البرجوازية الوسطى في المجتمعات الأوروبية، وتمثل الليبرالية صراع الطبقة الصناعية والتجارية التي ظهرت مع الثورة الصناعية ضد القوى التقليدية الإقطاعية التي كانت تجمع بين الملكية الاستبدادية والكنيسة. وتعني الليبرالية إنشاء حكومة برلمانية يتم فيها حق التمثيل السياسي لجميع المواطنين ، وحري ...
شاهد جميع المصطلحات
تعليقات الزوار