مرکز الهدف للدراسات

Hadaf Center For Studies

22 September 2018

الإمبراطورية الأميركيّة من الظهور إلى السقوط

اسم الكتاب: الإمبراطوريّة الأميركيَّة من الظهور إلى السقوط

تأليف: البروفيسور حميد مولانا

التعريب: حسن علي مطر الهاشمي

الإشراف العام: أحمد الأزرقي

تقويم النصّ: عبد الله الشاهين

الطبعة: الأولى/ 1436هـ.ق - 2015 م

لم يكن الحديث عن الانهيار والسقوط للإمبراطورية وليد اليوم، إذ صدر كتاب في النصف الثاني من القرن الثامن عشر تحت عنوان: (أفول وسقوط الإمبراطورية الرومانية The Decline and Fall of the Roman Empire) للكاتب إدوارد جيبون (Edward Gibbon) يتحدّث عن سقوط أعظم إمبراطورية ظهرت في التاريخ الأوروبّي القديم، ومنذ ذلك الحين بدأ الحديث عن الانهيار والسقوط الحتمي لجميع الإمبراطوريات، وصارت الإمبراطورية الرومانية نموذجاً تقاس عليه جميع الإمبراطوريات في العالم، الأمر الذي ملأ مسامع السياسيين الأوروبيين وأرّقهم. 

وظهر في عام 2007م كتاب آخر تحت عنوان: (أفول وسقوط الإمبراطورية البريطانية 1781-1997م The Decline and Fall of the British Empire, 1781-1997 ) للكاتب البريطاني بييرس برندون (Piers Brendon)، ويبدو أنّه يؤيّد فكرة السقوط الحتمي للإمبراطوريات مهما طال عمرها وعلا مجدها.

واليوم جاء الدور للإمبراطورية الأميركيَّة، فقد توجهت نحوها الأنظار على أنّها مرشّحة للانهيار والسقوط ولأسباب متعددة. وأصبح موضوع تصدّع وسقوط الإمبراطورية الأميركيَّة حديث الساعة لدى المفكّرين والستراتيجيين في داخل الولايات المتحدة وخارجها، ووفقاً لتوقعات وتقديرات الخبراء الاقتصاديين الغربيين، فإنّ سقوط الإمبراطورية الأميركيَّة وانزوائها في العالم سيكون أقرب مما نتصوّر، وقد أدرك الأميركيون قبل غيرهم أنّ صورة الولايات المتحدة ما بين بداية القرن العشرين وبداية القرن الواحد والعشرين قد تغيّرت كثيراً، وأخذ موقعها في العالم يتراجع وينحدر بشكلٍ متسارعٍ، وقد صدرت عشرات الكتب وآلاف المقالات والدراسات حول هذا الموضوع وفي لغات عديدة. 

وواحد من تلك الكتب التي تحدثت عن انهيار وسقوط هذه الإمبراطورية هو هذا الكتاب الذي بين يديك، أيّها القارئ الكريم، ولعلّه من أكثر الكتب دقّة وتفصيلاً وغنىً بموادّه حول ماضي الإمبراطورية الأميركيَّة وحاضرها، حيث لم يترك شاردةً ولا واردة منذ أن اكتشف كريستوفر كولومبوس (Christophorus Columbus) القارة الجديدة وإلى ما وصلت إليه الولايات المتحدة الآن. لقد عاش مؤلف الكتاب البروفسور حميد مولانا في الولايات المتحدة لأكثر من نصف قرن وسبر أغوارها وبواديها وخوافيها، فجاء كتابه موثّقاً من داخل أسوار البيت لا من خارجها.

قسّم المؤلّف الكتاب إلى ثلاثة أقسام يدور بحثه فيها عن: (المجتمع، النظام، الثقافة) في أميركا، فتحدّث في الباب الأول عن نشوء المجتمع الأميركي إثر الهجرات الأوروبيّة الواسعة إلى القارة الجديدة بعد اكتشافها مباشرة من قِبل كولومبوس، وانتهاك كل القِيم والأخلاق من خلال التصفية الوحشية للسكان الأصليين في القارتين الشمالية والجنوبية، والحروب الداخلية والخارجية الدامية التي حصدت أرواح الملايين، وأيضاً تحدث عن نشوء نظام العبودية والتمييز العنصري، والرأسمالية الاقتصادية، والديمقراطية المزيّفة... ويخلص للقول: إنّ المجتمع الأميركي مجتمع تناقضات؛ تأسّس على التناقضات وعاش على التناقضات. 

ثمّ يأتي المؤلّف ليتحدّث في الباب الثاني حول النظام السياسي الأميركي، فيتناول الدولة والسلطة، والأحزاب السياسية ونشوئها، وتاريخ الانتخابات، وأزمات السلطة، وهيمنة قطبين لا ثالث لهما على الحكم، حيث تلعب وسائل الإعلام المسيّسة الدور الأكبر في صعود هذا القطب أو ذاك إلى سدّة الحكم. 

ويتناول الكتاب في قسمه الثالث الثقافة السائدة في الولايات المتّحدة، وكيف تلعب وسائل الإعلام والنُخب دوراً مهمّاً في نشر الثقافة التي ترتئيها مصلحة تلك النُخب دون أن يكون للعامّة دخل فيها. وفي عبارة ملخّصة فإنّ هذا الكتاب يقدّم للباحث عن الحقيقة مواد موثّقة عن حقيقة ما جرى وما يجري في الولايات المتحدة، وكيف صعدت هذه الإمبراطورية إلى أوج مجدها ثمّ بدأت بالتآكل والأفول والانحدار حتى تفقد يوماً ما كل قوّتها وعظمتها وجبروتها وتصبح كسائر أخواتها، وربّما يكون هذا اليوم قريباً أقرب مما نتصوّر.

تعليقات الزوار

أفلام وثائقية
صور نادرة
مصطلحات

أزمة دستورية

هي مرحلة ناشئة عن التناقض الحاصل بين الوضع السياسي في البلاد ودستورها المعلن أو بين نصوص الدستور عند تطبيقها. كالوضع الناشئ عن وفاة رئيس الدولة دون وجود نص في الدستور يحدد من يخلفه إلى حين انتخاب خلف له. وتنشأ الازمة الدستورية عند وجود اختلاف بين مؤسسات الدولة وسلطاتها حول قضية من القضايا السياسية أو الاجتماعية أو الاقتصادية دون وجود مرجع ...

شاهد جميع المصطلحات